الوطن
"الوضع السياسي الحالي يتطلب عملا مشتركا بين السلطة والمعارضة دون إقصاء أي طرف"
قال إن الأفافاس "لم يطلعنا لحد الساعة على مبادرته "بن بعيبش لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أوت 2014
كشف، القيادي في قطب"قوى التغيير"، الطاهر بن بعيبش، على أن المبادرة التي أعلن عنها "الأفافاس"، بخصوص ندوة"إجماع وطني"، التي يعتزم دعوة السلطة والمعارضة لعقدها دون تحديد موعد لهذه الخطوة، لازال لم يطلع عليها لا في الإطار السياسي الذي يشتغل فيه ممثلا في حزب"الفجر الجديد"، الذي يترأسه ولا ضمن القطب الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، حيث أشار إلى أن القطب يعتزم المشاركة في هذا الفضاء طالما أن الهدف منه هو فتح حوار جاد وفاعل بين القوى السياسية سواء المحسوبة على تيار السلطة بما فيها هذه الأخيرة أو قوى المعارضة.
وقال الطاهر بن بعيبش، في تصريح لـ"الرائد"، أن الوضع السياسي الحالي يتطلب عملا مشتركا بين السلطة والمعارضة دون إقصاء أي طرف، من أجل التوصل لتسوية تخرج الجزائر من الأزمة التي تتخبط فيها، وفي رده على سؤالنا حول كيفية تحقيق هذا الشرط طالما أن ملامحه غائبة اليوم عن المشهد السياسي على اعتبار أن كل طرف من أطراف المعادلة السياسية لازال متمسكا بمشروعه السياسي، قال المتحدث أنّ على القوى السياسية جميعا أن تقتنع بأن هناك خطر حقيقي يتربص بالجزائر، وأن غياب هذا الشرط على الأقل بالنسبة للسلطة لن يدفع بها إلى الجلوس على طاولة الحوار مع الأقطاب الأخرى السياسية خاصة تلك التي تنادي بالتغيير والمحسوبة على تيار المعارضة.
وتحدث رئيس حزب"الفجر الجديد"، في الصدد ذاته عن المبادرة التي يعتزم القطب الذي يمثله بخصوص مسألة الحوار بين الطبقة السياسية والسلطة في المستقبل القريب، حيث أفاد بن بعيبش بأن فلسفة الأرضية التي تطرحها قوى"قطب التغيير"، تتمحور حول"ضرورة فتح حوار بين المعارضة والسلطة بعيدا عن أي جدول أعمال محدد تفرضه جهة على جهة أخرى، بحيث يكون لكل طرف فرصة إبداء موقفه من الأوضاع الراهنة التي تعيشها الجزائر، هذه الأوضاع ونظرة كل طرف لها هي التي ستحدد في الأخيرة الوصول إلى أرضية توافقية تجعل الطرفان يقبلان بالحوار وفق شروط هذه الأرضية التوافقية التي سيتمحور عليها الحوار في مرحلته الأولية.
وتوقع المتحدث أن تشارك السلطة في الحوار مع تيار المعارضة حين تتفق هذه الأطراف فيما بينها على مشروع واحد يضمن تحقيق الوصول إلى شرط "التوافق"، الذي قال بأنه يمكن لأي طرف من الأطراف السياسية التي أطلقت في الآونة الأخيرة مبادرات حوله أن تحققه طالما أن هذه الأطراف ستقبل بالمشاركة في مجمل النقاشات التي ستحملها هذه المبادرات التي قال بأنه يتمنى أن لا يكون الهدف من كثرتها إقصاء طرف ما من الرافعة للمشروع الذي يراه بديلا للتغيير، وعرج المتحدث في السياق ذاته على مسألة مشاركة قطب قوى التغيير في الندوة التي عقدتها قيادات ما يعرف بـ"التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي"، حيث قال بأنهم شاركوا في الندوة وقدموا ملاحظات حول الأرضية السياسية التي قدمتها"التنسيقية" وانتهى الأمر عند تلك النقطة وواصلت قيادات القطب عملها على الأرضية التي ترى بأنها بديل آخر عن البديل الذي تطرحه التنسيقية لإخراج الجزائر من الوضع الحالي القائم، واعترف بن بعيبش على أن الطرح الذي سيقدمه بن فليس ضمن قطب"قوى التغيير" لا يختلف عن عمل التنسيقية لكنه لا يرى مشكلة في هذا الموضوع طالما أن الساحة السياسية متاحة أمام الجميع لعرض الآراء والأطروحات في انتظار تحقيقها لمسألة التوافق التي هي غائبة عن الجميع اليوم.
خولة بوشويشي