الوطن
التحقيقات التي تجريها فرنسا حول الطائرة لا تمس بسيادة الجزائر
الخبير في القانون الدولي فوزي أوصديق
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جولية 2014
دعا الخبير في القانون الدولي الانساني الدكتور فوزي اوصديق، الحكومة الجزائرية إلى ضرورة التعاطي بحزم مع عائلات ضحايا الطائرة التي سقطت في شمال مالي، مستغربا عدم تفعيل خلية الأزمة لاستقبال عائلات الضحايا الجزائريين ومنحهم معلومات عن تداعيات سقوط الطائرة الاسبانية بالأراضي المالية وإخبار الرأي العام بكل المستجدات في الحين يقول تضافرت جهود الحكومة الفرنسية لمنح الدعم النفسي لأهالي ضحاياها. وفي تصريح اعلامي، طالب أوصديق عدم التهويل بشأن قضية مطالبة فرنسا بالصندوق الأسود كون الطائرة المحطمة من ممتلكات الجزائر، ففرنسا حسبه لها كل الحق في ذلك كون القانون الدولي يكفل لها ذلك، بينما هذا الأمر لن ينقص من السيادة الجزائرية، لا على ترابها ولا على ممتلكاتها نظرا لقوه الكارثة التي حلت على البلدين "، كما دعا إلى تحاشي الاستنتاجات والتأويلات التي قد تعرقل سير التحقيق، محذرا من فتنة قد تحدث وتأزم الوضع بينهما، في حين يرى أن الإشكالية ليست في امتلاك العلبة السوداء بقدر ما هي المثابرة والاجتهاد للوصول إلى الحقيقة وتحديد المسؤوليات وملابسات الحدث، وشدد على ضرورة ان تتعاطى الحكومة الجزائرية مع مسألة التكفل بعائلات الضحايا بحزم وتقديم المعلومات، وعليها ايضا أن لا تصطدم مع السلطات الفرنسية في ما يخص مجريات التحقيق في ملابسات تحطم الطائرة المؤجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية والتي راح ضحيتها اكثر من 100 شخص من مختلف الجنسيات مستشهدا، وعاد الدكتور أوصديق إلى اتفاقية شيكاغو 1944 وملحقاتها والمنظمة للطيران المدني، حيث تقر هذه الأخيرة بأن البلد الذي شهد الحدث أو مسرح الواقعة تحت ولايته هو الذي يقود إجراءات التحقيق مع ضرورة إشراك الدول الأخرى في ذلك، وقال المتحدث أنه لا يمكن تفسير ما يحدث في قضية تحطم الطائرة انتقاصا من سيادة الجزائر ولا من قيمة نتائج التحقيق. ويرى أوصديق أن التحقيقات التي تجريها فرنسا على الأراضي المالية والإسراع في كشف حقائق دون انتظار أي إشارة من السلطات الجزائرية يعد أمرا مشروعا و" تصرفا شرعنه تواجدها العسكري وسيطرتها على الأجزاء الكبرى لشمال المالي"، فضلا عن امتلاكها القدرة علي التحرك الميداني والتكنولوجي وتقنيات البحث والتحري.
م. ح