الوطن
المواطنون يستحسنون تعميم استخراج وثائق الحالة المدنية عبر التراب الوطني
القرار جاء في وقته خاصة وأن البلديات تعرف اكتظاظا رهيبا هذه الفترة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أوت 2014
لقي قرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية الذي يقضي بالسماح للمواطنين باستخراج وثائق الحالة المدنية من أي بلدية عبر التراب الوطني استحسانا كبيرا لدى المواطنين، الذين قالوا إن القرار جاء في وقته خاصة ونحن مقبلين على دخول اجتماعي تعرف خلاله البلديات عادة اكتظاظ رهيب.
وكانت وزارة الداخلية والجماعات قد أعلنت في بيان لها أمس الأول بأنه "تحسبا للدخول المدرسي والجامعي المقبلين وما يرافقهما من إقبال خاص على مصالح الحالة المدنية لاستخراج مختلف الوثائق الإدارية، وحرصا منها على تذليل الصعوبات وتسهيل الخدمات على مستوى هذا المرفق العمومي البلدي". "يمكن لكل من هو مقبل على استخراج وثائق الحالة المدنية أن يتوجه لأي مصلحة للحالة المدنية في أي بلدية من بلديات الوطن دون الحاجة للتنقل لبلدية ميلاد المعني من أجل الاستفادة من هذه الخدمات". وأضاف المصدر ذاته أن الأمر يتعلق أساسا بملخصات عقود الميلاد في نسختها الأصلية والخاصة، مبرزا أن المواطنين يمكنهم أيضا الاستفادة من نفس التسهيلات لدى الفروع البلدية العاملة. وفي نفس الإطار أنهت وزارة الداخلية إلى علم المواطنين أنه تم "تسخير كافة الوسائل البشرية اللازمة و"اتخاذ تدابير خاصة من أجل ضمان استمرارية الخدمات الإدارية لمصالح الحالة المدنية بالبلديات وفروعها"، وهو القرار الذي جاء في وقته حيث بدأت البلديات عبر العاصمة وضواحيها تعرف اكتظاظا كبيرا تحسبا للدخول الاجتماعي، الذي هو على الأبواب وقد استحسن المواطنون هذا القرار حيث خرجت "الرائد" في جولة استطلاعية أمس استقرت فيها أراء المواطنين بعد هذا القرار. وفي هذا الصدد يقول "محمد" وهو طالب جامعي وجدناه في بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة "اخيرا انتهى كوشمار طوابير البلدية حيث بإمكاننا اليوم ان نستخرج اوراق الحالة المدنية من أي بلدية"، مضيفا "أنا بصفتي طالب جامعي كل سنة أجدد ملف تسجيلي وكنت أجد صعوبة كبيرة في استخراج شهادة الميلاد رقم 12 حيث ولدت بالحمامات دائرة الشراقة، التي تعتبر بعيدة نوعا ما عن مقر سكناي لكن اليوم المشكل انتهت". من جهته قال "جمال" وهو أب لثلاثة أبناء اثنين منهم يدرسون بالابتدائي وآخر بالثانوي: "أخيرا انتهت الطوابير والملاسنات لاستخراج الوثائق من مصالح الحالة المدنية، مؤكدا أنه كان يجد مشقة كبيرة في استخراج وثائق التسجيل المدرسي لأبنائه الثلاثة، خاصة وأن كل واحد منهم مولود ببلدية"، مضيفا أن "خدمات مصالح الحالة المدنية بدأت بالتحسن نوعا ما".
كما أفادت إحدى الطالبات في حديث لـ"الرائد" وجناها ببلدية سيدي محمد أنها جاءت لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية للتسجيل في الجامعة، كونها مطلوبة بكثرة في ملف التسجيل، مضيفة أنه كلما حل موعد الدخول المدرسي تكون بلدية سيدي أمحمد مكتظة لأن تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة يأتون لاستخراج الوثائق المطلوبة، مشيرة إلى أن الأمور تسير بشكل جيد في بعض الأحيان وأحيانا تكون غير مرضية.
من جهته قال "كمال" إنه بالرغم من تخصيص صف للنساء وآخر للرجال إلا أن الفوضى دائما موجودة، وحسبه فإن الخلل يكمن في المواطن غير المتحضر في سلوكه، وليس في أعوان البلدية الذين على حد قوله يقومون بواجبهم.
من جهتها، أفادت أمينة قاطنة ببلدية بولوغين أن هذه الأخيرة مكتظة يوميا من الصباح إلى المساء، بحكم الكثافة السكانية الكبيرة التي تتوفر بها، زيادة على المواطنين الذين يأتون من الولايات الأخرى وهم من أبناء البلدية غيروا مكان إقامتهم لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية وشهادة الإقامة، لكن المشكل هذا بدخول قرار الداخلية حيز التنفيذ سينتهي أخيرا -تضيف أمينة-،
التي أشارت أنه من بين المشكال الاخرى التي تعترضها ارتكاب مصالح البلدية أخطاء كثيرة في الأسماء عند تحويلها من اللغة اللاتينية إلى العربية، وعند استخراج جواز السفر. من جهة أخرى اشتكى مواطنون في أحاديث مقتضبة معنا من عدم الاستفادة من تكنولوجيا الإعلام الآلي في بلدياتهم على غرار بلدية جسر قسنطينة وباب الزوار، رغم أن هذه الاخيرة كانت من بين البلديات الأولى التي استخدمتها، لكن كل الجهود تبخرت بعد توقف أجهزة الإعلام الآلي وتعطل شبكة المعلوماتية؟
هذا وتشهد مصالح الحالة المدنية بمعظم بلديات العاصمة وككل سنة عند اقتراب موعد الدخول الاجتماعي، اكتظاظا لاستخراج الوثائق، وعلى رأسها شهادة الميلاد الأصلية وشهادة الإقامة والتصديق على الإمضاءات والنسخ المطابقة للأصول، والشهادات الإدارية المختلفة. ويتوافد على هذه المصلحة تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة من الابتدائي، المتوسط والثانوي وطلبة الجامعات، والأشخاص الذين يرغبون في إيداع ملفات طلب السكن والعمل، ما يجبر مسؤولي المصالح على مستوى كل بلدية على تعزيز التعداد البشري العامل بالحالة المدنية، والعمل بنظام الأفواج لتغطية الطلب المتزايد على الوثائق الإدارية الذي جاء دفعة واحدة وفي وقت واحد. كما يتم في بعض المرات الاستعانة بموظفين من مصالح أخرى ذوي خبرة لتفادي أي عجز أو نقص في تغطية كل الشبابيك، ناهيك عن العمل يوم السبت.
ويرجع العمال هذه الأعداد البشرية الكبيرة، في بعض البلديات على غرار بولوغين سيدي محمد جسر قسنطينة باب الزوار وغيرها إلى ارتفاع الكثافة السكانية بهذه البلديات، نظرا لإنجاز أحياء سكنية جديدة وبالتالي استقطاب سكان جدد ما أدى إلى اتساع رقعة الساكنة بها.
س. ز