الوطن
الاندماج المغاربي مرهون بفتح حدود الجزائر والمغرب
حسب آخر تقرير لمنظمة "أوكسفام" الفرنسية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 سبتمبر 2014
ترى منظمة "أوكسفام" الفرنسية أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يرمز إلى عدم اندماج المنطقة المغاربية، ويكبح التنمية الإنسانية والاقتصادية بالمنطقة.، موضحة في تقرير بعنوان "عشرون سنة على إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر: تكاليف مهمة بالنسبة للمغرب العربي"، أن عدم اندماج بلدان اتحاد المغرب العربي يكلف المنطقة ما بين 2 و3 في المائة من الناتج الداخلي الخام لاقتصاداتها، مشيرة إلى أن اندماجا فعليا للمنطقة سيعود بالنفع على مجموع شعوبها.
وأضاف التقرير أن منطقة المغرب العربي تتوفر على إمكانيات هائلة على مستوى الاندماج السياسي، والتعاون الاقتصادي، والتنمية البشرية، مبرزا ضعف المبادلات بين الدول المغاربية، فضلا عن أن الإمكانيات الهائلة لتنمية هذه المبادلات تظل غير مستغلة. وأشار التقرير إلى أن الصادرات بين البلدان المغاربية لم تمثل سوى 3,3 في المائة من مجموع صادرات المنطقة سنة 2012، معتبرا أن عدم الاندماج يفاقمه تعاون ضعيف مع باقي دول القارة الإفريقية. وذكر التقرير في هذا الصدد أن 5,2 في المائة فقط من صادرات اتحاد المغرب العربي، كانت وجهتها سنة 2012 أحد البلدان الإفريقية . وخلص التقرير إلى أن اندماجا فعليا للمنطقة المغاربية، من شأنه أن يحقق للبلدان الخمسة قيمة مضافة سنوية تصل إلى 10 ملايير دولار .
هذا وكانت لجزائر قد عبرت خلال اجتماع وزراء خارجية بلدان المغرب العربي في ماي الفارط عن رغبتها في تحقيق اندماج اقتصادي متكامل بين دول المغرب العربي. ودعت في هذا الجانب إلى تسريع عقد ندوة حول المجموعة الاقتصادية المغاربية قبل نهاية السنة تحتضنها العاصمة الجزائرية من اجل تجسيد مشروع الاندماج المغاربي قصد إعطاء الفرص اللازمة للخبراء و المختصين و المتعاملين الاقتصاديين لتعميق الدراسة و البحث عن طرق و وسائل تجسيد مشروع الاندماج المغاربي. وأشار ممثل الجزائر في اجتماع وزراء خارجية بلدان المغرب العربي إلى أن "التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجهها بلداننا تفرض علينا تكييف هياكل الاتحاد مع المقتضيات التي تعرفها المنطقة المغاربية حسب مقاربة برغماتية وتقدمية تكون ملامحها محددة و قابلة للتنفيذ". كما أوضح الطرف الجزائري أن التجارب على المستوى العربي و الإقليمي أو الثنائي اثبت أن التكامل و الاندماج لا يمكن تجسيدهما فقط من خلال تكثيف المبادلات التجارية و نقل البضائع بل أيضا بإرساء أسس متينة تجمع القدرات الهيكلية والإنتاجية لدول المغرب العربي التي من شانها أن تخدم انجاز المشاريع الحيوية التي تستجيب لمقتضيات التنمية و تقلص من مستوى التبعية الاقتصادية و الغذائية و التكنولوجية في إطار المجموعة الاقتصادية المغاربية، إلا أن مشكلة الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر لا تزال عقبة أمام تحقيق هذا الاندماج بحسب الكثير من الخبراء خاصة وأنه لا توجد مساعي لمحاولة فتح هذه الحدود خاصة مع تحرشات المخزن المتتالية بالجزائر ونظامها بسبب قضية الصحراء الغربية.
س.ز