الوطن
الجزائر تدعو لإنشاء صندوق عربي لمساعدة الأسر على الاستقرار
في ندوة عربية شارك خلالها خبراء ومختصون نفسيون
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 سبتمبر 2014
أوصى الخبراء المشاركون في الندوة العربية حول "دور النساء والأمهات في الحفاظ على التماسك الأسري والاستقرار الإجتماعي" بإنشاء صندوق عربي لمساعدة الأسر على الاستقرار، حيث سيساهم هذا الأخير في "الحفاظ على الاستقرار الأسري ومساعدة الأسر من الجانب الاقتصادي".
واشترطت التوصيات التي توجت الندوة التي أقيمت بالجزائر العاصمة أن يعمل هذا الصندوق "تحت مظلة جامعة الدول العربية". كما دعت الندوة إلى انشاء "مرصد عربي" يسمح بالإلمام بكافة "أوضاع الأسرة في الدول العربية "تشرف عليه جامعة الدول العربية هو الآخر. ودعت الندوة إلى "وضع استراتيجية عربية" لترقية دور الاسرة العربية في الحفاظ على التماسك والتلاحم الاجتماعي. وفي الجانب الاقتصادي حثت التوصيات على وضع "آليات للتمكين الاقتصادي للمرأة وتعزيز قدرتها في ادارة وتشغيل المشروعات المنتجة" ,الى جانب "تسهيل حصولها على فرص التدريب المهني باستخدام التكنولوجيات الحديثة ومحو الأمية المعلوماتية". وبهدف متابعة قضايا الأسرة العربية اقترحت الندوة انشاء "قاعدة بيانات عربية" بالجامعة العربية تتضمن البيانات التفصيلية للأسرة والمرأة والطفولة. وجاء في البيان الختامي للندوة أن هذه التوصيات سيتم "تقييمها واثرائها وتعديلها" خلال الاجتماعات المقبلة لجامعة الدول العربية وذلك عن طريق مجلس وزراء الشؤون الإجتماعية العرب وإدارة الاسرة والمرأة والطفولة. ومن جهة أخرى, ألح المشاركون, حسب ما جاء في البيان الختامي, على ضرورة التركيز على التعليم والاستفادة من خبرات مهنيين أكفاء لتربية الناشئة. وطلب المشاركون من أمانة جامعة الدول العربية "اعداد ورقة عمل منهجية وتطبيقية يمكن عرضها على لجنة الاسرة العربية في اجتماعها القادم. وفي الختام ثمن المشاركون "الدور الريادي" للجزائر في "دعم العمل العربي المشترك في كل المجالات وتمكين النساء على المستويين السياسي والاقتصادي وكذا مساهمتها في حماية الاسرة العربية في مناطق النزاعات المسلحة".
* خبراء يدعون إلى استغلال "فايسبوك" و"تويتر" للحفاظ على التماسك الأسري
من جانب أخر دعا المشاركون في الندوة "الاستغلال الإيجابي" لوسائل الإعلام والإتصال الحديثة للحفاظ على الإستقرار الأسري. وفي هذا الصدد أكدت مديرة ادارة المرأة والاسرة والطفولة بجامعة الدول العربية ايناس سيد مكاوي على ضرورة التحكم في وسائل الاتصال الحديثة واستغلالها بشكل ايجابي من طرف أفراد الأسرة لاسيما الأبوين. وبعد إبرازها للاستعمالات الإيجابية لهذه التكنولوجيات تطرقت إلى الآثار السلبية لسوء استغلالها الذي يؤدي إلى تفكك الاسرة العربية ومنه إلى تشتت المجتمع العربي بصفة عامة. من جانبه شرح الخبير في قضايا السكان والتنمية احمد عبد الناظر في مداخلة بعنوان "تأثير تكنولوجيات الاتصال الحديثة على الاسرة العربية" تأثير التواصل الافتراضي الذي حل محل الحوار والمحادثة بين أفراد الأسرة وهو الشأن الذي يساهم في احداث الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة التي تعد النواة الأساسية للمجتمع. ولتجاوز هذا الوضع اقترح الخبير إعادة النظر في التعامل مع مضامين وتقنيات الاتصال الحديثة لا بالرفض والرقابة الامنية ولكن ب "توسيع مساحات الحوار ومحاولة اقتراب من ذلك المجهول لفهمه والتعامل معه". وأبرز ضرورة توعية الابناء بمخاطر هذه التكنولوجيات دون اغفال مميزاتها وتفادي اللجوء إلى أساليب المراقبة والتضييق خاصة لدى المراهقين. وبدورها أرجعت الدكتورة ثريا تيجاني(أستاذة جامعية) في مداخلتها أسباب التفكك الأسري إلى سوء استغلال هذه التكنولوجيات خاصة في ظل مشكل الأمية لدى الأولياء وعدم تحكمهم في هذه التكنولوجيات. واقترحت في هذا الصدد , العودة إلى الاسرة الممتدة لمساعدة الاسرة النووية في تربية النشئ ومواجهة مختلف مشاكل الاسرة الصغيرة" والتمسك ب "قواعد الدين الاسلامي الحنيف الذي يحث على التآزر والتسامح الاسري". وفي ذات السياق, أكدت على أهمية تبني سياسات إقليمية وبرامج تعليمية من شأنها مساعد أفراد الأسرة على تحقيقي التماسك الأسري الذي يعد أكثر من ضرورة في الوقت الراهن الذي تمر به المنطقة العربية.
س. ز