الوطن

الجزائر يمكنها المساهمة في حل الأزمات في دول الجوار كمالي وليبيا

الديبلوماسي الجزائري ومبعوث بان كيمون لمنطقة البحيرات العظمى سعيد جنيت

 

 

 قال سعيد جنيت، الدبلوماسي الجزائري، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى البحيرات العظمي، إن الجزائر لها القدرة على مواجهة التهديدات الأمنية على حدودها، كما يمكنها أن تساهم في حل الأزمة في ليبيا ومالي بخبرتها، وكشف أن الوضع في ليبيا أخطر مما كان وهي تعاني الآن انقساما شديدا، ويرى أن مبادرات الوساطة التي حاول الاتحاد الافريقي تفعيلها لجمع الاطراف الليبية على طاولة الحوار قد فشلت بالنظر لجسامة الانقاسامات الحاصلة بين مختلف الأطراف في ليبيا. 

 وأوضح جنيت لجريدة "الوطن" الجزائرية الناطقة بالفرنسية أمس، أن الأزمة في ليبيا منذ سقوط نظام القذافي كانت سببا مباشرا في اندلاع الخلاف بين الحكومة المالية في باماكو والحركات المسلحة في اقليم ازواد بالشمال (في منطقة الساحل) برغم وجود الخلاف من قبل بين الطرفين، وتحدث سعيد جنيت في حواره لجريدة الوطن عن تسرب السلاح من ليبيا إلى شمال مالي ووقوعه في يد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ونجم عن ذلك نزوح المتطرفين الاسلاميين نحو صحراء الساحل، وعن سؤال حول المفاوضات التي رعتها الجزائر مؤخرا بين أطراف الأزمة المالية، ولماذا لم تباشر قبل العملية العسكرية التي قامت بها فرنسا، رد الدبلوماسي الجزائري بالقول " يجب دائما التفاوض قبل وقوع اعتداءات، ومحاولة تجنب مواجهات عسكرية وخسائر في الأرواح، وكذا تجنب المعاناة والخسائر المادية، وما حدث في شمال مالي من مواجهات لم يستطع أحد منعه، لكن الجزائر اليوم أخذت على عاتقها مهمة الوساطة التي كانت قد التزمت بها في الماضي، وكشف جنيت أن الجزائر أجرت اتصالات مع حركة انصار الدين وفتحت كل الفرص لها كي تحضر المفاوضات التي كانت تجري في واغادوغو بوساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، ومشيرا إلى أن الملف المالي تعرفه الجزائر جيدا بالنظر لموقعها الجغرافي القريب من مالي، ظلت ولا زالت تبحث عن تحقيق سلم دائم في المنطقة، وفي حديثه عن تسير الأزمة في مالي والتدخل الفرنسي ومسألة تضارب المصالح هناك، قال جنيت إن لكل دولة مصالح بما فيها الجزائر، وهذه الأخيرة كما هو معلوم، وقعت الحرب على أطراف حدودها الجنوبية، واستقرار مالي من استقرار الجزائر ذلك فمساهمة الجزائر في حل الأزمة أمر طبيعي، بينما فرنسا لديها مصالح في دولة مالي كما لها مصالح في دول أخرى، وقال جنيت "لا أرى أن هناك تنافس بين فرنسا والجزائر على تسيير الأزمة في شمال مالي"، وهو أمر طبيعي أن يدافع كل بلد عن مصالحه في العالم، لكن الدول يمكنها ايضا أن تتعاون فيما بينها وتتعامل عادة بدبلوماسية لما يتعلق الامر بتضارب وتباعد المصالح. وحول دور الاتحاد الافريقي في حل الأزمة في ليبيا وفشله في القياد بالوساطة، قال جنيت أنا لا أقول "إن الاتحاد فشل في تفعيل مبادرة الوساطة التي بادر بها، وسبق أن نصب لجنة مشكلة من رؤساء دول، وهذه اللجنة اقترحت حلا سياسيا عن طريق مرحلة انتقالية، ويرى جنيت أن الاتحاد حاول لكن لسوء الحظ لم ينجح، وهناك مقاربة أخرى من طرف المجتمع الدولي وأظهرت محدوديتها ايضا، ويقصد أن المبادرة الدولية لم تنجح أيضا، واليوم ليبيا بدل مقسم اكثر من ذي قبل، وذكر جنيت مبادرة الجزائر وكذا مصر ودول الجوار الليبي، حاولت أن تلعب دورا للمساهمة في استقرار ليبيا والذي بالضرورة سيخلق الاستقرار في المغرب العربي وشمال افريقيا والقارة ككل. ويرى سعيد جنيت أن الجزائر لها القدرة في تجنيد وتحريك كل الوسائل المتاحة للدفاع عن أمن البلاد، وحسبه لم تواجه الجزائر تهديدا لأمنها على حدودها مثل الذي تواجهه الآن، وأعرب المتحدث عن ثقته في قدرة الجزائر على المساهمة في حل مشاكل دول الجوار (مالي، ليبيا). 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن