الوطن

مالي تعول كثيرا على دور الجزائر الدبلوماسي لحل الأزمة في إقليم أزواد

حسب البيان الختامي لأشغال اللجنة الاستراتيجية المشتركة

 

 

لقيت المبادرة الجزائرية للوساطة بين اطراف الأزمة في مالي تجيدا للثقة من طرف دولة مالي، حيث تعهدت هذه الأخيرة بدعم كل جهود الجزائر الرامية لحل سلمي للأزمة في شمال مالي، وأكد البيان الختامي للدورة السادسة للجنة الإستراتيجية الجزائرية المالية المنعقدة الخميس والجمعة الماضيين، على تعهد من جانب دولة مالي على مكافحة الإرهاب وتكثيف الجهود بينها وبين الحركات المسلحة لتوحيدها في مواجهة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والجماعات المسلحة المتطرفة الناشطة بإقليم ازواد ومنطقة الساحل، وتعول باماكو وكل اطراف النزاع في الأزمة على اجتماع الجزائر يوم 4 سبتمبر للدفع بالحوار نحو تحقيق الخروج بحلول مقنعة لكلا الجانبين. 

ومن خلال بيان الاجتماع الذي اختتمت به اللجنة الاستراتيجية اشغالها، فإن الحكومة المالية تعهدت على تقديم كل الدعم من أجل مكافحة الارهاب في المنطقة، منددة بالاعتداء الذي اسهدف جنود البعثة الأممية لحفظ السلام العاملة في اقليم ازواد "المينوسما"، وتكون باماكو الذي شاركت بوزير خارجيتها في اشغال الدورة السادسة الثنائية للجنة الإستراتيجية الجزائرية – المالية، قد أعطت كل ثقتها للجزائر لرعاية حوارها مع الحركات الأزوادية المعنية بالمفاوضات، مثنية على الدور الدبلوماسي (الكبير) الذي لعبته وتلعبه الجزائر لفك خيوط الأزمة التي تعرفها شمال مالي منذ 2013، كما ثمنت باماكو وفقا لبيان الاجتماع الأخير في الجزائر، جهود كل اطراف الوساطة بما فيهم الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي وبوركينا فاسو وموريتانيا والتشاد، وتحدث البيان عن فتح الجزائر ومالي لملف الوضع الذي تعيشه المنطقة منذ آخر لقاء جمع اطراف الحوار في شهر جويلية الماضي. وحسب المصدر ذاته، فإن الاجتماع المنعقد أمس الأول في الجزائر، سجل تطورا ايجابيا للأوضاع داخل وخارج مالي منذ عقد الجولة الأولى للحوار، واعتبرت النتائج مشجعة خاصة وأنها توجت باتفاق وقف اطلاق النار والانخراط في مسار الحوار لتحقيق حل سلمي نهائي. 

وتضمن البيان الختامي من جهة أخرى إشادة بردود الفعل الايجابية المسجلة داخل وخارج مالي بشأن النتائج المتمخضة عن هذه المرحلة. هذا وشمل البيان ادانة كل من الجزائر ومالي، للأعمال الارهابية التي وصفت بـ "الاجرامية المتكررة" المرتكبة في حق عمال الأمم المتحدة مجددين التأكيد على الاستمرار "في العمل سوية على رفع هذه التحديات بما يخدم مصلحة البلدين وكافة دول المنطقة"، وتعتزم الدولتان على العمل معا في هذا الاتجاه طبقا للشراكة الاستراتيجية التي تم ارساؤها في إطار اللجنة، ونوه الطرفان من جهة أخرى بالجهود التي تبذلها الجزائر في المجال الانساني لفائدة سكان شمال مالي. وحسب البيان، فقد "اتفقا أيضا (الجزائر ومالي) على العمل سوية على تجنيد المجتمع الدولي من أجل تحسين الوضع الانساني لهؤلاء السكان"، ويوضح البيان الختامي أن تاريخ انعقاد الاجتماع السابع للجنة سيحدده الطرفان سوية. 

م. ح


من نفس القسم الوطن