الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
في مثل هذا اليوم وقبل 79 عاما، وضعت الحرب العالمية الثانية أوزراها، فعمت الاحتفالات أرجاء المعمورة، فرحا بسقوط "النازية".. لكن هنا وفي هذه الأرض الطاهرة التي كانت تكابد ويلات استعمار غاشم، خرج أبناؤها مطالبين بالحرية والاستقلال في مظاهرات حاشدة قوبلت برد وحشي من قبل المحتل الفرنسي الذي ارتكب يوم 8 ماي 1945 واحدة من أبشع وأفضع الجرائم في حق الشعب الجزائري، وكانت الحصيلة أكثر من 45 ألف شهيد.
وعلى الرغم من الجرح العميق الذي خلفته مذابح 8 ماي في نفوس الجزائريين، إلا أن المؤرخين يجمعون على أنها شكلت نقطة تحول في مسار النضال والكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، حيث ساهمت في بلورة الوعي الوطني فتولدت القناعة بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهو ما تحقق بعد 9 سنوات من هذه الأحداث المؤلمة بتفجير ثورة نوفمبر المباركة.
ونحن نستذكر هذه الأحداث، التي رسمت صورة بشعة للحقد الذي كان يكنّه الاستعمار الفرنسي للشعب الجزائري ولسياسة التطهير العرقي التي انتهجتها الآلة الاستعمارية آنذاك، فإننا بذلك نؤكد أنه وبالرغم من تعاقب الأجيال فإن الجزائريين لن ينسوا أبدا كل ما ارتكبته فرنسا الاستعمارية من جرائم في حق أبائهم وأجدادهم، ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط هذه الجرائم بالتقادم.
إن تاريخ جزائرنا حافل بالتضحيات والبطولات، وحق لنا أن نفخر وأن نعتز بهذا الإرث الذي سبيقى محفوظا في وجدان الأمة، وأن نستذكره ونحفظه ليكون ملهما للأجيال في مواصلة بناء المستقبل ومواجهة التحديات، وعليه فإن مسألة حفظ وصون الذاكرة الوطنية ليست مسؤولية جهة بعينها، بل هي مسؤولية جماعية يشارك فيها الجميع كل من موقعه.
وعليه فإن المساعي والجهود التي تبذلها الدولة في سبيل العناية بالذاكرة الوطنية، تنبع من حرص شديد على تكريس عقيدة الوفاء لرسالة الشهداء ولكل من صنعوا مجد الجزائر التليد، فكان إقرار رئيس الجمهورية تاريخ 8 ماي يوما وطنيا، تجسيدا للنقلة النوعية التي عرفها ملف الذاكرة الوطنية، وعلى جميع المستويات، من منطلق أن نشر الوعي التاريخي وتلقين قيم أمجاد الأسلاف الى الناشئة يصب في بوتقة الاعتزاز بالماضي التاريخي لهذا الوطن الغالي.
لقد تحدث الفريق أول السعيد شنقريحة في إحدى المناسبات عن أهمية كسب "معركة الوعي" التي يجب على الشباب خوصها، من أجل الحفاظ على أمانة الشهداء، من منطلق أن هذا الوعي يشكل الجدار الصلب في وجه كل المؤامرات والمخططات الدنيئة التي تستهدف البلاد..الشباب الذي أكد في كل المناسبات على اعتزازه بماضي بلاده المجيد وتمسكه بوحدة أرضه ودفاعه المستميت عن ثوابت الأمة ورموزها، وعليه فلا غرابة أن نلحظ تلك الرابطة القوية والمقدسة التي تجمع الشعب بجيشه.. الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذي يؤدي مهاما جليلة في الدفاع عن الوطن.