الوطن

تنظيم دروكدال يمول نشاطه من دعم مهربي الكوكايين على أوروبا

دراسة حديثة للمركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة يكشف:

 

كشف المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية الكائن مقره بمصر، أن التنظيمات الإرهابية بالمنطقة العربية (الشرق الأوسط وشمال افريقيا ) تعتمد في تمويل نشاطاتها على الفدية والنفط والجزية والاتجار فى البشر والمخدرات والبنوك، وتوصل المركز إلى هذه النتيجة عقب دراسة قام بها شملت كل من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الناشطة في شمال افريقيا والساحل، وفرع القاعدة في اليمن، وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش )، وميليشيات مسلحة تنشط في ليبيا، لكن تنظيم دروكدال الذي يسيطر على منطقة الساحل الافريقي والصحراء يستمد قوته وبقاءه من توفير الحماية لمهربي الكوكايين عبر الصحراء الإفريقية إلى أوروبا.

وعدد المركز الذي يتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا له، ستة مصادر تمثل عصب الحياة بالنسبة للجماعات المتطرفة بالمنقطة، وتتحدث نتائج دراسة قام بها المركز عن مصادر تمويل ذاتية جديدة ترتكز عليها التنظيمات الإرهابية المسلحة بالمنطقة العربية، ولجئت هذه الجماعات إلى البحث عن مصادر جديدة بعد اجراءات اتخذتها دول المنطقة في سعي منها لتجفيف منابع التمويل الخارجية لتلك التنظيمات، ويرى المركز أن المصادر الجديدة تبقي هذه التنظيمات على قيد الحياة، وكانت الدراسة التي أجراها المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بعنوان " المسارات ذاتية.. مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية"، والتي أعدتها وحدة التحولات الداخلية بالمركز، فإن مصادر التمويل تتمثل في فدية الاختطاف، هذه الأخيرة اتسعت في مناطق معينية كليبيا، اليمين، والساحل، ويتضح نشاط التنظيمات الإرهابية في ليبيا والمناطق الجنوبية في اليمن فيما يخص عمليات الخطف بهدف الحصول على فدية مالية مقابل إطلاق سراح المختطفين، وترى الدراسة أن الاتجار في المواد المخدرة وتأمين مسارات التهريب يعد من أهم مصادر تمويل أنشطة الجماعات الإرهابية، وقال إن تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي يقوده عبد المالك دروكدال يوفر الحماية لمهربي الكوكايين عبر الصحراء الإفريقية باتجاه دول أوروبية، ويحصل مقابل ذلك على مبالغ مالية، كما أشارت الدراسة إلى أن الأمر يختلف قليلا عن الجماعات المتطرفة في العراق، فالتنظيم المسمى " داعش " فذا الأخير الذي أعلن قياد دولة الخلافة الاسلامية بدء من الموصل في العراق، يسيطر حاليا على حقلي "عين زالة" و"بطمة" في جنوب كركوك، اللذين تبلغ طاقتهما الإنتاجية الإجمالية 30 ألف برميل يوميًّا من النفط الخام الثقيل، كما سيطر على جزء من مسار خط أنابيب تصدير النفط إلى ميناء "جيهان" التركي، وعلى الرغم من عدم وجود تقديرات رسمية حول إجمالي سيطرة "داعش" على المناطق النفطية في العراق، فإن بعض التقديرات تشير إلى سيطرة التنظيم على ما يقرب من 17% من المناطق النفطية، وفي سوريا تسيطر التنظيمات المعارضة السورية المسلحة على ما يقرب من 60 ألف برميل نفط من إجمالي الإنتاج السوري". أما في اليمن، فعملية الخطف كأداة للحصول على أموال، حيث حصلت الجماعات الإرهابية في الفترة ما بين عام 2012 وعام 2014 على 120 مليون دولار، علمًا بأن فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن وحده حصل على ما لا يقل عن 20 مليون دولار من تلك الأموال، وفي ليبيا أيضًا تنشط عمليات الخطف لرجال أعمال ومسئولين، حيث يتم نقلهم بعد ذلك إلى درنة المعروفة بسيطرة الجماعات المتطرفة عليها، ويتم الإفراج عنهم بعد مقايضتهم بمبالغ مالية كبيرة، ومع استيلاء "داعش" على مناطق واسعة في العراق، اعتمد التنظيم على الفدية لا سيما مع اليزيديين، إذ طالبهم التنظيم بدفع مبلغ 1.2 مليون دولار مقابل إطلاق سراح 24 فردًا تم اختطافهم في جوان 2014. وأشارت الدراسة إلى أن المجموعات الإرهابية بدأت في الاعتماد على مصدر اخر للتمويل يتمثل في سرقة أموال البنوك والمصارف، حيث انتشرت عمليات اقتحام وسرقة المصارف في كل من العراق واليمن وليبيا، ففي العراق، استطاع تنظيم "داعش"، في يونيو 2014، بعد دخول الموصل واقتحام بعض البنوك، الاستيلاء على مبالغ مالية تصل، وفقًا لبعض التقديرات، إلى 425 مليون دولار. كما سارت التنظيمات الإرهابية في ليبيا على النهج ذاته، فقد تعرضت مصارف ليبية عديدة للسطو، خاصة مصرف "شمال إفريقيا" الواقع بوسط مدينة سرت، ومصرف "الجمهورية" بوادي الشاطئ، خلافًا للسطو على سيارات نقل الأموال ، وقد تكرر الوضع ذاته في اليمن على خلفية قيام أتباع تنظيم "أنصار الشريعة" باقتحام بعض المصارف في مدينة القطن بحضرموت.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن