الوطن

التدخل العسكري في ليبيا سيكون له تداعيات على الداخل الجزائري

حسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى

 

ربط " معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "  في تحليل نشره عبر موقعه الإلكتروني، حل الأزمة في ليبيا بمدى قيام الجزائر بدور للحد من انتشار التهديد الإرهابي والسلاح، ويرى المعهد أن ما يحدث في ليبيا يشكل تهديدا وخطرا للجزائر أكثر من نظيرتها تونس، وهذا التهديد قد يكون على شكل هجمات مماثلة لما شهدته الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر 2001، خاصة بعد اختفاء 11 طائرة مدنية من مطار طرابلس الدولي، ويعتقد المعهد أنه في حال في تعرضت الجزائر إلى تهديد ارهابي حقيقي يأتيها من الأراضي الليبية، قد تتدخل عسكريا لحماية حدودها وحقولها النفطية. يرى معهد واشنطن أن حادثة اختفاء طائرات مدنية من مطار طرابلس الدولي منذ أيام، أدخل المنطقة في جو من الترقب وزاد من مخاوف تعرض دول كالجزائر، وتونس والمغرب وحتى موريتانيا ومصر، إلى هجمات إرهابية شبيهة بتلك التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، وزاد من حدة هذه المخاوف صدور تقارير استخباراتية غربية مفادها أن الطائرات كانت في أيدي "الجهاديين" الذين يعتزمون استخدامها لأغراض إرهابية في الجزائر والمغرب وتونس، ويذهب المعهد في تحليله، إلى القول إن ما يزيد الأمور سوءاً هو عدم معرفة مكان هذه الطائرات، مما يجعل الجزائر وبقية الدول مضطرة لمواجهة هذه المخاطر، لكن يبقى الفارق بين دول المنطقة الجزائر هو أن الجزائر تواجه ا الخطر بمفردها، وهذا بالنظر إلى قدراتها العسكرية وخبرتها في مجال مكافحة الإرهاب وقلة خبرة دول مجاورة على غرار تونس، وجهود الجزائر المنفردة في مكافحة الإرهاب جعلها تتكبد خسائر كبيرة، بينما " أخفقت البلدان المجاورة في وقف تقدم الإرهابيين بسبب عدم امتلاكها قوات عسكرية وقوات أمن قوية للقيام بهذه المهمة " حسب المعهد، فمالي مثلا تملك جيشاً لا يتعدى قوامه 20 ألف جندي، بينما لا تتمكن المؤسسات الأمنية في موريتانيا حتى من حماية مؤسسات الدولة الرسمية ضد هجمات تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، في حين ليس لدى تونس خبرة في مجال مكافحة الإرهاب، هذه البلدان تسعى للتنسيق مع الجزائر لدعمها في محاربة الجماعات المتطرفة هناك، أما الوضع في ليبيا فيختلف كليا عن مالي أو تونس، فمعهد واشنطن يتحدث عن ما أسماه " انفلات أمني كبير بسبب غياب السلطة المركزية وانهيار منظومة الأمن والدفاع، الأمر الذي سمح بانتشار وسيطرة المليشيات المسلحة ذات الإنتماء القبلي والتي باتت تمتلك أسلحة خطيرة، ونتيجة لذلك، أصبح أمن الحدود الجزائرية مع ليبيا يواجه بعض المخاطر، وعاد " معهد واشنطن " إلى بروز ما يسمى بـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش»، الذي يحاول التوغل في ليبيا وإعلانها كمركز للخلافة الإسلامية التي أعلن عنها في العراق، ويستند المعهد لتقارير وتحليلات خبراء دوليون يعتقدون بأن يتخلى الجيش الجزائري عن عقيدته العسكرية بـ "عدم التدخل" في القضايا الخارجية، وبالتالي التدخل في ليبيا، بينما تؤكد الجزائر بأن أمر تدخل الجيش خارج الحدود أمر مستبعد مثلما قال رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري مؤخرا، ويعتقد المعهد أن التدخل العسكري في حال حدوثه ستكون له تداعيات على الداخل الجزائري.

م. ح

من نفس القسم الوطن