الوطن

البترول.. المعركة القادمة بين المغرب والصحراء الغربية

"فانانشل تايمز" البريطانية تتحدث عن انطلاق عملية التنقيب نهاية 2014

 

 

كشفت الصحيفة البريطانية "فاينانشل تايمز" في مقال لها، عن قرب اندلاع معركة من أجل النفط في الصحراء الغربية نهاية 2014 بسبب الاستغلال المغربي غير الشرعي للموارد الطبيعية الباطنية في الأراضي الصحراوية المحتلة، وكشفت أن عمليات الحفر للتنقيب عن النفط ستنطلق نهاية السنة 2014 في ما يعرف بآخر مستعمرة في القارة الإفريقية، واستندت الصحيفة التي تعنى بالشؤون الاقتصادية والمالية في العالم إلى ما يتم التحضير له من مشاريع نفطية في الجزء المتنازع عليه بين جبهة البوليساريو والمغرب. 

وفي مقالها الصادر مؤخرا تحت عنوان "المعركة من أجل النفط في آخر مستعمرة في إفريقيا" تطرقت من خلاله إلى الإستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية من قبل المغرب، وورد في المقال أنه: "عندما تبدأ باخرة الحفر "أتوود أتشيفر" نهاية هذه السنة في البحث عن النفط في عرض سواحل الصحراء الغربية فلن يكون الأمر بمثابة تجارب إيكولوجية بل عملية ستغوص في نزاع قديم ظل قائما لأكثر من 40 سنة"، وتحدث معد المقال خافيير بلاس عن المشاكل التي قد تعترض عمليات الحفر التي تنوي شركتي "كوسموس اينرجي" و"كيرن اينرجي" والشركة النفطية المغربية القيام بها بعرض سواحل الصحراء الغربية. وترى "فاينانشل تايمز" أن عمليات الحفر هذه "ستسمح باختبار القانون الدولي" ومدى مصداقيته، في حين أوضحت أن الرأي القانوني لمنظمة الأمم المتحدة لسنة 2002 الذي يقضي بأن "الحفر في الأراضي سيكون شرعيا إن كان لصالح الشعوب التي تعيش هناك، وسيكون منافيا للشرعية الدولية إذا كان يتجاهل تطلعات ومصالح شعوب الصحراء الغربية"، كما ذكرت اليومية البريطانية بأن جميع الشركات النفطية التي حاولت مباشرة في عمليات الحفر في الأراضي الصحراوية بما فيها الشركة الأمريكية "كير-ماكجي" انسحبت إثر ضغط المدافعين عن حقوق الإنسان. وجاء في المقال أنه: "لما تبدأ سفينة الحفر المسماة أتوود أتشيفر البحث عن النفط خارج شواطئ إفريقيا الغربية، لن تبدأ هذه السفينة اختباراتها الجيولوجية فحسب، بل ستقحم نفسها أيضاً في صراع مدته 40 عاماً، فيما يسميه البعض آخر مستعمرة باقية في إفريقيا". وقالت "فانيانشل تايمز" أن حملة استكشاف النفط في الأراضي الصحراوية ستزيد من حمى المعركة حول مستقبل المنطقة، وذكر المصدر عن إيريك هاجين، الذي يعمل مع المنظمة غير الحكومية، ويستيرن صحارى ريسورس ووتش، التي تعارض الحفر "إذا اكتشفوا النفط فسيقلب ذلك الأمور رأساً على عقب". وكشف صحفي "فانانشل تايمز" أن سفينة الحفر التي تعتبر آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال تحفر، ستقوم بالنيابة عن شركة كوزموس للطاقة المدرجة في نيويورك، وشركة كيرن للطاقة المدرجة في بريطانيا، وشركة النفط المملوكة لحكومة المغرب. وتخطط شركة توتال الفرنسية للحفر في العام المقبل، بينما يراقب كثيرون آخرون في هذه الصناعة التطورات عن كثب. وكشف المصدر أيضا أن الحفر في المربع المعروف باسم كاب بوجدور مثير للخلاف بدرجة عالية، فالمنتقدون للحفر يصرون على أنه غير قانوني نهائياً، بينما لا يوافق المؤيدون له على ذلك، على الرغم من أن الكثيرين يقرون بأن حملة الحفر سوف تمتحن إمكانات وأبعاد القانون الدولي. ويشار أن أغلب شركات النفط العالمية التي حاولت في الماضي الحفر هناك، منها شركة كير- ماكغي الأمريكية، التي انسحبت من الحفر بسبب ضغوط من المساهمين والمدافعين عن حقوق الإنسان. 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن