الوطن

المعارضة للأفافاس: " أنتم لا تعرفون السلطة أفضل منا"

أحزاب الموالاة اعتبرت الخطوة فرصة لتحقيق التوافق والإجماع الذي لم يتوصل له أويحيى

 

  • نبو: " الإجماع الوطني" لن يتحقق إلا بتحديد إطار عمل واضح لا تفرضه التكتلات !

تطرح الأحداث المتسارعة لأجندة عمل جبهة القوى الاشتراكية في الآونة الأخيرة، تساؤلات عديدة، حول الدعم الذي تلقاه هذه التشكيلة السياسية التي كانت إلى وقت قريب محسوبة على تيار المعارضة، غير أن الرئاسيات الفارطة وموقف قيادة هذا الحزب منها، الذي اختار "الحياد"، جعل الأطراف المحسوبة على المعارضة تشكك في مصداقية المشروع السياسي الذي ترافع له اليوم من خلال مبادرة "الاجماع الوطني"، التي أكد السكرتير الأول للحزب محمد نبو في تصريح لـ "الرائد" على أن الأفافاس عازم على المضي قدما نحو المشروع قبل نهاية السنة الجارية، كما أشار المتحدث إلى أن مبادرة الأفافاس المتمثلة في ذهاب الجميع موالاة ومعارضة نحو ندوة وطنية جامعة، هدفها البحث عن آليات حقيقية لبناء التغيير، وفق إطار مشترك ومنهج عمل محدد وواضح لا تفرضه قوى على أخرى أو تكتل على تكتل  آخر.

وبالرغم من أن لا شيء يميز الطرح السياسي الذي يسعى الأفافاس لأخذ الضوء الأخضر عليه اليوم، من أحزاب الموالاة وأحزاب المعارضة في نظر الكثير من المتابعين للمشهد السياسي الوطني إلا أن لتشكيلة الدا الحسين رأي آخر، حيث يعتبر هؤلاء أن السلطة لم تنجح لحدّ الساعة في حشد تأييد لمشروع الحوار الذي عرضته في إطار الدستور، وبالمقابل فشلت بدورها المعارضة في الاتفاق حول أرضية ومشروع سياسي واحد يمكنها من خلاله أن تناور به وتأخذ حقها في مواجهة السلطة، وهو ما اعتبره فرصة لتعزيز دورها اليوم في المشهد السياسي وفي الوقت الذي رحبت فيه قوى السلطة من أحزاب وشخصيات بمبادرة الاجماع الوطني أجمعت المعارضة خاصة التي تكتلت ضمن التنسيقية و هيئة التشاور والمتابعة في تصريحات لبعض قياداتها لـ " الرائد"، على أن قوى المعارضة لو أرادت الجلوس على طاولة الحوار مع السلطة لفعلت ذلك من فترة ومن منطلق "أنتم لا تعرفون السلطة أفضل منا" ردّ هؤلاء على سؤالنا حول هل ستقبل الأحزاب السياسية على مبادرة الأفافاس أم لا !.

الأفالان: نحن مع الحوار الذي يدعو له الأفافاس طالما كان بعيدا عن مطلب المرحلة الانتقالية !

أكد الناطق باسم جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، أنّ جبهة التحرير الوطني وعلى لسان أمينها العام، عمار سعداني، أوضح بأن هذه لتشكيلة السياسية مستعدة للحوار والتشاور السياسي بين جميع الفاعلين في المشهد الوطني، طالما أن هذا الحوار أسقط مطلب تيار آخر من المعارضة التي تدعو لما يعرف بـ "المرحلة الانتقالية"، وقال المتحدث في تعقيب له على سؤالنا أن الأفالان، وتجسيدا لبرنامج رئيس الحزب الذي هو رئيس الجمهورية في سباقه نحو عهدة رئاسية رابعة، اختار" الحوار" و"التشاور" كهدف استراتيجي تبنى عليه مختلف التحديات المستقبلية، وانطلاقا من هذه المسألة أطلق سلسلة المشاورات حول الدستور الذي يريده توافقيا.

وقال القيادي في الأفالان وعضو المكتب السياسي للحزب العتيد، في سياق متصل، بأن تشكيلة حزبه السياسية وبحسب تصريحات الأمين العام لها، أبدى موافقته على المشاركة في هذا الحوار الذي تطرحه جبهة القوى الاشتراكية، والذي يظهر لحدّ الساعة بأنه مشروع وطني، وعرج المتحدث على مسألة الدعوات التي توجهها قوى سياسية أخرى من تيار المعارضة والمتعلقة بتوجيه الدعوة لـ"مرحلة انتقالية"، بأن الحديث عن هذه المرحلة وذهاب الجزائر نحو هذه المرحلة سيدفع بها للذهاب نحو حالة من الانسداد، خاصة على مستوى مؤسسات الدولة وأجهزتها.

وأوضح بوحجة في السياق ذاته، أن للجزائر مؤسسات منتخبة ورئيس منتخب وأجهزة منتخبة بطريقة ديمقراطية كانت الكلمة فيها للشعب، وعلى هذا الأساس لا يمكننا اليوم أن نسمح لبعض الأطراف أن تتحدث عن مشاريع وأجندات عمل بعيدة عن إرادة الشعب الذي قال بأنه" انتخب رئيسا للجمهورية بمنتهى الشفافية"، وجدد المتحدث تأكيد حزبه على رفض أي مبادرات تهدف لخلق حالة من الانسداد في الجزائر أو تكون بعيدة عن مشروع" الاستقرار"، واعتبر بوحجة أنّ مبادرة الأفافاس لحدّ الساعة لاتزال مبهمة ولكن كإطار عام نحن مستعدون لإثراء ما يرافع له.

جيل جديد:" المعارضة اليوم ليست بحاجة لوسيط وإذا استلزم الأمر ذلك فلن يكون الأفافاس"

اعتبر رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أن قوى المعارضة السياسية اليوم ليست بحاجة إلى وسيط سياسي يجمع بينها وبين السلطة، وأوضح المتحدث أن هذه القوى إذا ما استلزم عليها الأمر البحث عن وسيط فإنه لن يكون الأفافاس.

وجدد القيادي في هيئة "التنسيق والتشاور" و"التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي"، أن قيادات المعارضة، المنضوية في هذه الهيئات لا ترى بأن المشروع الذي يحمله "الأفافاس" الذي يريد فقط أن يكون وسيطا بين المعارضة والسلطة بإمكانه أن يحقق الكثير للفاعلين في المشهد السياسي الوطني، على اعتبار أن قوى المعارضة خاصة التي آمنت بمشروع الانتقال الديمقراطي وآليات تحقيق ذلك، ترى بأن الطرح الذي تستعرضه اليوم على الجميع بما فيها السلطة بإمكانه أن يكون جديرا بالمشاركة والاهتمام والمتابعة لجميع الأطراف سواء المساندين لقوى الموالاة أو المدافعين عن مشروع المعارضة.

وأكد المتحدث في الصدد ذاته على أن" قوى المعارضة فصلت في تحديد أولويات المرحلة القادمة، وأن هؤلاء ماضون نحو تجسيد ما اتفقوا عليه من أطر عمل، في اللقاءات السابقة لهذه التكتلات التي تضم أحزابا سياسية وشخصيات وطنية وثورية وممثلين عن منظمات وطنية، ولا يمكن اليوم أن نتخلى عن مضمون هذا المشروع من أجل مشاطرة هيئة رفضت الإطار العام الذي حددناه سابقا لآليات عملنا.

القوى السياسية اليوم مرهونة بين تحقيق توافق مشاورات الدستور واجماع الأفافاس !

يرى عدد من المحللين السياسيين والمتابعين لحراك السلطة والمعارضة حول أجندة عمل هؤلاء خلال المرحلة القادمة، بأن ما السؤال الأهم اليوم هو هل يمكن لأي من طرفي المعادلة السياسية التي تريد أن تستحوذ على المشهد السياسي الوطني وخلق حراك فيه، أن تحقق الاجماع أو التوافق حول مشروعها، ويوضح المحلل السياسي عبد العزيز رحابي بأن هذه الفرصة من الممكن أن تحققها المعارضة التي رفضت الأفافاس المشاركة في برنامجها، وأوضح في السياق ذاته أن" الأفافاس لا يمكنه أن يكون على إطلاع على كيفيات تعامل العارضة مع السلطة أكثر من معرفة أقطاب التنسيقية أو هيئة التنسيق والتشاور ذلك".

وغير بعيد عن المنطلقات التي يتحدث منها الوزير الأسبق لقطاع الاتصال، فالمتابعين للحراك السياسي الذي تشهده الجزائر اليوم، يرى بأن السؤال الأهم الآن هو كيف ستقبل السلطة من خلال أحزاب الموالاة المحسوبة عليها على ندوة الاجماع الوطني الذي ترافع لها الأفافاس في ظل فشل مشروع الحوار والتشاور الذي جاءت به اللجان التقنية التي كلفت بإدارة وإعداد الدستور التي ترأس مجرياتها مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى بعد مخاض عسير عرفته مشاورات جرت قبل ثلاث سنوات يقال بأنها بقيت حبيسة الأدراج؟.

آمال طيهار

من نفس القسم الوطن