الوطن

"تراكمات الأوضاع بغرداية قد تؤجج العنف من جديد"

ناشد مصالح بلعيز من أجل الإسراع في فتح قنوات الحوار، أبو بكر صالح لـ"الرائد":

 

 

أكد عضو مجلس أعيان غرداية الدكتور صالح أبو بكر، أن الدخول المدرسي في غرداية كان عاديا بنسبة 90 بالمائة، غير أن بعض العائلات الميزابية، تطالب بتحويل بعض الأساتذة والمعلمين، بسبب التصريحات العنصرية التي أطلقها هؤلاء خلال الأحداث المؤلمة التي عاشتها المنطقة على مدار الأشهر السابقة، وناشد المتحدث مصالح بلعيز بضرورة الإسراع في فتح قنوات الحوار بين أعيان المنطقة كما وعدوهم سابقا، وذلك من أجل وضع حدّ للتراكمات، التي قد تؤجج العنف من جديد. 

وأفاد مجلس أعيان بني ميزاب الدكتور صالح أبو بكر في تصريح لـ"الرائد"، في تقييمه للدخول المدرسي الذي انطلق بداية الأسبوع الجاري، أنه كان عاديا في مجمله باستثناء بعض المدارس أين تحفظ الأولياء على إرسال أبنائهم للتمدرس إلى حين اتضاح الأمور بسبب بعض الملاحظات المسجلة على بعض الأساتذة والمعلمين وذكر ذات المتحدث موضحا في رده على سؤال حول طبيعة هذه الملاحظات أن الأمر يتعلق بتصريحات عنصرية أطلقها بعض المعلمين أيام الفتنة أمام التلاميذ، لافتا إلى أن هؤلاء المعلمين معروفون لدى مدرية التربية ومن الأحسن تحويلهم لتفادي أي مشاكل، حيث أشار إلى أن تقارير تتواجد على طاولة وزيرة التربية نورية بن غبريط حولهم، ومع ذلك لم يتم الفصل في مسألة تحويلهم مع بداية الدخول المدرسي الجديد. 

من جهة أخرى، قال النائب السابق لحركة "النهضة"، إن المفاوضات التي وعدت الداخلية بها لتسوية الملفات العالقة بين المالكيين والإباضيين أنه منذ تسليم آخر تقرير حول الأوضاع خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان المنقضي، للأمين العام لوزارة الداخلية أحمد عدلي، بحضور السلطات الأمنية بالولاية، لم يتلقوا أي اتصال رغم أن الأخير وعدهم بفتح جميع الملفات العالقة وعلى رأسها العقار والتوظيف مباشرة بعد عيد الفطر، إلا أنه ولحدّ كتابة هذه الأسطر لم يتم تقديم أي خطوات من قبل السلطة لطي هذا الملف ومعالجته. 

وناشد ذات المتحدث مصالح بلعيز الوفاء بالتزاماتها وفتح قنوات الحوار لتجاوز جميع المشاكل كما أعرب عن أمله أن يمر الدخول المدرسي في أحسن الأحوال وأن توفر السلطات المحلية الأمن وتحافظ على هوية الميزابيين في إطار قوانين الجمهورية، لأن أمن غرداية من أمن البلاد كلها، وكانت مصالح وزارة الداخلية الجماعات المحلية قد وعدت أعيان المنطقة، القيام بجولة جديدة من المفاوضات بين أعيان المالكية والاباضية في غرداية لتسوية جميع الملفات العالقة بعدما تسلم الوزارة الأولى تقريرا أعّده مجلس أعيان بني ميزاب وتضمن جملة من المطالب على رأسها ضرورة إطلاق سراح الشباب الميزابي الموجود بالحبس الاحتياطي مدة تزيد عن 10 أشهر، وملف العقار الذي تعود بعض قضاياه إلى 40 سنة، مع ضرورة العمل على المحافظة على الهوية الميزابية وضمان النشاط الحر لكل الهيئات الميزابية من مساجد ومدارس وغيرها من الأنشطة التي تتلائم وقوانين الجمهورية ولا تمس بها، هذا وأكد المتحدث على أن علماء المنطقة وساء المحسوبين على المذهب المالكي أو الإباضي، أبرياء من الفتنة التي تحدث بالمنطقة، محملا أطرافا أخرى باختلاق هذا الصراع الذي ألبسته طابعا عنصريا. 

وكانت معظم المدارس بالمدينة قد شهدت لليوم الثالث على التوالي شللا في المؤسسات بسبب رفض التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة، وهو الذي دفع بأولياء التلاميذ رفقة أبنائهم المتمدرسين بتنظيم اعتصام أمام مقر الولاية صبيحة أمس طالبوا فيه السلطات الولائية بمعاقبة الأساتذة العنصريين، وأشار عضو خلية المتابعة لأحداث غرداية، خضير باباز في حديث له مع "الرائد"، على أن حوالي 18 مؤسسة تربوية ببلدية غرداية، لا تزال أبوابها موصدة في وجه التلاميذ بسبب رفض الأولياء عودة أبنائهم لمقاعد الدراسة، مطالبين بضرورة تحويل الأساتذة والمعلمين المتهمين بالعنصرية ضدّ أبنائهم من هذه المؤسسات التربوية إلى مؤسسات أخرى وذلك حتى لا تتسبب هذه الخطوة في عودة الاحتجاجات والخلافات بين سكان وأحياء المدينة من جديد. 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن