الوطن

الجزائر رفضت طلب أمريكا و فرنسا للمشاركة في حرب ليبيا

من المزمع تنفيذه في النصف الثاني من شهر أكتوبر المقبل

 

وزراء خارجية جوار ليبيا يجتمعون في طبرق

 

كشفت مصادر أمنية تونسية أن بلاده والجزائر رفضتا طلبا من فرنسا وأمريكا بالمشاركة في تدخل عسكري في ليبيا كانت قد تلقته خلال الأسابيع الماضية. 

وأوضح المصدر في تصريحات خاصة لشبكة "إرم" الاماراتية مفضلا حجب اسمه، أن هذا الطلب "يتمثل في توجيه ضربات عسكرية جوية متعددة إلى معاقل الإرهابيين، انطلاقا من قواعد عسكرية في جنوب البلاد، على أن يتبعها هجوم بري يشارك فيه الجيش التونسي بمساعدة قوات فرنسية وأمريكية". ولفت إلى أن "فرنسا وأمريكا طلبتا أيضا من الجزائر المشاركة في تدخل عسكري في ليبيا من المزمع تنفيذه في النصف الثاني من أكتوبر المقبل، أو تقديم تسهيلات عسكرية من أجل إنجاحه". 

وبين المصدر الأمني التونسي أن "استجابة الجزائر وتونس لهذا الطلب كانت مقابل منح أجهزة عسكرية متطورة للبلدين، والمساهمة في تطوير قواتهما العسكرية بأحدث الأسلحة ذات التكنولوجيا العالية". وأكد أن الرفض الجزائري والتونسي نابع من "عقيدة رفض التدخل خارج حدود البلاد، إلا للضرورة القصوى، وهي غير مطروحة على الأقل في الوقت الراهن". وأشار إلى أن قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، الجنرال دافيد رودريغيز، الذي زار تونس والجزائر أواخر آوت الماضي، "نقل رغبة الرئيس بلاده، باراك أوباما، في مساهمة جيشي البلدين في تدخل عسكري في ليبيا يجري التحضير والتخطيط له منذ مدة". 

وفي سياق متصل اختار وكلاء ومساعدي وزراء خارجية دول الجوار الجغرافي لليبيا مقر مجلس النواب الليبي بمدينة طبرق في أقصى شرق البلاد، مكانا لعقد اجتماع موسع مع رئيس المجلس "صالح عقيلة" وأعضاء المجلس للتباحث حول سبل تطبيق المبادرة المصرية التي تشمل العمل على وقف فوري لإطلاق النار، ووضع حد للمعاناة الإنسانية والمعيشية التي يتعرض لها الشعب الليبي، وإطلاق حوار وطني شامل. 

وقالت مصادر ليبية رفيعة المستوى في تصريحات خاصة من طبرق إن وفداً يضم كبار المسؤولين في دول الجوار توجه امس إلى طبرق، بناء على التكليف الوارد في البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار مؤخراً. وأضافت المصادر أن الوفد سيكون "برئاسة مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار محمد بدر الدين زايد، وسيضم سفراء ومساعدي ومعاوني وزراء خارجية الدول المعنية" بما فيها الجزائر مشيرة إلى أن الوفد سيقوم بعقد اجتماع مع رئيس مجلس النواب صالح عقيلة قبل عقد اجتماع مع كامل أعضاء مجلس النواب يتم خلاله توضيح مقررات الاجتماع الأخير لوزراء دول الجوار الذي عقد الشهر الماضي في القاهرة. 

وقالت مصادر مصرية وليبية متطابقة لموقع 24 الاماراتي إن هذا الاجتماع يعد الأول من نوعه الذي سيعقد على الأراضي الليبية بعد سلسة اجتماعات استضافتها دول جوار ليبيا التي تشعر بقلق بالغ نتيجة الفوضى الأمنية والعسكرية العارمة هناك. وكان الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول الجوار الجغرافي لليبيا، والتي تشمل مصر والسودان وتونس وتشاد والنيجر والجزائر, تبنى مبادرة مصرية تستهدف استعادة دور الدولة في ليبيا والعمل على سحب السلاح الذي تحمله مختلف الميلشيات دون تمييز وبشكل متزامن. وتشمل المبادرة العمل على وقف فوري لإطلاق النار، ووضع حد للمعاناة الإنسانية والمعيشية التي يتعرض لها الشعب الليبي، وإطلاق حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف التي تنبذ العنف وترضى بوضع السلاح جانباً للتوافق حول كيفية الانتهاء من المرحلة المضطربة الحالية. 

 محمد. أ


من نفس القسم الوطن