الوطن
الجيش يقضي على إرهابي في منطقة القبائل ويقتفي آثار خلايا أعلنت انضمامها لـ "داعش"
عمليات تمشيط واسعة بكل من البويرة، تيزي وزو، سكيكدة وجيجل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 سبتمبر 2014
أعلن الجيش الجزائري أمس تمكن قواته بولاية تيزي وزو من القضاء على ارهابي خطير إثر كمين نصب له جنوب الولاية، وتم استرجاع سلاحه وكمية من الذخيرة وهواتف نقالة كان بحوزة الارهابي، جاء هذا في وقت لا تزال وحدات الجيش تمشط جبال جيجل وسكيكدة بشرق البلاد على خلفية وجود عناصر تنتمي لما بات يعرف بجماعة "جند الخلافة" في الجزائر، وهو فصيل جديد انشق عن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، وبايع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي هددت بتنفيذ عمليات ارهابية داخل التراب الجزائري.
افاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس أن مفرزة من قوات الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لتيزي وزو بالناحية العسكرية الأولى، تمكنت بين الأحد إلى الإثنين، في حدود الساعة التاسعة ليلا من القضاء على إرهابي خطير، كان وراء العديد من الجرائم بالمنطقة، وتمت العملية في منطقة غابية تقع بين بلديتي فرقات وذراع الميزان (50 كلم جنوب مدينة تيزي وزو)، وتبين أن الإرهابي المقضي عليه كان من اخطر العناصر الارهابية وقام بعدة عمليات استهدف قوات الأمن والجيش منذ سنوات، وأورد بيان الوزارة، أن العملية تمت بفضل الاستغلال الفعال للمعلومات، مما سهل ترقب تحركات الارهابي الذي يدعى "المانشو"، وقد مكنت العملية، حسب البيان، من استرجاع (01) بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وهواتف نقالة وأغراض أخرى. وذكرت مصادر أمنية لموقع "كل شيء عن الجزائر" أن "المانشو" واسمه الحقيقي محمودي، ينحدر من أحدى بلديات بومرداس وقد التحق بالعمل الارهابي ضمن صفوف الجماعة الاسلامية المسلحة منذ بداية التسعينات، ثم انضم إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال ( جسدق) عقب انشقاق حسان حطاب، ثم إلى تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي تحت إمرة عبد المالك دروكدال ( ابو مصعب عبد الودود ). غير بعيد عن تيزي وزو، وبالضبط في ولاية البويرة، قامت قوات الجيش بتمشيط منطقة جبلية تقع على أطراف جبال جرجرة اقتفاء لأثر مجموعة مسلحة قامت بابتزاز اموال مواطنين كانوا في رحلة سياحية باتجاه قمة لالة خديجة في أعالي جرجرة (45 كلم ) شمال شرق مدينة البويرة، وأفاد موقع "الحدث الجزائري" عن مصادر أمنية قولها إن حوالي 15 ارهابي كانوا بالزي الأفغاني ويحملون اسلحة من نوع كلاشنيكوف قاموا مساء السبت بمهاجمة العشرات من الشباب قدموا من بلدية سحاريج في رحلة سياحية نحو قمة "لالة خديجة" التي تعلو سطح البحر بـارتفاع 2308 متر، وذكر المصدر أن المجموعة الارهابية جاءت من ضواحي تيزي وزو لقمة لالة خديجة بهدف السطو على ممتلكات المواطنين، حيث كان قرابة 50 شابا يتحركون على مجموعات باتجاه الغابة المحاذية للقمة عندما اعترض الارهابيون طريقهم، لكن عشرات منهم استطاعوا الفرار، بينما أغرم نحو عشرة شباب على تسليم هواتفهم النقالة وأموالهم التي كانت بحوزتهم وأحذيتهم إلى عناصر المجموعة التي لاذت بعدها بالفرار إلى وجهة مجهولة نحو تيزي وزو. وقبل عملية تيزي وزو بيومين، تمكن الجيش الجزائري من القضاء على عناصر ارهابية بضواحي جيجل بشرق البلاد، وتمت العملية حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني اصدرته السبت الماضي، أن وحدة من قوات الجيش، قضت على مسلحين خلال عملية تمشيط ببلدة سيدي عبدالعزيز بولاية جيجل شرقي الجزائر. وقال المصدر أن العملية جاءت بناء على معلومات استقاها الجيش تفيد بوجود تحركات لعناصر مسلحة في المنطقة. وتأتي تحركات الجيش الجزائري ومعه قوات الأمن هذه الأيام بالتزامن مع إعلان جماعة ارهابية مسلحة انضمامها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" وانشقاقها عن دروكدال أمير تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي، كما اطلقت على نفسها "جند الخلافة" في الجزائر نسبة لما بات يعرف بدولة "الخلافة الاسلامية" التي يقودها أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين ودعا الجهاديين عبر العالم الاسلامي للانضمام اليه ومبايعته، وترجح مصادر أمنية أن تكون جماعة جند الخلافة متمركزة في الشرق الجزائري بنواحي جيجل وسكيكدة، حيث تكون عناصر هذا الفصيل الذي كسر عصى الطاعة من دروكدال لمساندة داعش، وكان الإرهابي المدعو "أبو سليمان" الذي يقود هذه المجموعة قد قال في بيان له مخاطباً زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في بيان : "إن لكم في مغرب الإسلام رجالاً لو أمرتهم لأتمروا، ولوناديتهم للبّوا". ويكون الانشقاق هذا الأول من نوعه في شمال الجزائر بعدما وقعت انشقاقات في صفوف قاعدة المغرب الاسلامي في منطقة الساحل بسبب ما وصف بأنه خروج من أبو مصعب عبد الودود عن النهج المتبع في الجهاد، في حين يرى محللون وخبراء أمنيون أن بروز داعش في واجهة الأحداث هدفه الأساس تغييب القاعدة عن الظهور الإعلامي وتفكيك عناصرها لإعلان إمارة جديدة في شمال افريقيا تابعة لما يسمى بدولة الخلافة.
م- ح