الوطن

فرنسا تلعب آخر أوراقها لإقحام الجزائر في المستنقع الليبي

رئيس أركان الجيش الفرنسي في الجزائر اليوم

 

 

يحل اليوم بالجزائر العاصمة رئيس أركان الجيش الفرنسي بيير دو فيليي بالجزائر للقاء نظيره الجزائري الفريق قياد صالح رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع، وخلال هذه الزيارة التي تدوم إلى غاية الإثنين، سيحاول الطرف الفرنسي لعب آخر أوراقه لإقناع الطرف الجزائري بأهمية الطرح الفرنسي بضرورة التدخل عسكريا في ليبيا لمواجهة الجماعات المتطرفة، بينما سبق للجزائر أن عبرت عن موقفها بشكل رسمي على لسان رئيس الدبلوماسية رمطان لعمامرة بعدم وجود أي مشروع مطروح بشأن عملية عسكرية في ليبيا، واعتبر الزيارة عادية وغير مرتبطة بالمستجدات في المنطقة، لكن المبدء الجزائري المعروف في مسألة التدخل العسكري في الشأن الداخلي للدول سيصعب من مهمة رئيس أركان الجيش الفرنسي الذي جاء للجزائر للتشاور بخصوص ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة. 

أكدت السفارة الفرنسية بالجزائر أمس بشكل رسمي زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي الفريق، بيير دو فيليي، اليوم السبت إلى الجزائر والتي ستدوم إلى غاية الإثنين، وحسب بيان السفارة الذي نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، وسيلتقي فيها بقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري الفريق أحمد قايد صالح ومسؤولين سامين في الدولة، وقال المصدر إن زيارة دو فييي ستبحث سبل تطوير التعاون الجزائري الفرنسي وتعزيز التشاور الوطيد بين فرنسا والجزائر حول كل القضايا الجهوية، وضرورة مكافحة الخطر المشترك الذي يمثله الإرهاب بالنسبة للمنطقة بأكملها، وفي سياق الزيارة سيلتقي رئيس الاركان الفرنسي بوزير الخارجية رمطان لعمامرة والوزير المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل، حيث سيوزر رفقتهم الناحية العسكرية الرابعة ببسكرة. وفي البيان، قالت السفارة الفرنسية أن تنقل بيير دو فييي إلى الجزائر تأت بعد أربعة أشهر من زيارة وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان في ماي الماضي، وستكون زيارة رئيس الأركان ضمن مواصلة المشاورات بين البلدين بخصوص كل القضايا الجهوية وضرورة مكافحة الإرهاب سويا على اعتباره خطر مشترك ويهدد المنطقة بأكلمها وفقا للبيان. وسيكون في استقبال المسؤول العسكري الفرنسي، بوزارة الدفاع الوطني الفريق، أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، كما سيستقبله بوزارة الشؤون الخارجية الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، ليقوم بعدها بزيارة الناحية العسكرية الرابعة في ورقلة". 

ولم تلمح سفارة فرنسا بالجزائر إلى الملف الليبي بالاسم لكن الأكيد حسب المتابعين للشأن السياسي والأمني في الجزائر، أن رئيس أركان الجيش الفرنسي سيفتح ملف الأزمة الليبية مع المسؤولين الجزائريين، خاصة وأن فرنسا تبحث عن دعم أممي ودولي للتدخل عسكريا في ليبيا بدعوى محاربة الإرهاب، حيث سبق لوزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان أن تحدث عن ذلك في حوار مطول مع صحيفة " لوفيغارو " ولمح فيلا حديثه عن ضرورة أن تحصل فرنسا على دعم وترخيص جزائري لتنفيذ عمليات عسكرية في ليبيا وتوسيع نطاق نشاط القوات الفرنسية العاملة في شمال مالي، ولعل دو فييي الذي سيباحث مع قائد الاركان الجزائري، وسيحاول مرة أخرى طرح المسألة من وجهة نظر مرنة وهي بحث التنسيق مع الجزائر لمكافحة الارهاب والحد من نشاطه في المنطقة، لكن فرنسا تريد من الجزائر الترخيص لطائراتها عبور مجالها الجوي لضرب اهداف معينة في ليبيا، وكان الجزائر قد سمحت بذلك لما تعلق الأمر بضرب الجماعات الجهادية في شمال مالي ومنطقة الساحل ككل. 

 

لعمامرة: زيارة رئيس الأركان الفرنسي لا علاقة لها بما يحدث في ليبيا

ويختلف الطرح الفرنسي بخصوص حل الأزمات والصراعات في العالم مع الطرح الجزائرين والمعروف على السياسة الخارجية الجزائرية تبنيها للخيارات السلمية في حل الصراعات، غير أن فرنسا تحبذ دوما الخيارات السرعية التي غالبا ما تبقي الأوضاع على حالها أو تزدها سوء، وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة قد رد الأربعاء على تلميحات وزير الدفاع الفرنسي بخصوص مساعدة الجزائر فرنسا عسكريا في ليبيا، "ليس هنالك تدخل عسكري مبرمجا حاليا في ليبيا" وإنما المطروح حاليا هو "جمع شمل الليبيين من خلال حوار وطني"، ويظهر من خلال كلام لعمامرة أن الجزائر لا تزال ترى بأن الفرقاء الليبيين يجب أن يتحاوروا لإجاد حل سلمي بعيدا عن أي تدخل عسكري أجبني، وكان الوزير قد وصف الملف الليبي بـ "الطويل والعريض" مذكرا بالمبادرات الجزائرية الرامية إلى تبني حوار وطني في ليبيا مبرزا التأييد والإشادة التي تلقتها هذه المبادرات على المستوى الدولي، وفي رده عن سؤال حول التصريح الأخير لوزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريون حول احتمال تدخل عسكري فرنسي في ليبيا بمعية الجزائر قال "لا أعتقد أن هذا الذي صرح به ومن الضروري الرجوع إلى نص وروح ما صرح به الوزير الفرنسي"، أما بخصوص الزيارة المرتقبة لقائد أركان الجيش الفرنسي بيار دوفيلي أبرز انها زيارة مبرمجة منذ زمن وقد اعلن عنها عند زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند للجزائر و"ليس لها علاقة بالمستجدات في المنطقة"، وأضاف أنها زيارة "عادية وطبيعية برمجت منذ زمن حيث أعلن عنها عند زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر وهي تندرج في إطار زيارات المسؤولين الفرنسيين للجزائروليس لها أي علاقة مع المستجدات بالمنطقة". كما أشار إلى وجود تشاور جزائري فرنسي في عدة ملفات منها الملف الليبي وهذا التشاور مندرج في سياق العمل التشاوري للجزائر الذي يجمعها بكثير من البلدان، انطلاقا من كون الجزائر "بلد محوري في المنطقة". 

مصطفى- ح


من نفس القسم الوطن