الوطن

غول يؤكد: لا يمكن تقديم أسباب الحادث إلا بعد التحقيق

قال إن الوصول إلى موقع الحادث صعب ويتطلب تنسيقا أمنيا

 

أكد وزير النقل عمار غول في مؤتمر صحفي أمس بباماكو في مالي، أنه لا يمكن تقديم الأسباب الحقيقة لتحطم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية في شمال مالي إلا بعد انتهاء التحقيق، داعيا إلى عدم استباق الأحداث، مشيرا إلى تواصل التحقيق وأنه لا يوجد فرضية يمكن ترجيحها على أخرى، وأوضح أن مسؤولية التحقيق تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث، أي دولة مالي، وقال إن الجزائر ستساهم في انجاح هذا التحقيق وكذا دراسة مسألة نقل الجثث. 

وصرح غول لدى وصوله إلى باماكو، بالقول "أنا مبعوث الرئيس الجمهورية الخاص إلى سلطات مالي وبوركينافاسو لتقديم واجب العزاء" وكذا لتقييم الوضع مكان الحادث والتنسيق مع مختلف الأطراف المكلفة بهذا الملف "، وكشف أن لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة المنكوبة هي الوحيدة المؤهلة لتحديد أسباب الحادث وتقديم النتائج الرسمية"، وأضاف أن "القانون الدولي ينص في مثل هذه الحالات على أن مسؤولية التحقيق تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث"، كما أكد أن مالي مستعدة للعمل والتنسيق مع كافة الهيئات والبلدان المعنية ومن بينها الجزائر التي " لن تدخر أي جهد لإنجاح التحقيق ودراسة مسألة نقل الجثث إلى أرض الوطن"، وتحدث الوزير في مؤتمر صحفي عن وضعية الطائرة إذ قال إن " الطائرة حائزة على كل التأشيرات والرخص الأوروبية والدولية وقامت بخمس رحلات على الخط ذاته، معترفا بصعوبة التحقيق وكذا اجراءات نقل الجثامين ليست بالأمر السهل نظراً لصعوبة مسلك الرابط بين الحدود بين مالي وبوركينا فاسو"، مشيراً إلى أن "مطار غاو مغلق في وجه الملاحة الجوية"، وكان غول يتحدث في مؤتمر صحفي مصغر، فور وصوله على راس وفد جزائري للتحقيق وتقييم الوضع بعد تحطم الطائرة الإسبانية المستأجرة من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية وعلى متنها 116 راكب من بينهم 6 جزائريين و51 فرنسيا لقوا مصرعهم جميعا في الرحلة ما بين واغادوغو – العاصمة الجزائر فجر الخميس 24 جويلية، "عقب اكتشاف موقع حطام الطائرة تبدأ عملية التحقيق ومهمة نقل الجثث أن العملية ستتواصل لمدة طويلة بسبب غياب الوسائل اللوجيستية"، واعترف غول بصعوبة زيارة موقع الحادث بسبب "صعوبة المسلك بين الحدود المالية والبوركينابية في ظل تواجد جماعات مسلحة مما يتطلب تنسيقا أمنيا مشتركا حسب الوزير غول. وقال غول إنه سيتنقل رفقة الوفد المرافق له إلى مكان تحطم الطائرة لمباشرة التحقيق، والوفد متكون من الوزير عمار غول ورئيس خلية الأزمة المكلفة بمتابعة حادث تحطم الطائرة الجزائرية، وقد وصل باماكو في حدود العاشرة والنصف من ليلة الجمعة، وشارك في لقاءات على أعلى مستوى مع مسئولين بالدولة المالية بمعية وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وذكرت وكالة الانباء الجزائرية أمس أن الوفد باشر عمله السبت في موقع تحطم الطائرة الجزائرية، وبالضبط في منطقة غوسي التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن غاو شمال مالي، وينتظر أن تكون المهمة صعبة خاصة وأن جثث الضحايا أضبحت اشلاء كما صرح بذلك الجنرال جيلبير ديانديري المسؤول في الرئاسة في بوركينا فاسو. هذا وكان الجنرال جيلبير ديانديري المسؤول في الرئاسة في بوركينا فاسو "من الصعب اليوم انتشال آي شىء". وأضاف "بالنسبة لجثث الضحايا، اعتقد أنه من الصعب جدا انتشالها لأننا لم نجد سوى أشلاء بشرية على الأرض". والجنرال ديانديري عضو في الوفد الذي رافق رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري خلال تفقده بعد ظهر الجمعة مكان تحطم الطائرة في منطقة غوسي التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن غاو كبرى مدن مالي حيث تحطمت الطائرة. وتابع المسؤول نفسه إن "الحطام مبعثر على امتداد 500 متر لكن لاحظنا أن هذا الأمر حدث لأن الطائرة ارتطمت مرة أولى بالأرض قبل أن ترتفع مجددا لتسقط في نقطة أبعد". وكانت مروحية تابعة لسلاح الجو في بوركينا فاسو رصدت مساء الخميس بقايا الطائرة في منطقة غوسي القريبة من الحدود بين مالي وبوركينا فاسو. وأظهرت صور التقطها جنود من فرنسا وبوركينا فاسو قطعا معدنية يصعب التعرف عليها منتشرة على امتداد عشرات الأمتار. 

بالمقابل، ذكرت وكالة الفرنسية عن مصادر من مالي أن فريق التحقيق عثر على العلبة السوداء الثانية الخاصة بالطائرة التي سقطت في مالي، حيث سبق وتم العثور على العلبة الأولى. وينتظر أن تكشف العلب السوداء عن حقيقة الأسباب التي أدت لسقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية. 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن