الوطن

"الموقعون بالدماء" هرّبت الشيباني بمساعدة "بوكو حرام"

النيجر تتقدم بطلب رسمي إلى مالي لتسليمه

 

طلبت أمس حكومة النيجر رسميا من مالي تسليمها أحد العناصر الإرهابية يدعى الحسن ولد محمد، الملقب الشيباني، كان اعتقل الثلاثاء الماضي بعد عملية استخباراتية تعاونت فيها أجهزة الأمن في النيجر مع القوات الفرنسية الموجودة في شمال مالي، بعد أن تمكن من الفرار عدة مرات آخرها بمساعدة الإرهابي الأعور قائد كتيبة "الموقعون بالدماء".

وكشفت مصادر إعلامية مطلعة أن الشيباني لم يعرف عنه انتماء حقيقي لأي من الجماعات الإسلامية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل الإفريقي، ولكنه في بعض الأحيان يعمل لصالح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، "ولكن ذلك العمل لا يعني بالضرورة الانتماء الفكري" وأشارت المصادر ذاتها لجريدة "الشرق الأوسط" السعودية إلى أن بعض الجهات تصف الشيباني بأنه "مرتزق ومهرب أسلحة ومخدرات". وشارك الشيباني، الذي يحمل الجنسية المالية، في عدة أعمال إجرامية فوق أراضي النيجر، من أبرزها هجوم إرهابي قاده سنة 2009 غير بعيد من الحدود مع مالي، أسفر عن مقتل أربعة سعوديين، وقبل ذلك بتسع سنوات اتهم بقتل عسكري أميركي برتبة عقيد وسرق سيارته أمام ملهى ليلي في العاصمة نيامي.

واعتقلته السلطات المالية سنة 2010 وسلمته للنيجر، حيث حكم عليه بالسجن مدة 20 سنة، وهو الحكم الذي تؤكد بعض الجهات أنه لم يكن متماشيا مع حجم الجرائم التي تورط فيها، خاصة فيما يتعلق بمقتل أربعة سعوديين وأميركي.

وكانت السلطات النيجرية تعتقل الشيباني في سجن شديد الحراسة خارج نيامي، ولكن مع بداية محاكمته نقل إلى السجن المدني في العاصمة، حيث استطاع الفرار خلال هجوم على السجن يوم أول جوان 2012. ويسود اعتقاد أن كتيبة "الموقعون بالدماء" التي يقودها مختار بلمختار (بلعور) هي من نفذته بالتنسيق مع "جماعة بوكو حرام" النيجيرية. واشتهر "الشيباني" بفراره من السجون، حيث تمكن بأعجوبة من مغادرة أحد السجون في العاصمة المالية باماكو، وهو يرتدي سترة بيضاء متقمصا دور طبيب ضمن بعثة طبية تزور السجن. واختفى "الشيباني" قبل أن تلتقط أجهزة الاستخبارات النيجرية خيطا قاد إلى اعتقاله، وتمثل هذا الخيط في رجل يدعى "مولود بيداري" وصفته الحكومة النيجرية بأنه "متواطئ مع الشيباني" من أجل تنفيذ هجمات على مواقع إستراتيجية داخل الأراضي النيجرية. وأكد وزير العدل النيجري أن "الشيباني كان يخطط لتنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي النيجرية". وقال وزير العدل: "لو أن هذه الهجمات وقعت، فستكون كارثية"، مشيرا إلى تشديد الحراسة على هذه المواقع.

م. أميني

من نفس القسم الوطن