الوطن

الجزائر التي رعت مانديلا ثائرا، هل تستلهم تجربته ميتا؟؟

قال عنها إنها ساهمت في تحرير القارة الإفريقية

 

مانديلا الذي توفي عن 95 عاما الخميس في جوهانسبرغ، انتقل من ناشط ضد سياسة الفصل العنصري إلى سجين سياسي كان الأشهر في العالم ثم رئيس جنوب إفريقيا، حيث كان يتمتع بشعبية واحترام كبيرين.

 

ولد نيلسون مانديلا في 18 جويلية 1918 في منطقة ترانسكاي جنوب شرق إفريقيا في قبيلة ملكية وأطلق عليه والده اسم "روليهلاهلا" أي المشاكس الذي يجلب المشاكل. وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمردا وأقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب. وفي جوهانسبرغ التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأسس مع أشخاص آخرين رابطة الشباب في الحزب. وأمام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب. واعتقل مرارا وحوكم مرة أولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في 1956. 

مسيرته السياسية والنضالية..

يعتبر مانديلا سياسيا مناهضا لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وثوريا شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي إفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الإفريقي في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999.

حيث انضم في بداية مشواره إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري ضد السود في جنوب إفريقيا، أمضى زعيم نضال السود ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا، وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في إطار محاكمة ريفونيا (1963-1964). وصدر على مانديلا حكم بالسجن المؤبد، لكنه أعلن مبدأه بالقول "إن مثلي الأعلى كان مجتمعا حرا وديمقراطيا يعيش فيه الجميع مع فرص متساوية، إني مستعد لأن أضحي بحياتي في سبيل ذلك". ونتيجة لذلك الحكم أمضى 27 عاما في السجن من 1964 إلى 1990. وقد أضحى رمزا عالميا للحرية ثم للمصالحة منذ خرج من سجون نظام الفصل العنصري. وألهم مانديلا رفاقه في سجن روبن آيلاند قبالة سواحل الكاب أو سجون أخرى. واعتبارا من 1985 أطلق نظام الفصل العنصري الخاضع لعقوبات دولية والنضال الداخلي المتواصل، مناورات سرية. وفي 11 فيفري 1990 كان "المعتقل الذي يحمل رقم 46664" رجلا حرا إلى جانب زوجته الثانية ويني. وعلى الفور تواصلت المفاوضات. ومنذ هذا التاريخ أصبح مانديلا يعرف باسم "ماديبا" نسبة إلى اسم قبيلته. وقد ساهم الإفراج عنه في 1990 في تسريع سقوط نظام الفصل العنصري. وبفضل نجاح المفاوضات مع آخر رئيس لنظام الفصل العنصري فريديريك دو كليرك، حاز الرجلان جائزة نوبل للسلام في 1993. وفي 27 أفريل 1994 انتخب مانديلا في الدورة الأولى من الانتخابات المتعددة الأعراق وأعلن عزمه على بناء "أمة تعيش بسلام في الداخل ومع العالم". ونجح مانديلا في أن يكسب مودة البيض، لأنه لم يظهر مرارة لكل السنوات التي أمضاها خلف القضبان، ولخص الأسقف الأنجليكاني ديزموند توتو إرث مانديلا بالقول إنه نجح في أن يحول جنوب إفريقيا دون حقد، ديمقراطية مستقرة متعددة الأعراق، ووصفه قائلا "إنه أضحى رمزا عالميا للمصالحة". حيث وبعد توليه الحكم شكل مانديلا لجنة الحقيقة والمصالحة التي تولى رئاستها توتو وأصبحت نموذجا يطبق في الدول التي تشهد أعمال عنف رغم الانتقادات بأنها غير مثالية لدى نشر تقريرها في 1998 بعد المئات من جلسات الاستماع. وفي 1998، في اليوم الذي احتفل فيه بعيد ميلاده الثمانين تزوج مانديلا غراسا ماشيل أرملة رئيس موزمبيق السابق التي تصغره بـ27 سنة. وبعد سنة استقال من الرئاسة واعتزل السياسة غير متحصن بشرعيته التاريخية ضاربا أروع الأمثلة في الزهد عن السلطة والجاه. ولأنه بقي مخلصا للمؤتمر الوطني الإفريقي، رفض اتخاذ مواقف سياسية باستثناء ما يتعلق بمكافحة الإيدز. وبينما كان الحديث عن الإيدز محرما، نظم مانديلا في 2003 أول حفلة في سلسلة حفلات موسيقية وأعلن بعد عامين أن ابنه توفي جراء هذا المرض.

مانديلا والجزائر قبلة الثوار 

نتيجة لمساره النضالي والسياسي وظروف بلاده التاريخية حمل الزعيم الراحل ميلا تلقائيا لمناصرة كل قضايا التحرر والقضايا العادلة في العالم ومنها القضية الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية، حيث قال مانديلا في منشور له بعنوان: يوميات نيلسون مانديلا في الثورة الجزائرية": "في الوقت الذي كان الشعب الجزائري يعيش ملحمة ثورة نوفمبر الخالدة وجيشه التحريري يقود أكبر المعارك ضد جيوش الاستعمار الاوروبي الفرنسي بدعم من اسرائيل والحلف الاطلسي كان عام 1959 منفذا لحرية الافارقة الدين استنبطوا من خطط التحرير الجزائرية مباديء النضال والتضحية، مما مكن بأن تهب رياح الحرية على إفريقيا...."، ويضيف مانديلا أنه وفي الدورة الـ 29 للأمم المتحدة ضد نظام الأبارتايد، قال وزير الخارجية الجزائري حينها عبد العزيز بوتفليقة في هذا الصدد: " ... مند زمن بعيد كانت الجزائر بجانب إخوانها الافارقة بدءا برابط التجارية والاقتصادية مرورا بالروابط الثقافية وصولا الى مراحل التحرر التي كانت الجزائر أحد أهم المساندين بالدعم المادي والمعنوي لكل حركات التحرر الإفريقية خاصة والعالمية عامة...."، وأكد مانديلا ""...أن عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية السابق ورئيس الجمهورية الجزائرية حاليا قد ألقى خطابا في الدورة 29 لهيئة الأمم المتحدة قدم من خلاله مرافعة قوية ضد نظام الأبارتيد فاضحا ممارساته الإرهابية ضد شعب جنوب إفريقيا ومطالبا المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لانقاذه من سيطرة بيض الغرب المدعمين وقتها من طرف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية..." ، ويشير الزعيم الراحل إلى أن: " ...الدور والإسهام الجزائري في حركات التحرر الافريقية ساعد على تحرير كل القارة الإفريقية التى كان للرموز الإفريقية أدوار هامة في صناعة التاريخ التحرري للقارة السمراء التي كان قادتها الثوريون قد زاروا مكة الأحرار أين تعلموا مبادئ التضحية ولغة السلاح التى يفهمها الأعداء المغتصبون لأرض الأحرار..".

هذا الكلام كان اعترافا من المناضل العالمي نيلسون مانديلا ودليلا على عظمة الثورة الجزائرية التى قال في اعتراف نادر بأنه تعلم مع الثوار الجزائريين بمدارس جيش التحرير أبجديات الكفاح المسلح خلال تواجده بجبال الأحرار خلال سنوات الخمسينيات "56 _58 " معتبرا الجزائر وطنه الثاني وهو اعتراف يبرز متانة علاقته مع الجزائر قبلة الثوار من كل العالم.

محمد-د

من نفس القسم الوطن