الوطن
الرئيس المالي يدعو مسلحي الأزواد للمضي قدما في محادثات السلام بالجزائر
قلق أممي من "عودة مؤكدة" للإرهابيين إلى شمال مالي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 سبتمبر 2014
• بان كيمون: الوضع الأمني في مالي لايزال هشا
دعا الرئيس المالي مالي أبو بكر كايطا الحركات الأزوادية المسلحة إلى المضي قدما في مفاوضات السلام التي تجري بوساطة جزائرية، مجددا عزم باماكو استعدادها للعمل على إيجاد حل نهائي للأزمة في اقليم أزواد عبر الحوار الدائر في العاصمة الجزائرية منذ سبتمبر.
وفي مداخلته بالأمم المتحدة أول أمس السبت، دعا الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيطا، من سماهم "المجموعات المسلحة" في شمال مالي ويقصد بهم "حركات أزواد" إلى التحلي بـ "الشجاعة السياسية" للمساهمة في سير مفاوضات السلام نحو الأحسن، في حين جدد عزم باماكو على التوصل إلى اتفاق، والمساعدة في دفع جهود الجزائر لحل سلمي في المنطقة، وكان كايطا يتحدث أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية السبت، حيث خصصت الجمعية ملفا يتعلق بالوضع الأمني في مالي، وقال الرئيس المالي في السياق: "أدعو الحركات في الشمال إلى التحلي بالشجاعة السياسية.. وأنا أجدد تأكيد عزم مالي على إيجاد حل نهائي للأزمة في الشمال عبر الحوار"، مؤكدا أن الحكومة في باماكو مستعدة لمناقشة أي خيار يهدف إلى إيجاد الصيغة الأفضل بالنسبة إلى شمال البلاد. وسبق هذا، انطلاق جلسات حوار بين الأطراف المالية المتنازعة منذ أكثر من عامين في اقليم ازواد، وكانت باماكو قد وقعت رفقة بقية الحركات المعنية بالحوار، على ورقة طريق لمفاوضات من أجل إعادة السلام الشامل برعاية جزائرية، أما الجولة الثانية من المفاوضات في بداية سبتمبر الماضي في الجزائر، لكن لم يسجل أي تقدم ملحوظ، وخصوصا فيما يتعلق بوضع شمال البلاد، وتشهد مالي أزمة سياسية وعسكرية منذ الهجوم الذي شنه المتمردون الطوارق ومجموعات متطرفة متحالفة مع تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي في جانفي 2012. ورغم تمكن التدخل العسكري الدولي، الذي بدأ في جانفي 2013 من طرد القسم الأكبر من هذه المجموعات من المناطق التي احتلوها، فإن شمال مالي لا يزال يشهد أعمال عنف دامية.
هذا وفي سياق ذي صلة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "الوضع الأمني يبقى هشا للغاية في مالي"، وأبدى قلقا حيال عودة تحرك "الإرهابيين الذين يواصلون مهاجمة جنود الأمم المتحدة وكذلك السكان المدنيين" في الشمال، وتتخوف الأمم المتحدة من عودة الجماعات الاسلامية المسلحة إلى النشاط مجددا عقب تقلي فرنسا لعدد جنودها واستلام الجيش المالي لمهامه، وأعربت الهيئة الأممية على لسان مسؤول عمليات حفظ السلام عن قلقها من مستقبل تواجد جنودها في اقليم ازواد بعدما اصبحوا هدفا لعمليات انتحارية.
وأكد بان كي مون في مستهل الاجتماع حول مالي بمقر الجمعية العام للأمم المتحدة، أن "الوضع الأمني يبقى هشا للغاية" في هذا البلد، وكان يقصد مالي، حيث أشار إلى مخاوف أممية حيال ما يعيشه جنود البعثة الأممية هناك في ظل العمليات الانتحارية التي تحدث بين الحين والآخر، وقال إن التدهور الأمني يتزامن مع تقدم مفاوضات السلام بين الأطراف المتصارعة بشكل بطيء. وهي المفاوضات التي ترعاها الجزائر كوسيط بين الطرفين. وفي ذات السياق، قال مسؤول حفظ السلام الأممي ايرفي لادسو أن القوات الأممية في اقليم ازواد باتت هدفا للارهابيين بعد تقليص الجيش الفرنسي لعدد جنوده، وعودة الجيش المالي لشمال البلاد، وأوضح المتدحث في تصريحات صحفية بأن"أعتقد أن الأمر مؤكد، الإرهابيون والجهاديون، ومن دون شك أيضاً المهربون عاودوا نشاطهم" في شمال مالي. ويحمل هذا الكلام اشارة لعودة عدم الاستقرار لأزواد في وقت تجري مفاوضات بين الحكومة وحركات ازواد من أجل التوصل إلى حل سلمي في المنطقة، لكن المسؤول الأممي أكد لأن الهجمات التي استهدفت الجنود الدوليين "مرفوضة"، بحسب وصفه، مذركا بعدد التقلى في صفوف قوات حفظ السلام في الأسابيع الأخيرة، وتسجل الأمم المتحدة منذ بدء مهمة قوة حفظ السلام في جويلية 2013 مقتل أكثر من عشرين جنديا دوليا وأصيب مئة بعبوات ناسفة أو هجمات في مالي.وأضاف لادسو "نحن في وضع قلصت فيه القوات الفرنسية في (مهمتي) سيرفال او برخان وجودها في شمال مالي، مع عدم عودة الجيش الحكومي المالي، إذا ليس هناك عمليا سوى الأمم المتحدة على الأرض". وتابع "نحن إذاً هدف لهم وهذا بالتأكيد مرفوض؛ لكن هذا الأمر يقودنا أيضا إلى تبني نهج أكثر ديناميكية عبر البحث عن المهاجمين قبل أن ينفذوا" هجماتهم. وقال لادسو عقب اجتماع بحث الوضع في مالي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "لدينا قوات خاصة ومروحيات هجومية، لكننا نحتاج إلى المزيد من أجل استراتيجيا هجومية".
مصطفى. ح