الوطن

فرنسا لن تفاوض خاطفي "غوردال" ولن توقف ضرب لداعش

فيما أكدت الخارجية الفرنسية صحة الفيديو الذي يظهر فيه الرعية المختطف، مانويل فالس يؤكد:

 

• 1500 جندي في عملية تمشيط واسعة بتيزي وزو والبويرة لتطويق الخاطفين 

• عبد المالك قوري (خالد ابو سليمان) وراء اختطاف الرعية الفرنسي

 

أكد الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس أمس أن فرنسا لن تتفاوض مع خاطفي رعيتها "هيرفي غوردال" في منطقة القبائل بشرق الجزائر، وقال "لن تكون هناك لا محادثات ولا مفاوضات ولن نستسلم للإبتزاز"، مبرزا قلق بلاده على مصير الرهينة الفرنسية الذي يتواجد لدى جماعة ارهابية تسمي نفسها "جند الخلافة" والتي سبق أن أعلنت انضمامها إلى "داعش". بالمقابل، أقرت وزارة الخارجية الفرنسية بصحة الفيديو الذي هددت فيه الجماعة المختطفة بقتل الرعية الفرنسي إن لم تنزع فرنسا يدها عن قتال "داعش" وتوقف هجماتها الجوية على معاقل "دولة الخلافة" بالعراق. 

أعلن مانويل فالس (الوزير الأول الفرنسي) أمس في حوار مع اذاعة "اوروبا 1" قرار بلاده رفض تهديدات الجماعة الارهابية التي اختطفت مواطنها "إيرفيه غوردال" في منطقة جبية بتيزي وزو، وقال أن "فرنسا لن تتفاوض مع الخاطفين"، مضيفا أنه حكومته لن ترضخ للمساومات ولا للتهديد الذي توعد به الفصيل المنشق عن تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي والذي يسمي نفسه "جند الخلافة". وأردف فالس يقول إنه جد قلق على مصير "غوردال" مشددا على رفض فرنسا اجراء مفاوضات أو محادثات أو أن تركن للإبتزاز". وفي الحوار تحدث فالس بشكل حازم عن قرار حكومته عدم الرضوخ للتهدديات، حيث قال "إن تراجعنا بخطوة، أو توقفنا، فإننا بذلك نعطي للإرهاب هذا النجاح... "، وأوضح الوزير الأول الفرنسي معلقا على الخطاب التهديد الذي ورد في الفيديو الذي بث مساء الأحد عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أن صفة الخيانة والغدر التي يتصف بها الإرهابيون، هي التي تجعلهم يهددون بالإبتزاز والتخويف والقتل"، حيث ورد في الفيديو أن "جند الخلافة" تهدد بقتل الرعية الفرنسي إن لم توقف فرنسا ضرباتها على معاقل داعش في العراق، وبالنسبة لمانويل فالس فإن فرنسا كانت دوما هدفا للإرهاب، ويظهر ذلك حسبه من خلال الدعوة التي وجهها أبو بكر البغدادي للجماعات "الجهادية" المتعاطفة مع تنظيم "دولة الخلافة" بقتل كل المدنيين الفرنسيين، وهنا أكد فالس أن "فرنسا لا يمكنها أن تعرف الخوف أمام من يهددها "، وقال عن تهديدات داعش إنها لا تحمل الجديد، بينما أكد في السياق تصريحات وزير الداخلية الذي تحدث بهذا الخصوص في وقت سابق أول أمس، مضيفا أن الالتزام الفرنسي في العراق لا يمكن التخلي عنه مهما كانت التهديدات، إذ ذكر في هذا الجانب: "نحن نتدخل في العراق لحماية المسلمين، كونه أول ضحايا الإرهاب، بالإضافة إلى الأقليات المسيحية "، واعتبر فالس التدخل العسكري في العراق لن يعزز من الخطر الذي يتهدد فرنسا. 

من جانبه، أكد الخارجية الفرنسية ( الكيدورسي ) صحة الفيديو الذي بث عبر الانترنت وأظهر الرهينة الفرنسية "إيرفيه غوردال" مع اثنين من الخاطفين ملثمين، وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية لروان فابويس مساء أول امس الأحد في مؤتمر صحفي عقب سماع خبر اختطاف مواطن فرنسي بتيزي وزو (الجزائر) من طرف جماعة ارهابية، أن "وزارة الخارجية أكدت ويا للأسف صحة الفيديو الذي يتضمن مشاهد لإيرفيه غورديل"، السائح الفرنسي الذي خطف الاحد، معتبرا ان "الوضع حرج للغاية"، واضاف فابيوس أن "التهديدات التي تطلقها هذه المجموعة بالغة الخطورة وتظهر الوحشية الكبيرة لداعش (الدولة الاسلامية) وجميع من يعلنون ارتباطهم بها"، مؤكدا أن فرنسا تقوم بأكثر ما يمكن القيام به من أجل اطلاق سراح الرهائن، ولكن ليس بامكان أية مجموعة ارهابية أن تثني فرنسا عن موقفها لا مجال للرضوخ أبدا لتهديدات مجموعة ارهابية". 

 

عمليات تمشيط واسعة النطاق في منطقة القبائل لتحرير الرهينة الفرنسي 

ذكرت مصادر أمنية أمس أن قوات الأمن المشتركة باشرت عمليات تمشيط واسعة النطاق بمنطقة القبائل شرق العاصمة الجزائر، لمطاردة المجموعة الإرهابية التي اختطفت الرعية الفرنسي مساء الأحد بضواحي آث وبان بتيزي وزو على أطراف ولاية البويرة، وتقوم وحدات الجيش مدعمة بفرق مكافحة الارهاب والمخابرات، بعمليات تمشيط واسعة في كل من البويرة وتيزي وزو، على طول الشريط الجبلي الرابط ما بين منطقة سحاريج بالبويرة مرورا بأعالي تيكجدة وحتى غابات واسيف بتيزي وزو. وقال موقع "شيء عن الجزائر" أمس عن مصادره أمنية قولها إن زهاء 1500 جندي من وحدات الجيش تم تسخيرهم ضمن عملية تمشيط كبيرة اقتفاء لآثار الجماعة التي اختطفت الرعية الفرنسي ايرفيه غوردال (55 سنة) الذي كان رفقة اصدقائه الجزائريين في منطقة تسمى آث وبان في آعالي تيزي وزو، وذكر الموقع أن فرقة من جهاز الاستعلامات والأمن ترافق عملية التمشيط بحثا عن خيط يؤكد مزاعم المجموعة التي تسمي نفسها "جند الخليفة " التي ألعنت انضمامها لداعش، وكانت هذه الجماعة قد تبنت اختطاف المواطن الفرنسي في منطقة القبائل، ووجهت رسالة مباشرة إلى الرئيس فرانسوا هولاند لإيقاف الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق، مهددة بقتل الرهينة في الساعات الأربع والعشرين المقبلة إن لم تستجب باريس لطلبها. 

 

عبد المالك قوري (خالد أبو سليمان) وراء اختطاف غوردال

 

قالت موقع "الحدث الجزائري" عن مصدر أمني أن التحقيقات الأولية لمصالح الأمن أظهرت أن "قوري عبد المالك" المكنى بــ""خالد أبو سليمان"، هو الذي يقف خلف عملية اختطاف رعية فرنسي بأعالي منطقة القبائل، وبعملية اختطاف رعية فرنسية في منطقة القبائل، يكون الفصيل المنشق عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والذي تسمى باسم "جند الخلافة" وأعلن مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام ) أو داعش، قد وضع موطء قدم لهذا التنظيم في الجزائر، بدليل أن منطقة القبائل كانت دوما من القلاع المتينة لعبد المالك دروكدال (ابو مصعب عبد الودود) خاصة في جبال سدي علي بوناب وغابات مزرانة بين بومرداس وتيزي وزو، وتعد عملية الاختطاف رسالة لدروكدال مفادها أن زعامته على الجماعات المسلحة في إمارة الوسط التي كانت تابعة (للجماعة السلفية للدعوة والقتال- سابقا )، لكن عبد المالك قوري المنحدر من منطقة وخالد أبو سليمان المنحدر من قرية بوظهر بسي مصطفى اشرق بومرداس زعيم كتيبة " الهدى " و"الأرقم " سابقا، والمدعو " خالد ابو سليمان " 37 سنة، يكون قد أكد بالعملية التي قامت بها جماعته، أن مرحلة دروكدال قد ولت، وأن دولة " الخلافة الإسلامية " ستعوضها من خلال فلول كتائب وسرايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة تلك التي كانت قد توقفت عن الناط لسنوات. وكان " أبو سليمان " قد قضى خمس سنوات في السجن بتهم مرتبطة بالإرهاب قبل أن يلتحق بالجهاديين من جديد رفقة شقيقه، ويعرف عنه أن مستواه التعليمي متواضع جدا، برغم ذلك كانت له كلمة في التنظيم وعلاقته بدروكدال كانت جيدة حسب متابعين للشان الأمني. 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن