الوطن
"سعداني حرّ في تصريحاته حول آليات تعديل الدستور !"
قال إن مطالب المعارضة ليست مستهلكة، بن فليس لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 سبتمبر 2014
- يجب الإسراع في إنهاء حالة الشغور المؤسساتي
أكد، القيادي في هيئة التنسيق والتشاور المنبثقة عن أقطاب وتكتلات المعارضة في الجزائر، علي بن فليس، على أنّ قوى المعارضة تكون قد خطت خطوات هامة وجادّة تجاه مشروع التغيير، موضحا أن هذه الخطوات تكون قد تبلورت مباشرة بعد ندوة مزافران التي جرت أشغالها شهر جوان المنقضي، وندد المتحدث في سياق متصل بضرورة الوحدة في الرؤية والمواقف بين أقطاب المعارضة من أجل بناء ديمقراطية تشاركية حقيقية، تحقق إرادة الشعب وإرادة مؤسسات الجمهورية، وانتقد المتحدث في تصريح لـ"الرائد"، على هامش أشغال اللقاء الأول لهيئة "التنسيق والتشاور" التي احتضنتها مقر مداومته بالعاصمة، حالة شغور المؤسسات. وفي ردّه على سؤالنا حول رأيه في التصريحات الأخيرة التي يطلقها أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بخصوص آليات إقرار الدستور المقبل للجزائر، والتي أكد فيها على أنها ستكون عن طريق البرلمان ولن تتاح للشعب فرصة الاستفتاء عليه، بأن "سعداني حرّ في تصريحاته حول آليات تعديل الدستور، أما موقفي منه فهو واضح وأحمد أويحيى يعرفه على اعتباره هو الذي كلف من قبل السلطة بإدارة الحوار بخصوص المشروع".
وقال رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس إنّ مطالب قوى المعارضة ليس مستهلكة كما يحاول البعض أن يقول، مشيرا إلى أن عدم تحقيق هذه المطالب على مدار سنوات من النضال لم تجعلها مستهلكة، كما أن فشل هذه القوى في تحقيق مطالبهم لن تفشل لأن النضال السياسي سيتواصل، وربط المتحدث مسألة المبادرات التي أصبحت تشكل محور أجندة عمل تيارات المعارضة من أحزاب وشخصيات وطنية، بأن الأهم هو النضال السياسي وأن قضية المبادرات السياسية المتعددة لا يمكنها أن تجهض مشروع التغيير الذي يسعى الجميع لتحقيقه، وانتقد المتحدث التصريحات الأخيرة لأمين عام جبهة التحرير الوطني معتبرا إياها "تصريحات تخصه وحده"، وأنه "حر في إبداء رأيه ومواقفه منها"، أما بالنسبة إليه، فقد أشار إلى كونه "اعتذر عن المشاركة فيها".
وفي تعقيب له على ما ينتظر أحزاب وقيادات المعارضة قال المتحدث بأن" المعارضة تكون قد خطت خطوات هامة بعد ندوة مازافران التي عقدت يوم 10 جوان الفارط، من شأن هذه الخطوات أن تعزز الدور الذي تسعى للعبه مستقبلا" وأشار المتحدث بأن هذا الدور هو يرتكز في الأساس حول "توحيد المواقف والرؤية"، على اعتبار أن المعارضة اليوم هي البديل الديمقراطي الحقيقي، حيث تسعى هذه التكتلات إلى تقديم مقترحات ناجعة وفعالة لإخراج الجزائر من الأزمة التي تتخبط فيها، كما اعتبر الخاسر في الرئاسيات السابقة، أن المشروع الذي تقدمه المعارضة اليوم هو مشروع جديد وجاد وبناء من شأنه أن يبني التعددية والديمقراطي التي تحترم فيها إرادة الشعب.
هذا وفي رده على سؤال حول تأثير غياب شخصيات عن اجتماعات التنسيقية وكذا هيئة التنسيق والتشاور، كشف الأمين العام الأسبق للأفالان، أنه على تواصل دائم مع رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي، وأن هذا الأخير يكون قد تغيب عن اللقاءين السابقين للهيئة لالتزامات خاصة، وأنه حرص على إرسال ممثلين عنه في اللقاء الأخير، بينما رفض التعليق على مسألة غياب مولود حمروش، هذا وشكلت مسألة أهمية توحد تيار المعارضة على الكلمة التي ألقاها بن فليس أمام أعضاء هيئة التنسيق والمتابعة، حيث اقترح على هؤلاء أجندة عمل قابلة للإثراء والنقاش من منطلق أنّ "المعارضة الوطنية خطت خطوات هامة وجادة استحسنت شرائح جد عريضة من شعبنا إنجازها، وبالفعل فإن ندوة مزفران مكنتنا من الذهاب إلى حد معتبر في لَمّ شمل ورص صفوف المعارضة الوطنية، لهذا المكسب الثمين مغزاه ودلالاته فهو ينم عن استفاقة وطنية تجمعنا على اختلاف هوياتنا السياسية وتوجهاتنا الفكرية وميولاتنا الإيديولوجية دفاعا عن ديمومة الدولة الوطنية وبقاء الأمة وطمأنينة المجتمع"، واعتبر المتحدث أنّ الدور المنوط بهم اليوم هو "تعزيز قدرتنا على الاقناع والتأثير قصد تعميق وتوسيع فضاء التعبئة والتحسيس وهو القاعدة الصلبة التي لا بد أن يرتكز عليها مسعانا ويستند إليها".
هذا وندد المتحدث باغتيال الرعية الفرنسية أرفي غوردال، واستنكر ما وصفه بـ "الفعل الشنيع والمقيت والجريمة النكراء" التي تعرض لها الضحية من قبل الجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن هذا الفعل الإرهابي الذي راحت ضحيته الرعية الفرنسية أرفي غوردال، هو "فعل شنيع ومقيت" ويعكس "أبشع أوجه الكراهية للغير والتنافي مع كل القيم الإنسانية"، وقال بن فليس أن الحادثة تعكس إن "الإرهاب الهمجي لايزال يحدق" بالجزائر وأن "واجب اليقظة والتعبئة يبقى مقتضى من مقتضيات الساعة".
سلمى. ج