الوطن

حربنا على الإرهاب تتطلب تعاونا مع دول عاشت نفس التجربة مثل الجزائر

وزير الدفاع التونسي يؤكد:

قال وزير الدفاع التونسي إن الحرب على الإرهاب تتطلب نفسا طويلا، وأن تونس ستراجع منظومتها الاستعلاماتية وتحتاج أن تواجه هذه الحرب بالاستفادة من تجارب دول شقيقة وصديقة، في اشارة إلى الجزائر، وأوضح الوزير لصحيفة "الشرق الأوسط" أن منظومة الاستعلامات ينبغي أن تراجع لتنظيم الوحدات القتالية، وتحتاج هذه الحرب إلى تغيير وتطوير في مناهج التكوين والدفع نحو الاستفادة من تجارب البلدان الشقيقة والصديقة التي مرّت بنفس المحنة، مؤكدا أن «الحرب على الإرهاب تتطلب نفسا طويلا»، وحمل حديث الوزير بعض الإيحاءات مفادها رفض بلاده للتدخل العسكري في شؤونها دون ذكر اسم الاطراف التي تحاول التدخل في الشأن التونسي. 

وفي الحوار الذي نشرته "الشرق الأوسط" قال وزير الدفاع الوطني التونسي، الغازي الجريبي، الذي يتحدث لأول مرة عبر الإعلام، أن الحرب على الإرهاب ليست حربا تقليدية بين جيشين نظاميين، بينما يراها عكس ذلك من حيث هي "حرب غير متناظرة بين جيش نظامي من جهة ومجموعات متطرفة تعتمد على المباغتة في الزمان والمكان من جهة أخرى، وهو ما يتطلّب مراجعة في التنظيم والاستراتيجيات حتى تتسنى محاربة هذه المجموعات بالأسلوب المناسب"، ويضيف الوزير التونسي الذي أملح لأهمية التعاون الاستخباراتي والعسكري مع الدول الشقيقة التي عرفت مثل هذا الإرهاب ( يقصد الجزائر )، بأن المؤسسة العسكرية في تونس لها قيم وتقاليد ثابتة تتمثّل بالخصوص في عدم التدخّل في الشأن السياسي، مضيفا أنه «في المقابل فإننا نرفض أي محاولة للتدخل أو للتأثير على سير المؤسسة العسكرية مهما كان مصدرها. . لذا فإن هذه المؤسسة سوف تبقى محافظة على حيادها التام». ورد وزير الدفاع التونسي عن سؤال الصحيفة بخصوص نجاح التجربة التونسية سياسيا بالقول إن ذلك يعود إلى المؤسسة العسكرية التي نأت بنفسها عن المواقف السياسية مما جعلها محايدة، وعن بقائها محايدة، قال الوزير بأن "المؤسسة العسكرية التونسية حريصة على الدفاع عن استقلاليتها تجاه السياسة والسياسيين، وأكد أعلى مسؤول عسكري في تونس أنه مؤسسته "ستبقى ملتزمة بالحياد التام والوقوف على نفس المسافة من كل الأحزاب ومكونات الطيف السياسي بالبلاد، وبعيدة كل البعد عن التجاذبات والمزايدات السياسية"، كما أنّها بقيت صامدة، تتولى مهامها الأصلية والظرفية والتكميلية وفق القانون وما يرتضيه الواجب الوطني، إلا أن حيادها هو حياد إيجابي يفرض عليها الدفاع عن الشرعية وحماية البلاد من كل الأخطار الداخلية أو الخارجية التي يمكن أن تهدد أمنها واستقرارها. 

م. ح

من نفس القسم الوطن