الوطن

الحركات الأزوادية تبحث في واغادوغو توحيد مطالبها

في لقاء تمهيدي قبل اجتماعها في الجزائر الأسبوع الأول من سبتمبر

طرحت الحركات الأزوادية المعنية بالحوار مع الحكومة في مالي، خلال لقاء اختتم أمس في واغادوغو، أن يكون لإقليم أزواد الصفة القانونية والسياسية، وهو مطلب سيعرضه الأزواديون ضمن جملة النقاط التي ستناقش في المفاوضات بين اطراف الأزمة المالية والتي ستحتضنها الجزائر يوم الرابع من سبتمبر الداخل، واتفق على هذا الطرح معظم الحركات والتنظيمات المتواجدة في الإقليم والمعنية بالحوار منها الحركة الوطنية من أجل تحرير أزواد، والمجلس الأعلى من أجل وحدة أزواد. 

 وحسب موسى أغ طاهر المتحدث باسم الحركة الوطنية من أجل تحرير أزواد عقب خروجه من اجتماع وغادوغو، فإن ما شغل بال معظم الحركات التي حضرت الإجتماع المنعقد يومي الثلاثاء والأربعاء، هو مسألة الصفة السياسية والقانونية لإقليم أزواد بشمال البلاد، وأوردت وكالات أنباء عن أغ طاهر قوله: "نعلم اليوم أن المسألة الرئيسية تتمثل في الصفة السياسية والقانونية للأراضي الأزوادية"، مشيرا في السياق أن جميع الحركات المنتمية للمنطقة لبت الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء، وهي كل من الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى من أجل وحدة أزواد والحركة العربية الأزوادية في جناحيها، وتحالف شعوب أزواد وتنسيقية الحركات والقوى الوطنية للمقاومة، جميعها شاركت في اللقاء، وأضاف موسى أغ طاهر قائلا إن "جميع الحركات تعتقد أنه من المهم والضروري الحصول على صفة سياسية لأزواد، مهما كانت التسمية، المهم هو الأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذا الشعب على المستويات الأمنية وجانب التنمية والأمور الإدارية"، أما المسؤول عن العلاقات الخارجية لـ "تحالف شعب أزواد" محمد عصمان آغ محمدو فصرح هو الآخر في نفس الاتجاه، بالقول إن "اليوم نكيف مطالبنا بحسب السياق الحالي"، نافيا أن تكون قد طفت على السطح أية اختلافات بين مختلف الحركات، وقال إن هناك مبادئ يتفق حولها الجميع أهمها "السيادة الترابية وعلمانية الدولة"، متابعا " كل ما خالف ذلك قابل للتفاوض"، وكان الطرح الذي سبق وأن عرضته الحركة الوطنية لتحرير أزواد وهو الاستقلال ثم تراجعت عنه إلى مطلب الحكم الذاتي، قد لقي معارضة شديدة من طرف الحكومة في باماكو التي شددت على الوحدة الترابية لمالي، وهو نفس الموقف الذي تشاطره دول الجوار منها الجزائر التي تسعى جاهدة لإرساء حوار جاد ومثمر بين أطراف الأزمة في الدولة الجارة مالي، إلى ذلك تستمر الحركات في النقاش والحوار فيما بينها كي تخرج بشبه اتفاق تمهيدي تطرحه كورقة هامة ضمن الاوراق التي ستوضع على طاولة المفاوضات في لقاء الجزائر يوم الرابع من سبتمبر. وكانت الحركات الأزوادية قد اجتمعت منذ الثلاثاء وأكملت مشاوراتها أمس الأربعاء بواغدوغو ببوركينافاسو، والهدف من التشاور كان السعي لتوحيد مواقفها بشأن عدد من المسائل قبل اللقاء مع حكومة باماكو المركزية في إطار الجولة الثانية من المفاوضات المالية الشاملة لجميع أطراف الأزمة، والاجتماع شارك فيه نحو 30 من ممثلي أهم المجموعات المسلحة المعنية بالحوار. ويشار إلى أن الجولة الأولى من المفاوضات بين الحركات الأزوادية المتمردة والحكومة المالية انطلقت في الجزائر يوم 16 جويلية الماضي في الجزائر العاصمة، إلى ذلك لم تصدر الحكومة المالية أي اتفاق مبدئي بخصوص مطالب الحركات الأزوادية، فيما تعول جميع الأطراف على لقاء الجزائر المنتظر لإيجاد حل سياسي سلمي نهائي للأزمة في شمال مالي الذي شهد تدخلا عسكريا دوليا بقيادة فرنسا منذ جانفي 2013. 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن