الوطن

تدخل عسكري ثان "وشيك" في ليبيا

بين محاولات توريط الجزائر وخيارات "الناتو" و"أفريكوم"

وزير الخارجية الليبي: "لا أظن أن اللجنة التي ترأسها الجزائر تحضر لتدخل عسكري"

 

بين محاولات توريط الجزائر في المستنقع الليبي إلى جانب مصر، ترتسم مؤشرات خطيرة حول اعادة سيناريو اسقاط القذافي من قبل الناتو وقوات اوروبية، وهي المقاربة التي لا تشجعها الجزائر لما للها من انعكاسات وخيمة على المن القومي مع بقاء الحل السياسي افضل الحلول. 

وقد كشف رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب في حوار مع موقع "راديو سوا" الامريكي عن اتصالات مباشرة بين القاهرة وكل الدول المعنية بتقييم الوضع الليبي، مبرزا أن بلاده لن تتأخر في القيام بدورها للوقوف إلى جانب ليبيا لتجاوز الأزمة التي تمر منها. جاء ذلك على هامش مشاركة محلب في القمة الأميركية الإفريقية التي تحتضنها واشنطن. 

وشدد رئيس الوزراء المصري أن التحديات الأمنية لدول شمال إفريقيا كتونس والجزائر تفترض تنسيقا تاما فيما بينها، وأضاف أن "مصر تقدر التحدي الأمني الذي تواجهه ليبيا وأن هناك اتصالات مباشرة مع الدول المعنية لتقييم الوضع" لافتا إلى أن الجيش المصري "يقوم بالدور الذي أنيط له لحماية الحدود". 

من جانبه ذكر وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز، في حوار مع قناة «الحرة»، امس الأربعاء، وذلك خلال زيارته العاصمة الأمريكية واشنطن، إن "التدخل العسكري في ليبيا سواء من دولة عربية أو دولة أجنبية مرفوض" وأضاف أن "هناك مبادرة لدول الجوار مصر وتشاد وتونس والنيجر والجزائر، وتترأس القاهرة اللجنة السياسية، وأخرى امنية ترأسها الجزائر ولكني لا أتوقع أن تكون هذه اللجنة للتدخل العسكري في ليبيا". 

وطالب عبد العزيز بدعم دولي لبلاده ليس فقط بتدريب الكوادر العسكرية والشرطة الليبية، ولكن أيضا بمدها بالأسلحة المتقدمة، لحماية الحدود البرية والبحرية، وأضاف عبدالعزيز: "نريد من واشنطن انخراطا داعما وليس تدخلا عسكريا". 

 

"افريكوم" تتأهب بطلب من طرابلس

في المقابل عقد رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبد الله الثني والوفد المرافق له بالعاصمة الأميركية واشنطن اجتماعًا مع الجنرال ديفيد رودريغز قائد القيادة الأفريقية الأميركية "الأفريكوم". 

يأتي اللقاء على هامش القمة الأفريقية في واشنطن التي بدأت أمس الاول الاثنين واختتمت امس الأربعاء بحضور نحو 50 من زعماء الدول الأفريقية. 

وتبادل الثني ورودريغز وجهات النظر حول كيفية خلق شراكة فاعلة بين الأجهزة الأمنية في ليبيا والأفريكوم، باعتباره جهازًا مهتمًا بالبعدين الإقليمي والأمني في دول الساحل والصحراء وشمال أفريقيا، كما كان له دور مهم في دعم ثورة 17 فبراير. 

وأكد اللقاء ضرورة تفعيل الاتفاق الليبي الأميركي حول تدريب العناصر الليبية من الجيش . 

 

بحث التدخل العسكري تحت مظلة أممية إفريقية

لكن ذكرت مصادر عسكرية غربية وأخرى عربية أنه "يجري حاليا بحث التدخل العسكري فى ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتصدي للوضع المتدهور والمنفلت في ليبيا، والذي ينذر بتفاعلات وتوترات إقليمية في شمال إفريقيا سيكون لها تأثيرات على جنوب أوروبا وحوض المتوسط إجمالا".

وأفاد أحد هذه المصادر بأن "هناك قلقا أوروبيا واسعا من موجات هجرة غير شرعية عنيفة يمكن أن تضرب سواحل دول جنوب اوروبا فى حال استمرار تدهور الوضع الأمني الحالي في الأراضى الليبية، ذلك إلى جانب الخوف من تمركز قوى لجماعات مسلحة في دولة كبيرة المساحة وغنية مثل ليبيا". 

وأضاف المصدر أن "هناك إدراكا غربيا متزايدا بأن المشكلات الأمنية الواسعة التي تواجهها ليبيا الآن ترتبط بدرجة كبيرة بما وصفه بأخطاء ارتكبت أثناء عمليات حلف شمال الأطلسي الناتو قبل ثلاثة أعوام لمساعدة الثورة الشعبية الليبية في الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي الذى كان قد تصدى للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية بالقوة المسلحة". 

محمد. ا

من نفس القسم الوطن