الوطن
بلخادم أكبر الخاسرين في الأفالان وإقالات أخرى قبل المؤتمر
أطراف ربطتها بسعي الرئيس لترتيب الأجواء لوافد جديد على منصب الأمين العام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أوت 2014
- خصوم سعداني يتحدثون عن نية الرئيس في إزاحته من قيادة "الأفلان"!
طرحت مسألة رفض الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني الردّ أو التعليق على الإطاحة بخصمه العنيد عبد العزيز بلخادم، لقيادات الحزب أو للمكتب السياسي للأفالان بخصوص الإجراءات التي سيتم اتخاذها تجاه الرجل الذي تقول مصادر من الرئاسة بأن قرار إبعاده عن الحياة السياسية قد صدر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الكثير من علامات الاستفهام، خاصة وأن عمار سعداني الذي غادر العاصمة مباشرة مع بداية عطلته السنوية رفض الحديث مع أي جهة كانت بما فيها رجاله المقربون، وهذا بالتزامن مع وجود أنباء من أطراف متعددة تحدثت عن نية بوتفليقة الإطاحة بقيادات أخرى من الجبهة على اعتباره الرئيس الشرفي للحزب، وترتيب الأجواء لوافد جديد على منصب الأمين العام.
وقالت بعض هذه الأطراف أنّ أمر الإطاحة ببلخادم من الحزب العتيد، يحمل أبعادا شخصية أكثر منها سياسية، خاصة وأن هذا الأخير كان يتصرف من منطلق أنه البديل القادم على مبنى الرئاسة، وهي التي دفع بالرئيس إلى كبح نفوذه وإعدامه سياسيا، وترى هذه المصادر بأن الأمر لن يكون منوطا ببلخادم فقط، بل بأسماء أخرى بما فيها سعداني تحضيرا لوافد جديد على أمانة الحزب العتيد يكون قادرا في المستقبل على تقديم نفسه كبديل للرئيس الشرفي للحزب العتيد في سدّة الحكم، حيث يعتبر هذا الأمر اليوم أهم ما في أجندة بعض الأطراف من السلطة التي تعتبرها مسألة هامة قد تدفع بالإطاحة بكل الطامحين لإعتلاء منصب القاضي الأول للبلاد بعيدا عن مقاييس خاصة تتعلق بها وبهذا المنصب، وإن صحت هذه الأنباء فإن مسألة الإطاحة بسعداني وبغيره ممن يمتلكون طموحات سياسية كبيرة ستأتي تباعا.
وتتزامن هذه الأنباء الواردة مع التخمينات التي يطلقها إطارات وقيادات من الحزب العتيد، خاصة بعد أن أثار غياب عمار سعداني حالة من الغموض حوله بالنظر إلى توقيت الإجازة السنوية الخاصة به والتحديات التي كان يواجهها على أكثر من صعيد دفعت به إلى ترك رسالة لقيادات الحزب تحدث فيها عن من تجديد آليات العمل السياسي والسعي إلى بلورة رؤية مستقبلية عن طريق التغيير وهي الرسالة التي قالت الكثير من الأطراف بأنها ستحمل الجديد في المستقبل القريب سواء مع بداية التحضير للمؤتمر العاشر أو بعده، خاصة وأن عمار سعداني معروف بولاءه التام للرئيس وللدوائر النافذة حوله، كما أن هذا الأخير لا يحمل أي نية في الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية مستقبلا عكس أطراف أخرى يكون بلخادم في مقدمتها، وهي الرغبة التي عجلت بتنحيته من الحياة السياسية بشكل يصعب عليه العودة إليها من جديد.
وغير بعيد عن هذه الدائرة، التي أثارت في الساعات الماضية حالة من الذهول والصدمة لدى المتابعين للحياة السياسية عندنا، خاصة فيما يتعلق بملف جبهة التحرير الوطني، بدأت، حرب المواقع تشتد بين الفرقاء في حزب جبهة التحرير الوطني، مع بداية العد التنازلي لانعقاد المؤتمر العاشر المزمع تنظيم أشغاله مع بداية السنة المقبلة، وذلك مع تجدد حالة الغموض حول حيثيات انعقاده وأي الأجنحة المتخاصمة داخل هيئات الحزب هي التي ستشرف على التحضير له، حيث أفادت مصادر قيادية من داخل الجبهة في حديث لها مع"الرائد"، على أن أعضاء اللجنة المركزية سواء المنضوون تحت جناح القيادة الحالية أو المناوئين لها، يخوضون اليوم حربا باردة فيما بينهم وذلك في ظل عدم توضح الرؤية حول ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة داخل الأفالان بخصوص الأزمة، وورود أنباء عن رفض الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة استمرار الوضعية المتأزمة داخل الحزب على حالها بعد مرور أكثر من سنة ونص عن الإطاحة بالأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم.
وتزامنت هذه الأنباء مع خلفيات الرسالة التي تركها الأمين العام للجبهة، عمار سعداني لقيادات الحزب وإطاراته قبل موعد عطلته السنوية، حيث أشار لهم فيها بأن"خصوم الأفالان وحدهم المستفيدون من تمرد أهل الدار، وحثهم في سياق متصل على ضرورة التغيير حتى لا يجرفهم تياره. وأضاف المتحدث قائلا "المطلوب اليوم من جبهة التحرير الوطني كأولوية خاصة مع المرحلة السياسية الجديدة، التأكيد على ريادته السياسية والبرهان عمليا على قدرته على التأثير في الأحداث، باعتباره قوة اقتراح وبناء وتغيير". وأضاف يقول "لا بد من تجديد آليات العمل السياسي وفتح مجالات وفرص لإبراز الكفاءات والطاقات، والسعي إلى بلورة رؤية مستقبلية، ترتكز أساسا على القدرة في طرح أفكار جديدة تستجيب لأسئلة وانشغالات المجتمع"، وشدد المتحدث التأكيد على ضرورة أن يواكب الحزب تحولات المجتمع، وتطور أدواتها لتتلاءم مع المتغيرات، لأن كل حركة سياسية تغفل هذا الجانب محكوم عليها بالسقوط، وهو ما قرأته قيادات الحزب بأنه "استسلام" منه.
خولة بوشويشي