الوطن

ملاسنات بين "الإخوة الفرقاء" في ليبيا بسبب حوار الجزائر

بينما تفسد القاهرة الحوار المبرمج في الجزائر بالتهجم على اخوان ليبيا

 

الغنوشي يؤكد تكليفه بالتوسط بين الليبيين تمهيدا لحوار الجزائر

 

اندلعت ملاسنات حامية بين "الإخوة الفرقاء" في ليبيا عشية انعقاد حوار في غدامس تمهيدا لمؤتمر جامع في الجزائر ينطلق خلال الاسبوع الاول من الشهر المقبل.

وزعم أنصار الرئيس الليبي السابق معمر القذافي أن جماعة الإخوان مزقت ليبيا وأدت إلى احتلالها من حلف الناتو وقطر وتركيا. وأكدوا أن قبولهم الحوار لأن من دعا إلى الحوار بين القوى الليبية هي الجزائر التي كان لها دور كبير وموقفًا مشرفًا من غزو الناتو لليبيا. وأضاف أنصار القذافي: لأننا نرى بلدنا تنساق نحو الهاوية.. بحقدكم على أنفسكم وعلينا.. ويجب أن نقدم التنازلات من أجلها.. فالصراع لم يعد على سلطة زائلة.. وإنما على وطن معرض للزوال".

ووسط هذا الحراك استدعى الجزائر للرد على حرب التصريحات، حيث قالت مصادر مطلعة بارزة إن وفدًا ليبيًا سيصل الجزائر للمرة الأولى الأسبوع الأول من أكتوبر الداخل لبدء تحضير جلسات حوار بين الأطراف الليبية. ونفت المصادر ذاتها أن تكون بين المدعوين شخصيات محسوبة على نظام معمر القذافي، وقالت: إن "كل المدعوين أعضاء منتخبون في البرلمان الليبي".

وفي هذا الشأن قالت مصادر دبلوماسية بارزة في الجزائر لوسائل اعلام عربية: إن "أي دعوة لم توجه إلى وجوه من نظام معمر القذافي، ولائحة المدعوين تقتصر على برلمانيين ليبيين، انطلاقًا من إيمان الجزائر بأن البرلمان الليبي الحالي شرعي".

 وأفاد الموقع الرسمي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأنها "تعيد التأكيد على أنه ليس هناك من حل يفرض على الأطراف الليبية بالوسائل العسكرية". 

ووصف زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، أن ما تشهده مصر وليبيا هو "صراع بين الثورة والثورة المضادة"، قائلاً إن الحركة ترحب بالحوار الذي ترعاه الجزائر بين الليبيين. وأكد الغنوشي، أن "الحركة تجري اتصالات واسعة مع كل الأطراف الليبية المتنازعة، ونسعى إلى التقريب بين وجهات نظرهم، وعبر عن دعمه لجهود الجزائر التي ستستضيف جلسات حوار بين الأفرقاء الليبيين".

وفي مقابلة مع جريدة "الأخبار اللبنانية"، علق الغنوشي على التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أن "النهضة" ترفض "التدخلات العسكرية الأجنبية مهما كانت الأسباب"، مضيفاً "موقف الدولة التونسية في هذا الإطار كان واضحاً ومشرفاً بعد رفض المشاركة في تدخل التحالف الدولي في العراق وسوريا تحت غطاء محاربة ما يسمى داعش أو الإرهاب".

وفي معرض رده عن سؤال إمكانية استضافة قيادات اخوانية في تونس، أعرب الغنوشي عن موقف الحركة المرحب بذلك، إلا أنه ربط الأمر بموافقة الدولة وفقاً "لما تراعه مناسباً في إطار المجتمع الدولي"، خصوصاً بعد "تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية من طرف دول عدة، وخاصة خليجية". واعتبر زعيم النهضة أن مشاركة الحركة في الحكم كانت صعبة لكنها لم تكن “سلبية”، مشيراً إلى أنها لم تنسحب من الحكم بل تنازلت لمصلحة تونس.

 محمد. أ

من نفس القسم الوطن