الوطن

سعداني يتهيأ للعودة إلى مكتبه ملوحا بتأديب "خصومه"

سيناقش آليات تنفيذ قرارات القاضي الأول للبلاد ورئيس الحزب العتيد

 

  • رحيل بلخادم من الآفالان سيعمق الخلافات داخل الحزب ويشتت أنصاره !

يتجه في الساعات القادمة، الأمين العام للحزب العتيد، عمار سعداني، للعودة إلى مكتبه بمقر الحزب بحيدرة بالعاصمة، بعد أيام من الغياب غير المبرر، والتواري عن الأنظار يكون فيها قد اجتمع مع حلفاءه داخل السلطة الذين وعدوه بـ"حمايته" من أي أخطار قد تحدث وتقتلعه من منصبه كأمين عام للأفالان على طريقة غريمه عبد العزيز بلخادم، حيث أشارت مصادر مقربة من سعداني بأن هذا الأخير يكون قد شوهد نهاية الأسبوع الماضي بمقر الرئاسة وهي المرّة الأولى التي يظهر فيها للعلن منذ قرار القاضي الأول للبلاد ورئيس الحزب العتيد عبد العزيز بوتفليقة بخصوص إقالة مستشاره والقيادي في الحزب عبد العزيز بلخادم من ممارسة السياسية أو مناصب قيادية في الدولة الجزائرية، وهي القرارات التي لازالت لم تتوضح لحدّ الساعة أسبابها الحقيقية.

وأوضحت مصادر"الرائد"، أنّ عمار سعداني يكون قد حاز على"وعود" من أطراف داخل رئاسة الجمهورية ستمكنه من العودة إلى منصبه كأمين عام للجبهة، من أجل مواصلة الضغط على خصومه داخل مؤسسات الحزب وخارجها، ملوحا بعصا التأديب في وجه الأولى ومن بقيّ منها أما أمام الثانية فهي ستكون فرصة لتعزيز موقعه في المشهد السياسي الوطني بعد معارك عديدة خاضها ضدّ أكثر من جناح منذ اعتلاءه لمنصب الأمين العام، وتتوقع هذه الأطراف أن يعود اليوم أو غدا على أقصى تقدير الأمين العام لمكتبه بمقر الحزب، لترأس اجتماع المكتب السياسي لتهيئة أعضاء هذه الهيئة من أجل اتخاذ الإجراءات الردعية ضدّ الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم بناء على توجيهات يقال بأنها صدرت عن رئيس الحزب، حيث ينتظر أن تناقش قيادات الأفالان خلال الساعات القادمة آليات إبعاد الأمين العام السابق للجبهة والمستشار الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة من الحزب بعد أن صدر قرار إبعاده من أي مسؤولية أو نشاط داخل الحزب، حيث ترتقب الكثير من الأوساط داخل الجبهة وخارجها، آليات تنفيذ قرارات الرئيس، التي أشار عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي في تصريح لـ"الرائد"، بأنها ستصدر عن الأمين العام الذي سيكون المخول قانونا لشرح أسباب"طرد" بلخادم من الحزب، مشيرا إلى أن المكتب السياسي سيجتمع خلال ساعات من أجل أن يستمع هؤلاء للأمين العام عن محتوى القرار أو المراسلة أو المكالمة التي وردته بخصوص الأمين العام السابق للجبهة، موضحا بأنه سيعقب ذلك ضبط إجراءات إبعاده مع ما ينص عليه القانون الأساسي للحزب ونظامه الداخلي، وفق النصوص التنظيمية التي يخضع لها الجميع، واستبعد معزوزي في سياق متصل تفعيل لجنة الانضباط الآن، لأن العمل على تنفيذ قرارات رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة ستكون أولا بين الأمين العام للأفالان وأعضاء المكتب السياسي.

وبحسب الأنباء القادمة من الأفالان، فإن الأمين العام للحزب، عمار سعداني يبدو اليوم أكثر جاهزية وإصرار من أجل الضغط على خصومه داخل الحزب ممن يسميهم بـ"فلول بلخادم"، الذين يتطلع لإقصائهم نهائيا من الجبهة قبل المؤتمر العاشر المرتقب عقده خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة، ويرى مراقبون أن أسباب ابتعاد سعداني عن مؤسسات الحزب خلال الفترة الماضية تعود في الأساس إلى أن معركته ضدّ خصومه لازالت طويلة، وأنه لم يعد يثق في إمكانيات محيطه من مواصلة دعمه، بالرغم من أن هناك تراجع كبيرة للجناح الداعم والمؤيد لبلخادم، وبشكل لافت خلال الأيام الفارطة التي أعقبت صدور أنباء عن رغبة الرئيس في التخلي عنه بشكل نهائي، ما يعني بأن مشكلة سعداني ليس مع خصومه داخل الحزب بل بأطراف أخرى من خارج الحزب وهي مرتبطة أساسا بمؤسسات الدولة، التي قالت بعض الأطراف بأنها تتجه نحو إحالته على التقاعد السياسي المبكر، من خلال منحه منصبا دبلوماسيا يحميه من أي رقابة أو حساب قد يطاله إذا ما تم عزله بنفس الطريقة والكيفيات التي حدثت مع بلخادم، وإلى أن تتأكد هذه الأنباء أو غيرها فإن الأهم عند سعداني في المرحلة القادمة هو تعبيد الطريق لنفسه ولأنصاره نحو المؤتمر القادم الذي يراهن عليه لحسم معركته بالرغم من الغموض الذي يكتنف خلفية وأسباب القطيعة بين القاضي الأول للبلاد وأقرب المقربين له على مدار عقود، وربما هي القطيعة التي لا يعلم عمار سعداني بحيثياتها أو أسبابها لحدّ الساعة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن