الوطن

غياب سعداني يثير التساؤل

في تجاوز خطير للوائح التنظيمية للحزب، تعيين النائب طليبة على رأس محافظة عنابة

 

اثار غياب الامين العام لجبهة التحرير عمار سعيداني عن مقر الحزب واستمرار غلق هاتفه تساؤلات كثيرة لدى بعض قيادات الحزب من جهة والمتابعين لشأن الحزب العتيد من جهة اخرى خاصة ان عطلنه السنوية قد انتهت منذ نهاية الاسبوع الماضي ولا يستطيع احد ان يؤكد اوينفي ان كان الامين العام موجود داخل الجزائر او خارجها وخاصة ان هذا الغياب جاء ي توقيت كان يفترض ان يظهر الامين العام منتشيا بعد ما وجهت رئاسة الجمهورية ضربة قاضية لخصمه ومنافسيه على قيادة الحزب كما فسر البعض هذا الغياب على ان البعض طلب من سعداني عدم التحدث والتقليل من اللقاءات الى اشعار أخر حتى انهاء مسار ترتيب بيت الحزب وبشكل نهائي.

كما استغربت قيادات في الحزب العتيد، تعيين النائب بالبرلمان، بهاء الدين طليبة، في منصب قيادي بمحافظة عنابة التي تم تقسيمها إلى محافظتين، من قبل الأمين العام للجبهة عمار سعداني، وتتعلق الأولى بـمحافظة الحجار والثانية بمحافظة عنابة وسط، حيث سيشرف النائب بالبرلمان طليبة الذي لا تتجاوز مدّة التحاقه بالجبهة أكثر من سنة، على إدارة المحافظة، في حين أن اللوائح التنظيمية لجبهة تحدد شروطا وآليات لتعيين القيادات داخل مؤسسات الحزب ساء تعلق الأمر بالمحافظة أو القسمات، وهو ما لم يخضع له قرار تعيين بهاء الدين طليبة الذي عين كنائب للمحافظ بمحافظة الحجار.

وكان عضو المكتب السياسي مصطفى معزوزي قد أشرف بإيعاز من النائب بالبرلمان محمد جميعي على تعيين هذا الأخير في الساعات الـ 48 الماضية، وهو التصرف الذي أكد الناطق الرسمي باسم الجبهة، السعيد بوحجة في حديث مع"الرائد"، بأنه قرار مستبعد لكنه طلب التواصل مع المكلف بالتنظيم في المكتب السياسي للاستعلام عن الأمر وتوضيح الرؤية، غير أنه تعذعلينا ذلك.

وفسرت أطراف من داخل الحزب العتيد، هذا التصرف بكون الأمين العام الغائب عن مؤسسات الحزب منذ منتصف الشهر الفارط ، بأن بعض الأطراف استغلت هذا الغياب وربما هو تعمد القيام بهذا الإجراء إلى حين ترتيب أوضاع محيطه والمقربين منه، قبل تسلمه لمهامه مرّة جديدة، خاصة وأن الخطوة ستدفع بالكثير من المناضلين والقيادات إلى الانتفاض ضدّ هذا الخرق الواضح للوائح التنظيمية للأفالان، على اعتبار أنها تساعد على علو كعب تيار المال الفاسد داخل مؤسسات الحزب.

وتوقعت أطراف من جناح المعارض لسياسة الأمين العام للجبهة، عمار سعداني، بأن يظهر الصراع الخفي بين أصحاب المنافع والأرباح في الأسابيع القليلة القادمة، التي تسبق التحضير للمؤتمر العاشر خاصة بعد الإطاحة بالأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم من الأفالان، وهي الخطوة التي وإن أثارت العديدة من التساؤلات خاصة مع رفض سعداني التعليق عليها، إلا أنها توضح بشكل كبير بأن ما يحدث داخل أسوار الجبهة هو تقاسم المنافع بين المدافعين عن مشروع العهدة الرئاسية الرابعة، والتي كان تيار المال ورجال الأعمال أبرز المدافعين عنه.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن