الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
اعتمد مجلس الأمن، بالإجماع، بيانا صحفيا بادرت به الجزائر، يدعو إلى إجراء تحقيقات فورية ومستقلة وشاملة وشفافة ونزيهة، لتحديد الظروف وراء هذه المقابر التي ما تزال تكتشف بقطاع غزة مظهرة الصورة الحقيقية والبشعة لآلة القتل الصهيونية، وبهذا تكون الجزائر قد نجحت مرة أخرى في التوصل إلى صياغة مخرج للمجلس يحظى بإجماع كل أعضائه دون استثناء مما يعزز الضغوطات الدولية على المحتل الصهيوني الذي لم يعد بإمكانه التنصل من مسؤولياته.
أعرب أعضاء مجلس الأمن في البيان، الذي تم اعتماده عقب النقاش المغلق الذي دعت إليه الجزائر الثلاثاء الفارط حول المقابر الجماعية في غزة، عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية في مستشفيي ناصر والشفاء في غزة وحولهما، حيث دفنت عدة مئات من الجثث، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، كما شدد أعضاء المجلس جميعا على ضرورة السماح للمحققين بالوصول، دون عوائق، إلى جميع مواقع المقابر الجماعية في غزة، وأبرز هذا الإجماع حجم الامتعاض الذي يسود المجموعة الدولية جراء تمادي المحتل في جرائمه وعدم الثقة في أي تحقيقات تجريها سلطات الاحتلال.
في هذا الصدد، شدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي مجددين مطالبتهم بأن تمتثل جميع الأطراف امتثالا صارما لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين.
وأمام هذه المأساة التي يمر بها أهالي الضحايا والمفقودين، نوه أعضاء مجلس الأمن من جديد بأهمية تمكين العائلات من معرفة مصير أقاربها المفقودين وأماكن وجودهم وفقا لأحكام القانون الدولي الإنساني، كما شدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة أن تنفذ جميع الأطراف قرارات مجلس الأمن 2728 (2024) و2720 (2023) و2712 (2023) تنفيذا فوريا وكاملا من أجل رفع معاناة الشعب الفلسطيني.
تجدر الإشارة الى أن اعتماد هذا البيان جاء بعد جهود حثيثة ومشاورات ومفاوضات مكثفة قادتها الجزائر بنيويورك مع أعضاء مجلس الأمن وكذا مع الجانب الفلسطيني، حيث ألحت الجزائر خلال المفاوضات على أن تكون التحقيقات في هذه الجرائم الشنيعة فورية ومستقلة وشاملة وشفافة ونزيهة.
ورغم اعتراض البعض ومناورات ممثلي الاحتلال داخل أروقة الأمم المتحدة، خوفا من دعوات المساءلة والمحاسبة التي تضيق حبل الخناق يوما بعد الآخر حول أعناق مسؤولي الاحتلال، أصرت الجزائر على موقفها ورضخ الجميع في الأخير أمام قوة الحجة وعدالة القضية.
الجزائر ترحب بقرار دعم عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة
إلى ذلك، رحبت الجزائر، أمس، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة لأعضائها قرارا يدعم أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة, حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج.
و اعتبرت الجزائر , حسب البيان , أن "اعتماد هذا القرار التاريخي يؤكد توافق المجموعة الدولية على ثلاث رسائل سياسية بالغة الوضوح والدقة والأهمية تجاه الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني في هذا الظرف المفصلي الذي تشهده القضية الفلسطينية: أولا أن قيام الدولة الفلسطينية حتمية مركزية لا تقبل التلاعب أو التماطل أو التشكيك, بالنظر للمسعى الرامي لتحقيق حل شامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".ثانيا, يضيف البيان, أن "قيام هذه الدولة الفلسطينية يجب أن يكون منطلق وهدف أي عملية سياسية جدية تضع نصب مآربها تسوية الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي" تسوية عادلة ودائمة ونهائية".
ثالثا وأخيرا, أن "المجموعة الدولية لا تقر للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بامتلاك أي حق لنقض قيام الدولة الفلسطينية, لأن هذه الأخيرة نتاج إجماع دولي لا تشوبه شائبة ولا يمكن للسلطة القائمة بالاحتلال أن تقلل من شأنه ولا أن تصمد في وجهه".وعلى هذا الأساس, "فإن الجزائر تتطلع بمواصلة جهودها بمجلس الأمن بالتنسيق التام مع أشقائها الفلسطينيين ومع بقية أشقائها العرب وكذا مع كل فضاءات انتمائها المناصرة للقضية الفلسطينية, لتكريس هذا الإجماع الدولي حول قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة, باعتباره السبيل الوحيد والأوحد لحل القضية الفلسطينية واستعادة السلم والأمن والاستقرار في منطقة الشرق", كما جاء في بيان الوزارة.
مكسب سياسي يعطي زخما أكبر للعضوية الفلسطينية
ويأتي تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة, على مشروع قرار يطالب مجلس الأمن بقبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، تتويجا للجهود الدولية المتواصلة دفاعا على القضية الفلسطينية وعلى رأسها الجهود الحثيثة للجزائر التي لم تتوقف يوما عن الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة في المحافل الدولية والقارية والإقليمية وتبذل الجهود تلو الأخرى من أجل أن تحقق فلسطين هذه المكانة الدولية.
وفي هذا الصدد فقد ظلت الجزائر منذ سنوات عديدة تحاول تعبئة جميع الدول المحبة للحرية والعدالة من أجل القضية الفلسطينية العادلة وحق الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه المغتصبة. والحقيقة أن الجزائر, عبر صوت رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, دافعت دائما عن حق الشعب الفلسطيني في العيش في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية في العديد من المناسبات من بينها الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في سبتمبر الماضي, والتي جدد خلالها دعوته لعقد جمعية عامة غير عادية لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعد أقل من ستة أشهر, أعرب رئيس الجمهورية عن قناعته بحصول دولة فلسطين على العضوية الدائمة في منظمة الأمم المتحدة.