الوطن
الجزائر لن تدخر جهدا لتحقيق سلام دائم في مالي
باماكو تتعهد بتطبيق أي اتفاق مع الحركات الأزوادية، لعمامرة يؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 سبتمبر 2014
أكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة لدى افتتاح الجولة من الثانية من المفاوضات بين الفرقاء الماليين أول أمس الإثنين، إن الجزائر لن تدخر جهدا في المساعدة على تحقيق سلام دائم في مالي، أما وزير الخارجية المالي فأوضح أن حكومة بلاده ستلتزم التزاما تاما ببنود أي إتفاق مستقبلي مع الحركات الأزوادية التي باشرت ثاني جولة من الحوار التي ترعاه الجزائر والذي انطلق أول أمس بالعاصمة، وتتعهد باماكو بتطبيق ما يتفق عليه في اطار احلال سلام دائم بشمال مالي، كحل نهائي تعمل الجزائر مع أطراف دولية وافريقية على تجسيده ميدانيا من خلال اقناع كل طرف على احترامه وتوجيه جهود الجميع لمكافحة الجماعات الإرهابية المتواجدة في الإقليم والساحل.
و أوضح المسؤول الأول عن الدبلوماسية الجزائرية بأن مرحلة المفاوضات الجوهرية بقيادة الجزائر سبقها عمل إعدادي كبير على أمل أن تحقق التقدم المنشود. و قال ان الفريق المفاوض الذي طور خطة تنظيمية للعمل بإشراك الأطراف المعنية المالية إستطاع أن يحقق إجماع حول الصورة التنظيمية في هذه المرحلة من المفوضات.
من جانبه، قال عبدولاي ديوب إن "الحكومة المالية تؤكد التزامها بالمشاركة الحقيقية و الجادة في المرحلة الثانية من الحوار و تتعهد بالعمل على تنفيذ بنود أي اتفاق مستقبلي بشكل تام من أجل الخروج من الأزمة ". و أن باماكو ستبحث عن "الإطار الدستوري الأمثل والكفيل بضم جميع أطياف المجتمع المالي و التكفل بانشغالاتهم"، في حين ركز في كلمته على إعادة تأسيس السلم و الأمن في ربوع البلاد ووضع الأطر الكفيلة بتحقيق تنمية متناغمة بين مناطق الوطن الواحد، وهذا كله يتطلب التشاركية بين الجميع، مضيفا أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات لتوفير الظروف المواتية لكل ابنائها للعيش موحدين في كنف التفاهم، مثنيا على عملية الحوار التي تحتضن اشغالها الجزائر منذ الإثنين، وأشار في ذات السياق إلى الالتزام الشخصي للرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة و المالي إبراهيم أبو بكر كايتا بالعمل على حل الأزمة شمال مالي و الحفاظ على الاستقرار في المنطقة منوها بالجهود "الدولية المرافقة لمسار المفاوضات الذي ترعاه الجزائر و تلك الرامية إلى تحقيق الاستقرار ليس في مالي فقط و لكن في منطقة الساحل و الصحراء و إفريقيا عموما".
قال ممثلو حركات الأزواد المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات المنطلقة منذ أول أمس الإثنين، بأنهم يعولون على دور الجزائر في تحقيق سلام دائم بإقليم أزواد، ويأمل هؤلاء في أن تخرج المرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل إلى تحقيق السلام من خلال إيجاد حل سلمي للأزمة التي يعيشها شمال مالي بمساعدة الجزائر، ونقلت الإذاعة الجزائرية أمس تصريحات بعض ممثلي الحركات المشاركة، منهم ممثل وفد التنسيقية بين الحركة العربية الأزوادية والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لوحدة الأزواد سي محمد المولود رمضان الذي قال عقب جلسة عمل ضمت وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة مع الحركات الازوادية الأخرى، بأن ممثلي هذه الأخيرة جاؤوا إلى الجزائر "بنية حسنة" وهدفها هو"السلام"، وأكد ممثل التنسيقية بأن الحركات الازوادية "ملتزمة بما قالته ووقعته في الجزائر منذ شهرين"، ونفس الشيء قاله عبد الله ولد محمد الأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية، والذي بدوره عبر عن أمله في أن تكون المرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل "بادرة خير" مؤكدا أن "الأمل كبير في هذه المفاوضات ويعود ذلك إلى حنكة الأشقاء بالجزائر". وأضاف رئيس التنسيقية من أجل شعب الأزواد إبراهيم محمد الصالح أن المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل ستكون "بناءة" داعيا الأطراف الأخرى إلى العمل من أجل الخروج باتفاق للسلام في مالي. كما أعرب المسؤول ذاته عن ثقته بأن يفضي لقاء الجزائر إلى اتفاق أخر داعيا المجموعات الأخرى في بلاده إلى التشاور من أجل سلام دائم في مالي. وأردف يقول "علينا أن نبرهن بأننا نستطيع أن نصنع السلام". أما النائب الأول لرئيس تنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة السيد حما عبا سيسي فأكد من جانبه أن تنسيقيته تعول على الجزائر للتوصل إلى اتفاق أساسي للخروج من الأزمة في مالي خلال المرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل باعتبار أن الجزائر تعتبر "الشريك الأقرب وجارتنا و شقيقتنا"،
و سبق أن توجت المرحلة الأولى للحوار الذي جرى من 17 إلى 24 جويلية بالجزائر العاصمة بالتوقيع على وثيقتين من طرف الحكومة المالية و ستة حركات سياسية عسكرية لشمال مالي تتعلقان "بخارطة الطريق الخاصة بالمفاوضات في إطار مسار الجزائر" و"إعلان وقف الاقتتال".و إلى جانب الحكومة المالية تتمثل الحركات الستة الموقعة على الوثيقتين في كل من الحركة العربية للأزواد و التنسيقية من أجل شعب الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات القومية للمقاومة و الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد و الحركة العربية للأزواد (المنشقة).
هذا وقد انطلقت جلسة الحوار الإثنين بالجزائر، بحضور كل من الحركة العربية للأزواد و التنسيقية من أجل شعب الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات القومية للمقاومة و الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لتوحيد الزواد و الحركة العربية للأزواد، إلى جانب ممثل الحكومة المالية ورئيس الدبوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة والوفد الجزائري، ووفد عن الإتحاد الإفريقي، وممثل الأمم المتحدة، والمجموعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا، وتم خلال مراسيم افتتاح المرحلة الثانية من مفاوضات السلام بين فرقاء الأزمة في مالي الوقوف دقيقة صمت ترحما على الفقيدين الجزائريين فى شمال مالي القنصل المتوفيين بوعلام سايس والطاهر تواتي باعتبارهما "بناة السلم من أبناء الجزائر".
مصطفى. ح