الحدث
ملف الذاكرة ركيزة أساسية في سلم اهتمامات رئيس الجمهورية
قال إنها "الاسمنت المسلح لتماسك الجبهة الداخلية"، ربيقة يؤكد:
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 07 مارس 2024
جدّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس، تأكيد الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لملف الذاكرة الوطنية، التي قال إنها تعد إحدى الركائز الأساسية التي تحظى باهتمامه الشخصي، واصفا إياها بـ"الاسمنت المسلح الذي يُؤزر اللحمة الشعبية وتماسك الجبهة الداخلية"، وذلك من منطلق أن بناء التاريخ "لا يكتمل إلا بتكامل الأجيال وتوارث الأفكار والقيم "
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في كلمة اعلن من خلالها، أمس، عن افتتاح ملتقى وطني حول موضوع "الذاكرة وإشكالية كتابة التاريخ الوطني" بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، أهمية هذا الموعد سواء من حيث معالجته لملف الذاكرة الوطنية وكتابة التاريخ وكذا نوعية الإفادات والتدخلالت التي تتخلله على مدار يومين، من طرف أهل الاختصاص من باحثين في التاريخ ومؤرخين، فأشار في هذا السياق إلى أن الملتقى "له أهميته الخاصة وأبعاده الاستراتيجية بما سيطرحه أهل الاختصاص من أفكار، وما ستحتويه ورشاته من مناظرات ومناقشات، تميط اللثام عن العديد من الآليات العلمية الأكاديمية".
وفي هذا الشأن، لفت وزير المجاهدين إلى أن الملتقى للرد على ما أسماه "محاولات تسطيح القضايا المتعلقة بالتاريخ والذاكرة" من خلال وضع مناهج دقيقة لترقية الخطاب التاريخي بما يتوافق مع العمق التاريخي والأهداف المحددة الراسخة والمبادئ الثابتة، ليشدد في هذا المقام على أن بناء "التاريخ لا يكتمل إلا بتكامل الأجيال وتوارث الأفكار والقيم، وتثمين المناقب ضمن رؤية واعية، وهذه هي الدروس التي تعلمنا إياها الذاكرة والتاريخ، والتي تبقى راسخة، ولا يجب أن تُنسى، ولا يجب أن توضع على الرف بحجة تجاوزها الزمن".
وبحديثه عن ملف الذاكرة الجماعية والتاريخ الوطني، جدد وزير المجاهدين تأكيد الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لهذا الملف، الذي قال إنه يعد إحدى الركائز التي يوليها اهتماما بالغا واعتباراً سامياً، "لما في هذه الذاكرة من وحدة الوجود للأمة ووحدة المصير بكل أبعاده المادية والنفسية والعقدية"، واسترسل الوزير الذي قال إن الذاكرة الجماعية هي "الاسمنت المسلح الذي يُؤزر اللحمة الشعبية وتماسك الجبهة الداخلية لأمتنا ويوصلها بكل اعتزاز وفخر لذاتها وبتضحيات نسائها ورجالها الذين بفضل تضحياتهم الجسام صمدت الجزائر ضد كل المظالم والغزوات واستطاعت من هذا المنطلق أن تقوم بمقاومة وجود وهذا ما أكسبها احترام وتقدير وتبجيل الأمم والشعوب"، مستدلا في هذا المقام ببطولات الثورة التحريرية المجيدة، التي قال إنها تبقى "رمزاً وقدوة تأتى بها كل المستضعفين في سبيل استرجاع حقوقهم".
واغتنم وزير المجاهدين فرصة انطلاق الملتقى، للإشادة بالمواقف المشرفة للجزائر تجاه القضايا العادلة، حين قال إنه "ليس غريبا على جزائر القيم الموروثة من تاريخنا المجيد أن تظل وفية للمبادئ الإنسانية الكبرى كالدفاع عن حق مصير الشعوب وعن حريتها واستقلالها وكراماتها"، مستدلا في هذا الشأن بالمواقف المشرفة للجزائر ومصداقيتها المشهودة في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية والصحراء الغربية ومن قبلهما وبعدهما كل القضايا العادلة في العالم.
البروفيسور بوضرساية: "نحن أمام إلزامية تاريخية للدفاع عن الهوية الوطنية"
وتتاوصل اليوم أشغال اليوم الثاني من هذا الملتقى الوطني الاول من نوعه حول الذاكرة التاريخية وإشكالية كتابة التاريخ الوطني، الذي ينظم من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي من خلال عدد من مخابر بحث مختصة من منطلق "حماية الذاكرة الجماعية للامة الجزائرية جراء التكالب الرهيب الذي مس تاريخ الجزائر ومقوماته مؤخرا وبالتالي كان لا بد من الرد بطريقة اكاديمية وعلمية على الكتابات الاستعمارية في هذا الشأن". وفي هذا الشأن، شدد رئيس اللجنة العلمية للملتقى، البروفيسور بوعزة بوضرساية، في كلمة افتتاحية على ضرورة الحفاظ على التاريخ باعتباره "الأساس الذي تبنى عليه الأمم، وتخلق به الاجيال الصاعدة فكرة الحفاظ على الوطن، لافتا إلى أن اختيار موضوع الملتقى يعود أساسا إلى ما أسماه "الرؤية السديدة" لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حول ضرورة الاهتمام بالذاكرةالوطنية، مشددا على أننا اليوم أمام " إلزامية تاريخية للدفاع عن الهوية الوطنية .
زغيدي: "استرجعنا كل الأرشيف المتعلق بالفترة العثمانية"
وبدوره، أكد محمد لحسن زغيدي منسق اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، مواصلة النضال من اجل استرجاع الأرشيف الوطني الذي قال إنه يرمز للسيادة الوطنية، مشيرا إلى أن اللجنة ولتحقيق ذلك بادرت إلى تأسيس قاعدة علمية بالاتفاق مع وزارتي المجاهدين والتعليم العالي، كما أعلن عن استرجاع مليون وثيقة تاريخية.
وفي هذا الشأن، أكد زغيدي ما أسماه "المسؤولية المباشرة" للجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة أمام رئيس الجمهورية لتجسيد أهدافه ميدانيا واسترجاع الأرشيف الوطني، حين كشف أن اللجنة اللجنة توصلت إلى استرجاع جميع الأرشيف المتعلق بالفترة العثمانية.
وتدور اشكالية الملتقى حول "مدى مساهمة التدوين التاريخي في صون الذاكرة التاريخية الجزائرية في الارتقاء بالخطاب التاريخي" فيما حددت أهداف هذا اللقاء العلمي الذي يختتم اليوم، في ثلاثة محاور يتمثل أولها في ضرورة ضبط الاطار المرجعي لتطور الدراسات التاريخية الجزائرية وأهميتها في بناء الوعي الوطني، ويسعى المحور الثاني الى ابراز القيم الحضارية للأمة الجزائرية من خلال الاهتمام بانجازات المدرسة التاريخية الجزائرية فيما يهدف المحور الثالث من الملتقى الى بناء رؤية استشرافية لتحصين الأجيال القادمة بالوعي التاريخيّ، وبالنسبة لورشات عمل الملتقى فستعنى بدراسة الاطار المفاهيمي للتاريخ والذاكرة والدراسات التاريخية في الجزائر بين الواقع والمأمول من خلال ترشيح ما يعرف بالمدرسة التاريخية الوطنية، ويتكفل المشاركون في الملتقى من جهة اخرى بدراسة التاريخ الوطني في المنظومة التربوية الوطنية وموضوع التاريخ والذاكرة ضمن الإستراتيجية المستقبلية للدولة الجزائرية لكتابة التاريخ كتابة صحيحة قائمة على الوثيقة وعلى مصادرها.
