الحدث

دبلوماسية المبادئ تنتصر..

يعد فوز الجزائر بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي تتويجا لمسار دبلوماسي حافل، أرادت من خلاله الدول الافريقية التي صوتت لصالح المرشحة الجزائرية إلا أن ترد الجميل لهذا البلد الذي طالما دافع وما يزال يدافع عن مصالح القارة.

لقد تقدمت الجزائر بمرشحتها في هذه "الانتخابات القارية"، وزادها في ذلك مكانتها كبلد محوري في القارة الافريقية، بلد يحظى باحترام وتقدير الأشقاء الأفارقة الذين يرون في الجزائر الأخ والصديق الذي لا يهادن عندما يتعلق الأمر بحقوق القارة وشعوبها، والمدافع الشرس عن مصالح افريقيا داخل الهيئات والمنظمات الدولية.

الجزائر التي دخلت مضمار المنافسة على هذا المنصب، كانت على دراية بالعقبات التي كان يحظر لها المغرب من أجل قطع الطريق أمامها، وذلك عبر ممارساته المخزية المعهودة المتمثلة في "الرشاوى"، لكنها في نفس كانت واثقة من قدرتها على تخطي عقبة منافسيها، لما لها من وزن ومصداقية بين دول القارة، هذه الثقة التي تجسدت في احتضان افريقيا لجزائر المبادئ والمواقف، ونبذها لدبلوماسية مخزنية ملطخة بالرشاوي.

إن الانتصار الدبلوماسي الجديد الذي حققته الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان متوقعا بالنظر إلى وعي واقتناع دول القارة براجحة مقاربتها التي تنطلق من مبدأ ضرورة توحيد "الصوت الافريقي" في الدفاع عن قضايا القارة، فمنذ أن بدأت الجزائر عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، وضعت على طاولة هذه الهيئة الأممية، ملفات تتعلق باهتمامات القارة الأفريقية وانشغالاتها وتطلعاتها، وسعت بكل ما اوتيت من قوة من أجل اسماع صوت افريقيا داخل مجلس الأمن، لاسيما ما تعلق بتصحيح الظلم التاريخي على القارة بشأن تمثيلها في الهيئة الأممية.

لا شك في أن فوز الدبلوماسية الجزائرية السفيرة سلمى مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، قد أثلج صدور جميع الجزائريين، لكنه في نفس الوقت حمل كبير سيكون على عاتق الدبلوماسية الجزائرية التي لا نشك في قدرتها على تولي هذه المسؤولية الثقيلة على أحسن وجه، وهي الدبلوماسية المحنكة التي تحوز خبرة لصالح السلام والوحدة في القارة تفوق العقدين من الزمن.

من نفس القسم الحدث