الوطن
تنسيق استخباراتي مغاربي-أوروبي لمواجهة تهديدات إرهابية
عقب وقوع طائرات ليبية في يد جهاديين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أوت 2014
• الجزائر وتونس أكبر الدول عرضة للتهديدات
قالت مصادر أمنية من موريتانيا أن دولا من المغرب العربي وأخرى من الاتحاد الأوروبي، تنسق فيما بينها استخباراتيا استعدادا لهجمات ارهابية محتملة عقب استيلاء ارهابيين في ليبيا على طائرات من ميناء طرابلس الجوي. ويعتقد أن تشن جماعات ارهابية تنتمي لأنصار الشريعة في تونس وليبيا بدعم من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هجمات انتحارية على شاكلة عمليات 11 سبتمبر 2001.
وتؤكد هذه المصادر ومصادر أخرى دبلوماسية وفقا لما ورد في تقارير اعلامية موريتانية، أن تنسيقا أمنيا واستخباراتيا جرى بشكل مكثف خلال اليومين الأخيرين، فورا الاعلان عن استيلاء جهاديين في ليبيا على إحدى عشرة طائرة ليبية من مطار طرابلس ويجهل توجهها حاليا، لكن التهديد قد يستهدف دولا مغاربية حسب ما ذكرته تقارير استخباراتيا نبهت المغرب وموريتانيا بذلك، ثم الجزائر، والتهديد القادم يكون حسبها من تنظيم داعش وفروعه من أنصار الشريعة في تونس وليبيا، وتقوم المصادر أنه من للمتوقع أن تستخدم هذه الطائرات في هجمات انتحارية عشوائية مماثلة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على حد ذكر مصادر عسكرية موريتانية، والتي اضافت "أن موريتانيا ودولا مغاربية وأوروبية تواصل حاليا عقد اجتماعات تنسيقية وتنظيم تدريبات مشتركة لمواجهة هذا الخطر الذي أخذته الدوائر الاستخباراتية الغربية مأخذ الجد معتمدة على معلومات ومتابعات سابقة توقعت أن يكون الوجود الإسلامي المتطرف في ليبيا بؤرة لتهديد الأمن في جانبي المتوسط، وتتحدث مصادر إعلامية عن اختفاء الطائرات منذ ايام من ليبيا دون معرفة أية وجهة أخذتها، في وقت تجور معارف عنيف بين قوات حفتر قائد عملية الكرامة في ليبيا وميليشيات جهادية ليبية تنتمي لأنصار الشريعية في ليبيا وعائدون من الجهاد في سوريا والعراق. وفي سياق مشابه، تقول تقارير اخبارية أن المسلحين في ليبيا ينوون " تحويل الطائرات المذكورة من رحلات طيران مدني إلى هجوم إرهابي، ضد أهداف عسكرية واقتصادية ومؤسساتية بكل من الجزائر وتونس والمغرب"، وكانت تقارير استخباراتية غربية قد تحدثت مؤخرا عن «استهداف محتمل ووشيك لعدد من دول شمال أفريقيا قد يطال مؤسسات حساسة ومواقع إستراتيجية بهذه البلدان»، وتحذر الاستخبارات الغربية من احتمال ضربات تستهدف الجزائر وتونس والمغرب تعتبر الهدف الأول للهجمات المتوقعة لمعاداتها للتيار السلفي الجهادي، فقد اتخذت دول أخرى احتياطاتها للرد على هذه التهديدات حيث ركزت أجهزة المراقبة الجوية بكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا واليونان ومصر، رادارات المراقبة صوب مطار طرابلس الدولي وكامل الفضاء الجوي الليبي وذلك لوضع الطائرات الليبية تحت المراقبة الدائمة ولمتابعة عمليات إقلاعها وهبوطها للرد الإستباقي على أي هجوم قد يقع. وبسبب التدهور الأمني أجلت الولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسييها من العاصمة الليبية معلقة نشاطها الدبلوماسي بليبيا بعد المواجهات العنيفة التي دارت بمطار طرابلس، كما أجلت دول ألمانيا وفرنسا وهولندا ودول أوربية أخرى دبلوماسييها من العاصمة الليبية بعد تصاعد أعمال العنف. وفي ذات السياق أكدت إذاعة «ميديا الصحراء» الموريتانية الخاصة «أن موريتانيا واحدة من الدول التى قد يستهدفها الإرهابيون بالهجمات المتوقعة مما جعلها تشارك في مناورة تدريبيّة منظمة حاليا، إلى جانب جيوش إسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا ومالطا والمغرب وتونس والجزائر». وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد توقع في مقال كتبه مؤخرا في صحيفة هافيغتون بوست الأمريكية توسعا في النشاط الإرهابي على مستوى الساحل الإفريقي. وأكد الرئيس الموريتاني الذي يجعل من الأمن أولوية أولوياته «أن التهديدات الأمنية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن، تستلزم، على الرغم من تراجعها مؤخرا، يقظة دائمة وتنسيقا عالميا أكثر فاعلية وقوة حول الإرهاب». وأشار إلى أن «الأحداث الأخيرة في كل من مالي والسودان وليبيا ونيجيريا وكينيا والصومال، تؤكد وجوب معالجة هذه الظاهرة باعتبارها قضية عالمية لكي يتسنى احتواءها والتغلب عليها بشكل مستدام».
م. ح