الوطن
مساعٍ فرنسية لتوريط الجزائر في تدخل عسكري بليبيا
رئيس أركان جيشها سيحل بالجزائر السبت لبحث المسألة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 سبتمبر 2014
• لودريان: الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر
• الغنوشي يشيد بموقف بوتفليقة الرافض لأي تدخل أجنبي في ليبيا
دعت فرنسا على لسان وزيرها للدفاع إلى ضرورة تحرك دولي في ليبيا بالتنسيق مع الجزائر، ولمح وزير الدفاع الفرنسي ييفز لودريان إلى إمكانية تدخل عسكري في ليبيا يكون بمباركة من المجتمع الدولي على أن يتم ذلك بالتنسيق مع الجزائر لكون دورها مهم في المنطقة مثلما جاء في تصريحات له عبر صحيفة " لوفيغارو " الفرنسية أمس الثلاثاء، فيما ذكر موقع "كل شيء عن الجزائر" عن مصادر دبلوماسية جزائرية وفرنسية أن رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي الجنرال بيير دو فايي سيوزر الجزائر السبت المقبل لبحث مسألة الوضع في ليبيا، وعرض المقترح الفرنسي على الرئيس بوتفليقة برغم اختلاف الرؤية الجزائرية عن الطرح الفرنسي كما جرى في شما مالي من قبل، حيث أكدت مرارا على الخيار السياسي والحل السلمي لإنهاء الصراعات في المنقطة واستحالة خروج جيش الجزائري خارج حدود البلاد.
ينتظر أن يحل رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال بيير دو فايي يوم السبت المقبل ( 13 سبتمبر ) بالجزائر العاصمة في زيارة عمل للقاء نظرائه الجزائريين، وهي الزيارة التي لم تعلن عنها لا وزارة الدفاع الجزائرية ولا نظيرتها الفرنسية، لكن ما ذكره الموقع الإخباري "كل شيء عن الجزائر" أمس عن مصادر دبلوماسية جزائرية وفرنسية، فإن فرنسا تكون قد مسألة ليبيا محمل الجد وهو ما حمل هيئة أركان الجيش إلى ترتيب زيارة رسمية لرئيسها نحو الجزائر في ظرف جد حساس تعيشه ليبيا والمنطقة عموما، كما يتزامن مع تحركات عربية وإقليمية تشارك فيها الجزائر بصفتها إحدى دول الجوار الليبي ومعنية بالتهديدات الإرهابية مباشرة عبر حدودها الجنوب شرقية، ولم يذكر المصدر معلومات أخرى عن هدف الزيارة لكنه أشار إلى السياق الزمني الذي برمجت فيه، وهي الزيارة التي يؤديها أعلى مسؤول عسكري فرنسي بعد أقل من أربعة أشهر من زيارة وزير الدفاع ييفز لوديران إلى الجزائر في 20 ماي الماضي، وكانت الأولى من نوعها لوزير دفاع فرنسي. وتدخل زيارة رئيس الأركان الفرنسي للجزائر يوم السبت حسب نفس المصدر، ضمن ترتيبات تحاول فرنسا عرضها على المجتمع الدولي وافتكاك قرار دولي بالتدخل العسكري في ليبيا. كما تتزامن هذه الزيارة التي لم يعلن عنها بشكل رسمي من الجانبين الجزائري والفرنسي، مع تأزم الوضع في ليبيا، وهو ما جعل فرنسا تبدي قلقا إزاء ما يحدث خاصة وأن تحول المنطقة إلى إحدى قلاع ما يسمى بالدولة الاسلامية في المغرب أو ( دامس ) كما تروج له مواقع ومنتديات جهادية عبر الانترنت.
لودريان: الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر
وترى فرنسا حسب ما جاء في تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أنه من الضروري والواجب عليها أن تتحرك دوليا للتدخل في ليبيا، ومما قاله الوزير، أن على فرنسا أن تتحرك في ليبيا وأن تعبئ الأسرة الدولية لإنقاذ هذا البلد، وهو ما فهم بأنه سعي للتدخل عسكريا، فقد لمح لودريان لذلك بالقول: "إن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر والتي اعتبرها عامل مهم في هذه المنطقة". وكان وزير الدفاع الفرنسي لودريان يتحدث لـ "لوفيغارو" عن دور فرنسي في ليبيا، إذ قال "لقد تحدثت بالأمر مع نظرائي الأوروبيين (خلال اجتماع غير رسمي)، وستكون الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة أخرى يجب انتهازها"، وهو ما يؤكد أن فرنسا ستسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن وبمباركة دولية للتدخل عسكريا في لبيا كما سبق وأن حدث لما اقنعت الهيئة الأممية بإرسال قوات الناتو لمساعدة ( ثوار ليبيا على انهاء حكم القذافي )، وعاد لودريان ليذكر بما فعلته فرنسا في مالي إثر اعلانها عملية سيرفال لمقاتلة الجماعات الارهابية هناك في اقليم ازواد، حيث قال: "فلنتذكر أننا قمنا بعمل جماعي ونجحنا في مالي.. تعاون عسكري واسع النطاق من أجل تحرير هذا البلد من التهديد الجهادي والقيام بعملية سياسية ديمقراطية". وأضاف قائلا إن تدهور الوضع الأمني في ليبيا قد يكون سببا للوصول إلى هذا الهدف، والهدف حسبه هو تدخل عسكري في ليبيا، وأردف لودريان بالقول: "سأشدد حاليا على خطورة الوضع في ليبيا". وعن الجنوب الليبي، اعتبره وزير الدفاع بكونه أضحى "بؤرة للمجموعات الإرهابية حيث يتزودون بكل شيء بما في ذلك الأسلحة وإعادة التنظيم، وفي الشمال يهدد المتطرفون المراكز السياسية والاقتصادية في البلاد"، إذن ليبيا هي على السواء بوابة أوروبا والصحراء. وهي أيضا منطقة كل أنواع التهريب بدءا بتهريب البشر الذين يتم نقلهم في البحر المتوسط عبر مراكب ويتم تمويل هذه العمليات من قبل هذه المجموعات" على حد قول لودريان، ومن كلامه يفهم بأن فرنسا على مشارف محاولة لإعادة سيناريو عملية سيرفال التي قامت بها في شمال مالي، وتنوي بحسب تصريحات وزير دفاعها للتنسيق مع الجزائر للتدخل في ليبيا، وحتى إن لم يذكر ذلك صراحة في حواره مع جريدة "لوفيغارو"، إلا أن وزير الدفاع الفرنسي الذي تحدث عن الخطر الأمني الذي يتهدد المنطقة خاصة بحدود الجزائر الجنوبية مع ليبيا، حاول أن يرسل اشارات غير مباشرة بأن التنسيق مع الجزائر معناه مشاركة جزائرية في الحرب على الارهاب بليبيا كما سبق وأن اقترحت عليها ذلك في حربها بشمال مالي، حيث قال: "إن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية، مضيفا أن "كل هذا الأمر سيتم بالتنسيق مع الجزائريين وهم عامل مهم في هذه المنطقة".
الغنوشي يشيد بموقف بوتفليقة الرافض لأي تدخل أجنبي في ليبيا
أشاد رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في برقية بعث بها للرئيس بوتفليقة بموقف الجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في ليبيا، وهو الموقف الذي أكد الغنوشي أنه يقاسمه مع الرئيس الجزائري، وذكر في رسالته المتزامنة مع تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الفرنسي أمس وحملت تلميحات لنية التدخل العسكري في الأراضي الليبية بحجة مكافحة الارهاب. وقال الغنوشي في رسالته إنه التقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقد تباحث معه مؤخرا حول السبل الكفيلة بتجنيب المنطقة الأخطار المحدقة بها، مشيدا في نفس الوقت بموقفه الرافض لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا. وجاء في البرقية "أتقدم لفخامتكم نيابة عن جميع أبناء حركة النهضة وأصالة عن نفسي بكل معاني الشكر والامتنان على توجيه الدعوة لي والاجتماع بي والوفد المرافق للتشاور حول أوضاع المنطقة وتجنيبها الأخطار ودعم أسس التعاون والترابط الاستراتيجي بينها"، مشيرا بأنه "كان لهذه الزيارة أبلغ الأثر في نفوسنا وليس هذا بمستغرب من فخامتكم الحريص على تمتين العلاقات الأخوية التي تجمع بين القطرين الشقيقين". وحملت برقية الغنوشي عبارات شكر وامتنان للرئيس بوتفليقة على استقباله والتباحث معه بشأن مستقبل المنطقة والأمة مسألة، واعتبر الغنوشي تلك الزيارة بأنها مهمة جدا في "هذا التوقيت الذي تتعرض فيه المنطقة لتحديات خطيرة خاصة تلك المتعلقة بالتدخلات الأجنبية وما لها من انعكاسات على أمنها واستقرارها"، وأشاد في هذا الصدد بموقف رئيس الجمهورية "الرافض لأي تدخل خارجي لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها الشقيقة ليبيا وتأكيد الحوار سبيلا وحيدا لحل المشكلات".
م. ح/ أنس. ح