الوطن

قطب التغيير يضع الرتوشات الأخيرة حول مشروعه السياسي

على خطى "الأفافاس"

بن بعيبش: نحن نبحث عن تقارب بين قوى المعارضة لمواجهة مدّ السلطة

 

تتوجه القوى المشكلة لقطب "قوى التغيير"، للإعلان عن المشروع السياسي الذي تحضر للإعلان عنه وطرحه في المشهد السياسي الوطني، وهو المشروع الذي يتقاطع مع الطرح الذي جاءت به تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية التي بنت الأرضية السياسية له بناء على مشاركة السلطة والمعارضة فيه، حيث أشارت مصادر من داخل القطب الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق والمترشح الخاسر في الاستحقاق الانتخابي السابق علي بن فليس، في حديث مع "الرائد"، بأن الأرضية السياسية المتعلقة بهذا المشروع على ضرورة الحوار بين السلطة والمعارضة دون جدول أعمال يفرضه طرف على الطرف الآخر، وهو الطرح الذي تتقاطع به قطب قوى التغيير مع الأفافاس التي تبحث عن إجماع وطني يجمع بين قوى المعارضة وقوى السلطة على طاولة واحدة. 

من جهته أوضح الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب "الفجر الجديد"، بخصوص هذا المشروع بكونه مشروع يهدف إلى مناقشة الوضع السياسي الغامض الذي تعيشه الساحة السياسية الوطنية منذ الاستحقاق الرئاسي الفارط، وأشار المتحدث إلى أنّ هذا المشروع الذي يتواجد اليوم قيد التحضير ووضع الرتوشات الأخيرة عليه، سيتم مناقشته مع مختلف القوى السياسية الفاعلة في المشهد السياسي الوطني سواء تلك التي طرحت مشروعا سياسيا خاصا بها أو تلك التي انخرطت في إحدى المبادرات المعروضة اليوم للنقاش، وأضاف بن عبد السلام في سياق متصل أنّ الهدف من المشاركة بين هذا القطب وهؤلاء هو التوصل لمشروع تغييري مشترك يتم من خلاله محاورة السلطة حول رؤية سياسية مشتركة بين الفاعلين السياسيين وبين السلطة. 

وأفاد المتحدث في سياق متصل، أنّ المشروع الذي تطرحه الأحزاب السياسية المشكلة لما يعرف بقطب "قوى التغيير"، هي في الحقيقة لا تختلف عن المبادرات الأخرى المطروحة في الوقت الراهن من قبل بعض الأحزاب السياسية والأقطاب التي تشكلت فيها بما فيها"التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي"، و"جبهة القوى الاشتراكية" وصولا إلى المبادرة الأخيرة التي طرحتها حركة البناء الوطني والمتمثلة في مبادرة "الجدار الوطني"، حيث كشف بن بعيبش عن اتصالات تجرى في الوقت الراهن مع قيادات قطب التنسيقية من أجل التمهيد لعقد جولة من الحوار معهم مع بداية الدخول الاجتماعي المقبل، في انتظار عقد لقاءات أخرى مع أصحاب المبادرات السياسية التي طرحت في المشهد السياسي مؤخرا، حيث اعتبر المتحدث بأن هذه المبادرات هي متشابهة ولا تختلف عن بعضها البعض لا في المحاور ولا الطرح، ولهذا وجب علينا -يضيف بن بعيبش-، كتيار معارضة أن نتجنب الصدام فيما بيننا وأن نبحث عن تقارب في الرؤية والاستعداد لخوض جولة حاسمة من الحوار والتشاور مع السلطة التي لن تجد في هذه المرحلة من بديل إلا قبول فكرة الجلوس على طاولة الحوار مع تيار المعارضة. 

هذا ويطرح هذا المشروع عديد التساؤلات حول جدوى إقدام قطب قوى التغيير لطرح أرضية سياسية طالما أنه شارك من قبل في المشروع السياسي الذي طرحته التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، وقدم كقطب مقترحاته حول محاور الانتقال الديمقراطي خلال أشغال الندوة التي نظمتها التنسيقية يوم 10 جوان المنصرم، وهي المقترحات التي تم أخذها بعين الاعتبار في الأرضية السياسية المعدلة لهذه التشكيلة السياسية، وهي ما تم الاعتماد عليها في الوثيقة التي يحضر لها قطب قوى التغيير بزعامة رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي يريد العودة إلى المشهد السياسي من بوابة الحوار مع تيار المعارضة وتيار السلطة غير أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني يريد أن يقود القاطرة الأمامية لهذا المشروع وهو ما دفع به لاستنباط مشروع سياسي جديد بالرغم من كونه انخرط سابقا في المشروع الذي ترافع له"التنسيقية". 

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن