الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
وجّه أمس، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خطابا للأمة، أمام غرفتي البرلمان، تضمن تقييما شاملا لإنجازات "الجزائر الجديدة" والتحديات التي واجهها في إطار تجسيد تعهداته التي التزم بها أمام الشعب قبل أربع سنوات، وفي هذا الصدد شدد الرئيس تبون على انتهاجه سبيل الحوار البناء نهجا للعمل ومن المصارحة ثقافة لتسيير الشأن العام، مشيدا في الوقت نفسه بتلاحم الشعب مع الجيش في إحباط مؤامرات ومخططات الأعداء الرامية لضرب استقرار الجزائر.
ألقى أمس، رئيس الجمهورية خطابا للأمة، خلال أشغال الدورة غير العادية للبرلمان المجتمع بغرفتيه بقصر الأمم بنادي الصنوبر، تطرق فيه إلى مختلف القضايا التي تهم الرأي العام، وقال بالمناسبة إن "خطاب الأمة" يؤسس لسُنّة حميدة، يوجه فيها المسؤول الأول في البلاد خطابًا سنويا للشعب أمام البرلمان بغرفتيه، قبل أن يشيد بالتركيبة الحالية للبرلمان الذي وصفه بأنه "أول برلمان تم انتخابه بعيدا عن المال الفساد".
اتخذت من الحوار البناء نهجا للعمل
وذكر الرئيس تبون, في هذا الشأن, بأنه "لم يسبق أن توجه أي رئيس للجمهورية بخطاب أمام البرلمان منذ ذلك الذي ألقاه الزعيم الراحل هواري بومدين عام 1977"، مشيرا إلى أن خطابه اليوم "يأتي، على غرار عرض بيان السياسة العامة للحكومة أمام البرلمان، ضمن الإجراء الذي التزمنا به ونفذناه وفقا لدستور الجزائر الجديدة بعدما كان يعرض في وقت سابق حسب النزوات" وتابع رئيس الجمهورية يقول: "لقد قطعت على نفسي عهدا منذ أن حملني الشعب مسؤولية قيادة البلاد أن اتخذ من الحوار البناء نهجا للعمل ومن المصارحة ثقافة لتسيير الشأن العام".
وأكد في هذا الصدد أن ذلك هو ما دفع به إلى المبادرة بمخاطبة الأمة الجزائرية عبر ممثلي الشعب من أجل الوقوف "معا على حصيلة ما قدمناه في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة التي خرج من أجلها شعبنا الأبي في فبراير 2019 مطالبا بالتغيير وضاربا الأمثلة في التعبير السلمي والحضاري عن إرادته القوية في إنهاء الأزمة الخطيرة التي وضعت آنذاك مؤسسات الدولة على المحك بسبب تدهور الحكامة وتفشي الفساد وما تبعهما من تلويث للحياة السياسية، ما أدى إلى أزمة ثقة عميقة بين سلطة غائبة ومغيبة ومواطنين مقيدين خاب أملهم".
كما ذكر بأن انسداد الأفق السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هي عوامل "كادت أن تعصف بمقومات أمتنا وتفتح المجال أمام الجهات المتربصة بأمتنا ووحدتنا لتلحق بها ما عجزت عنه لسنوات طوال", مشيدا بـ"الهبة الوطنية المباركة للشعب الجزائري وتلاحمه مع الجيش الوطني الشعبي"، مما أحبط --مثلما أضاف-- "مخططات المتآمرين وبعث من جديد حلم إنشاء جمهورية جديدة فخورة بماضيها، متطلعة إلى مستقبل أفضل".
بوادر الإصلاحات تبعث على الكثير من الارتياح
إلى ذلك أكد الرئيس تبون أن "بوادر الإصلاحات التي تم تنفيذها منذ أن منحني الشعب الجزائري ثقته تبعث على الكثير من الارتياح", مشيرا في هذا السياق الى أنه جعل من تعزيز الطابع الاجتماعي للدولة "نبراسا لكل الجهود المبذولة". وذكر الرئيس تبون في ذات السياق بـ"العناية الفائقة" التي أولاها لتعزيز وتقوية المنظومة الاجتماعية من خلال اتخاذ العديد من القرارات تنفيذا لالتزاماته ال54، مشيرا على وجه الخصوص إلى مراجعة الضريبة على الدخل ورفع الأجور واستحداث منحة البطالة وكذا إدماج الآلاف الموظفين في مناصب دائمة.
كما عبر رئيس الجمهورية بذات المناسبة عن افتخاره باستحداث عدة هيئات دستورية، على غرار المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني. وبعد أن ذكر بالثقة التي وضعها في المجلس الأعلى للشباب، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة الأخذ برأي فئة الشباب في كل مشروع قانون يدرس من قبل غرفتي البرلمان.
اتخذت قرارات مؤخرا مكرها وأنهيت مهام مسؤولين محليين تقاعسوا
بالمقابل أكد رئيس الجمهورية أنه يعمل من أجل تكريس حقوق جميع الجزائريين عبر كافة ربوع البلاد، حيث قال أنه يعمل من أجل أن ينال كل مواطن جزائري حقوقه كاملة "من تيمياوين إلى حيدرة".
كما شدد الرئيس تبون على الأهمية التي لطالما أولاها لمناطق الظل التي قال بشأنها "لم أتخل يوما، منذ كنت مسؤولا بسيطا، عن مناطق الظل"، متوقفا عند مسألة محاسبة المسؤولين الذين لم يتمكنوا من أداء المهام المنوطة بهم، حيث قال بهذا الخصوص: "اتخذت قرارات مؤخرا مكرها وأنهيت مهام مسؤولين محليين تقاعسوا".
كما أفرد رئيس الجمهورية حيزا من خطابه للحديث عن فئة الشباب، متوجها بالشكر الخاص لأولئك الذين "لم يبالغوا في طلب منحة البطالة"، مؤكدا في سياق ذي صلة أن لديه "ثقة عمياء في شبابنا وفي المجلس الأعلى للشباب الذي يمثلهم". وبشأن التزاماته الانتخابية الـ54 التي تعهد بتجسيدها، لفت الرئيس تبون إلى أنه "لأول مرة، يكتب مرشح للرئاسيات التزاماته"، مذكرا بأنها "لم تكن شفوية حتى يحاسبنا من يريد أن يحاسبنا"، مثلما قال.
كما عرج أيضا على مختلف التحديات التي واجهها مسار تطبيق برنامجه، على غرار جائحة كورونا، التي "سيرنا أزمتها بنجاح ولعب فيها الجيش الوطني الشعبي دورا مهما"، متوجها بالشكر كذلك إلى "الجيش الأبيض" على التضحيات التي قدمتها كل الأسلاك الطبية خلال هذه الأزمة الصحية.
بقايا العصابة افتعلت "الندرة" لزرع اليأس لدى المواطنين
وحول ما تعلق بالندرة المفتعلة لبعض المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، كشف الرئيس الجمهورية أن "بقايا العصابة" لجأت إلى خلق ندرة "مفتعلة" في المواد الغذائية و في السيولة المالية، في محاولة لضرب الاستقرار و زرع اليأس لدى المواطن قصد زعزعة علاقة الثقة بينه و بين الدولة. وذكر رئيس الجمهورية, ، أن "هذه التصرفات تدخل في اطار تطبيق المخطط الذي كان مسطرا للجزائر قبل الانتخابات الرئاسية لما كان يسمى المرحلة الانتقالية والدخول في صف الدول العربية وغير العربية التي زعزع استقرارها الى يومنا هذا".
استرجاع ما يفوق 30 مليار دولار من الأموال المنهوبة
وتابع الرئيس تبون، في نفس السياق، أنه "في وقت سابق، وصلت القروض البنكية لمدة سنوات إلى 5000 مليار دج، لم يسدد منها سوى 10 بالمائة، لأن كل شيء كان يحول الى الخارج"، مؤكدا استرجاع ما يفوق 30 مليار دولار من الممتلكات و العقارات و الوحدات الصناعية و الأموال. وأضاف رئيس الجمهورية أن "العمل متواصل من اجل استرجاع الأموال التي تم تهريبها الى خارج الوطن"، مؤكدا أن "عددا من الدول الأوروبية أبدت استعدادها لإعادة أموال الشعب المنهوبة". وقال بهذا الخصوص: "محاربة كل أشكال الفساد واسترجاع أموال الشعب المنهوبة خلال فترة حكم العصابة, مكن من استرجاع ما يفوق 30 مليار دولار تشمل عقارات و وحدات صناعية ومبالغ مالية".
وذكر، من جهة أخرى، بأن الأزمة الأوكرانية ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي العالمي المتأزم، و نجم عنها ارتفاع جنوني في أسعار الطاقة و المواد الغذائية، لكن، و بالرغم من هذه الظروف وما صاحبها من ترد للأوضاع السياسية و الاقتصادية والأمنية في جوار الجزائر المباشر، "لم ندخر جهدا لبعث الحركية المطلوبة من اجل تنفيذ برنامجنا".
وأوضح رئيس الجمهورية أن بداية تنفيذ برنامجه كانت ب"الإصلاحات الدستورية والسياسية الرامية إلى ترسيخ دولة القانون وتحصين مؤسسات الدولة ضد أي انحرافات، مرورا إلى الإصلاحات الاقتصادية العميقة الهادفة لتنويع اقتصاد، وصولا إلى التكريس الفعلي للطابع الاجتماعي للدولة و تحسين مستوى معيشة المواطن".
6 ملايين جزائري عاشوا ظروفا كان يجب تجاوزها منذ الاستقلال
بالمقابل أكد رئيس الجمهورية أن 80 بالمائة من القرارات المتعلقة بمناطق الظل تم تطبيقها فعليا" وأن "العمل متواصل من أجل تدارك كل التراكمات الناجمة عن سياسات سابقة أدت الى انتشار تلك المناطق".
وأضاف أن "6 ملايين مواطن جزائري عاشوا في ظروف كان يجب تجاوزها منذ الاستقلال", مبرزا أن "عدم تطبيق القرارات التي أعطيت لتحسين الوضع بمناطق الظل كان وراء إقالة عدد من المسؤولين المحليين مؤخرا". واعتبر الرئيس تبون في السياق ذاته ان "خدمة المواطن الجزائري تعزيز لشعوره بانتمائه إلى وطنه"، مضيفا أن الأمر "لا يتعلق بشعارات شعبوية وإنما بمسالة مبدأ".
احتياطي الصرف يفوق 70 مليار دولار حاليا
وفي الشق الاقتصادي أكد رئيس الجمهورية أن الانتهاء من مشروع الرقمنة سيكون في السداسي الأول من 2024، مشيرا الى أن الاقتصاد الجزائري بدأ يتعافى، حيث يفوق احتياطي الصرف حاليا 70 مليار دولار، مؤكدا أنه يمثل ضعف ما وجده تقريبا.
وبعد أن أكد بأنه تم وضع حد لـ 26 ألف شركة وهمية كانت تنهب الخزينة العمومية، قال رئيس الجمهورية "أصبحنا نتوسط ترتيب البلدان المعروفة بمؤسساتها الناشئة، بعدما كنا في ذيل الترتيب" مضيفا بالقول "نطمح حاليا إلى تصدير 5 ملايين طن من الحديد".
وأكد الرئيس تبون، أنه قام بإسداء تعليمات لكل المسؤولين في قطاع المناجم لتجنب تصدير المواد على حالتها الأصلية وتصديرها بعد التحويل.وأضاف الرئيس تبون: “السياسة المتبعة في الإنتاج الصيدلاني وملف السيارات تشكل بداية مبشرة لرقي الاقتصاد الوطني إلى مصاف الاقتصاديات الصاعدة”. كما تعهد الرئيس تبون امام نواب البرلمان بغرفتيه مجتمعتين، أن تصل السكة الحديدية لتمنراست وبشار.
وتابع الرئيس قائلا "نعم..لا يزال المشوار طويلًا، لكن الخطوات الأولى جاءت بنتائج جيدة وسنواصل العمل، موضحا بأنه تم خلق معارض دائمة في بلدان شقيقة سمحت بالترويج للمنتوج الوطني دوليًا، ومؤكدا على أن نسبة التضخم حاليا تعرف تراجعًا في الجزائر وأن النمو الاقتصادي وصل إلى 4,2 بالمائة باعتراف من مؤسسات مالية دولية، التي تضع الجزائر في دول المناعة ضد مشاكل التغذية والمديونية.
تخفيضات هامة في تذاكر الرحلات الجوية لأفراد الجالية
من جانب آخر، أعلن رئيس الجمهورية عن قرار تخفيض 50 بالمائة في أسعار تذاكر الرحلات الجوية لفائدة أفراد الجالية الوطنية بالخارج بهدف تمكينهم من قضاء شهر رمضان الكريم بأرض الوطن.
وقال الرئيس مخاطبا الأمة: "ألتزم بتخفيض 50 بالمائة من سعر تذاكر رحلات الطائرات لفائدة أبناء جاليتنا الوطنية المقيمة بالخارج من أجل تمكنيهم من قضاء شهر رمضان الكريم هنا بالجزائر وأيضا لتعزيز أواصر التواصل مع عائلاتهم وذويهم".
صوت الجزائر أصبح مسموعا في كل المحافل الدولية
في سياق آخر، قال رئيس الجمهورية إن "صوت الجزائر أصبح مسموعا في كل المحافل الدولية وسنواصل الدفاع بشراسة عن مبادئ ثورتنا التحريرية المجيدة ولن نتخلى عن الدول الضعيفة".وفي هذا الصدد، جدد الرئيس تبون التأكيد على أن الجزائر "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، مضيفا أن "موقفنا من القضية الفلسطينية واضح ولن نتخلى عنه".
وبخصوص قضية الصحراء الغربية، أشار رئيس الجمهورية إلى أنها "قضية تصفية استعمار، وهو ليس كرها في أشقائنا المغاربة" لأن هذا الملف --كما قال-- "لايزال مطروحا على مستوى لجنة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة".
وفي سياق متصل، توجه الرئيس تبون بالشكر لـ 184 دولة التي صوتت لصالح الجزائر لتولي منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، معتبرا أن هذا "الإجماع الدولي يشرف الجزائر التي ستقوم بدورها لصالح البلدان الإفريقية والعربية وكل الأشقاء".