الوطن
"الأغلبية لن تصفّق لحكومة ليست منها!"
قال إن الأفالان لن يتنازل عن المطالب التي رفعها للسلطة في الدستور سعداني:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 سبتمبر 2014
- إقالة بن حمادي وبشري من المكتب السياسي
غيّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني المحسوب على تيار الموالاة، من حدّة تحديه للقائمين على التعيينات التي تمس أعلى هرم السلطة سواء الحكومة ورئاستها أو الولاة والمسؤولين في مختلف أجهزة الدولة، حيث أشار إلى أنه قد حان الوقت لتعود الكلمة " لجبهة التحرير الوطني في تشكيل الحكومة المقبلة وتسيير الشأن العام"، من منطلق أن "الحزب الذي يحصل على الأغلبية لا يصفّق لرئيس حكومة ليس من حزبه، ولا يتفرج على تعيين الولاة والمسؤولين". وفي تطرقه لمسألة الدستور المقبل الذي قال بأنه سيكون قريبا عن طريق البرلمان، أشار المتحدث إلى أن الأفالان لن يتنازل عن المطالب التي رفعها للسلطة بخصوص الموضوع خاصة ما تعلق بمسألة حزب الأغلبية الذي يرأسه، وفي الشأن الداخلي للجبهة أجرى الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني تغييرات في تشكيلة المكتب السياسي تم بموجبها الإطاحة بموسى بن حمادي ومصطفى بشري من المكتب بينما توعد الآخرين بنفس الإجراء.
وقال الأمين العام للأفالان، أمس في الندوة الصحفية التي نشطها بمقر الحزب عقب ترأسه لاجتماع المكتب السياسي، في تصريحات مثيرة للجدل، بأن "الأفالان" لن يبقى يصفق لتنصيب الولاة والحكومة والمسؤولين"، حيث يرى المتحدث بأن على السلطة أن تتجه إما بتسليم مقاليد الجهاز التنفيذي لهم أو إدراج الحزب في خانة المعارضة، وبلهجة أكثر تصعيدا من ذي قبل، شدّد المتحدث على هذه المسألة بالقول: "إما نكون في السلطة على اعتبار أننا نملك الأغلبية، وإما نكون في المعارضة"، قبل أن يضيف "أعتقد أن الجميع فهمني". هذا وتمسك الأمين العام للأفلان بمفهوم الدولة المدنية التي يطالب بها الحزب منذ تزكيته في منصب الأمين العام، وقال بأن هذا المطلب الذي يشكل النواة الرئيسية للمحاور التي رفعها للمكلف بإدارة المشاورات حول الدستور ستعود بالفائدة على الجزائر.
وكشف المتحدث في سياق متصل بأن الأفالان معجب بالطرح الذي يقدمه الأفافاس الرامي لإحداث نقاش وطني بين السلطة والمعارضة، حيث اعتبر أن جبهة القوى الإشتراكية يملك مشروعا وطنيا وهو"حزب وطني"، ووجه المتحدث انتقادات لاذعة لقوى المعارضة الأخرى المشكلة لأحزاب التنسيقية، حيث وصف نشاطها الأخير بـ"فريق كرة القدم" الذي يظهر أسبوعيا من أجل اللاشيء، وخاطب هؤلاء يقول بأنه وجب عليهم انتظار 5 سنوات أخرى لإحداث التغيير الذي يتحدثون عنه، لأن بوتفليقة سيبقى على حدّ تعبيره طوال عهدته الرئاسية الحالية التي منحها إياه الشعب.
وفي خطوة كانت متوقعة كما سبق وأن أشرنا في أعدادنا السابقة، أطاح سعداني بالوزير السابق للبريد وتكنولوجيات الاتصال موسى بن حمادي وبشري مصطفى من عضوية المكتب السياسي في تعديل جزئي لتشكيلة المكتب، بينما توعد كل المناوئين له داخل المكتب، باتخاذ نفس القرار في حالة ورود أنباء عن حراك يقوم به هؤلاء ضدّ سياسته وهو السبب الرئيسي في إقالة بن حمادي وبشري.
من جهة أخرى سيشرع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، خلال الأيام القليلة المقبلة، في جولة ثانية من الخرجات الميدانية إلى مناطق مختلقة من الوطن لتنصيب محافظات جديدة،حيث سينصب محافظات جديدة على غرار التي تم تنصيبها مؤخرا بالإضافة إلى استحداث قسمات جديدة، وتأتي هذه العملية لضبط الحالة النظامية للحزب وتوسيع انتشار الأفالان، حيث من المرتقب أن تكون هذه اللقاءات فرصة كي يوجه"تعليمات للقواعد النضالية لمواصلة واجبهم النضالي، ولاسيما من خلال ما توفره لهم الإصلاحات العميقة الجارية على مستوى الحزب، من خلال إنشاء قسمات ومحافظات جديدة تمكن من تنشيط العمل السياسي وتساعد المناضلين على أداء واجبهم النضالي في ظروف جيدة بعيدا عن التصرفات التي كان يعيشها الحزب في السابق".
سلمى. ج