الحدث

"خطاب الأمة" تكريس للقطيعة مع ممارسات الماضي

رضوان بوهيدل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية لـ "الرائد"

نوّه رضوان بوهيدل استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون القاضي بالتأسيس لـ "خطاب الأمة"، مؤكدا أنه يندرج ضمن تعزيز الاتصال المؤسساتي الذي كرسه رئيس الجمهورية، وايضا ضمن النمط الجديد في تسيير شؤون الدولة في إطار إحداث القطيعة مع ممارسات الماضي.

اعتبر المحلل السياسي رضوان بوهيدل في اتصال مع "الرائد" قرار التأسيس لخطاب الأمة، سيكون قرارا إلزاميا لكل الرؤساء الذين سيتعاقبون على الحكم من أجل مخاطبة الشعب عبر قبة البرلمان، وأكد أن تسميته بـ "خطاب الأمة" أمر جد مهم، خاصة وأنه سيكون في تاريخ مجدد أي مع نهاية كل سنة من أجل تقديم حصيلة سنوية بشأن النشاطات الرئاسية أو السلطة التنفيذية على وجه العموم، كما أنه سيشكل فرصة -يضيف المتحدث- للقاء السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وحول الدلالات التي يكتسيها هذا القرار، أوضح الدكتور بوهديل أن "خطاب الأمة" يدخل في إطار العملية الاتصالية التي عرفت وتعرف تطورا فيما يتصل بـ "الاتصال المؤسساتي"، قبل أن يستطرد قائلا "إن رئيس الجمهورية سيلتقي بممثلي الشعب في البرلمان الذين يعتبرون وسطاء مع الشعب"،  لكن الخطاب سيكون موجها لكل الشعب الجزائري، ما يعني تعزيز التواصل بين الرئيس والشعب.

في سياق ذي صلة، نوه بمثل هذه اللقاءات، حيث قال إن تكريس مثل هذه "التقليد المحمود" يعد أمرا ضروريا حتى يكون الرئيس في لقاء مباشر مع الشعب، وتابع قائلا "حتى ولو كانت هناك خطابات كثيرة يوجهها رئيس الجمهورية للأمة سواء عن طريق وسائل الإعلام أو عبر اللقاءات الدورية مع الصجافة الوطنية فهي في مجملها خطابات سياسية موجهة للشعب"، معتبرا أن "خطاب الرئيس الذي سيكون من خلال ممثلي الشعب، هي طريقة للاستماع لانشغالات الشعب عن طريق النواب وهي الوظيفية الرئيسية للبرلمان بغرفتيه".

واستطرد المتحدث قائلا "من المؤكد أن إرساء هذا التقليد الجديد في التواصل مع الشعب أي "خطاب الأمة"، سيكون عادة وعرف في السياسة وخطابات الرئيس حتى ولو كانت هناك خطابات مناسباتية أو ظرفية تستدعي من الرئيس مخاطبة الشعب، "لكن هذا الخطاب سيكون قارا وسينتظره الجميع من طبقة سياسية ومجتمع المدني وكل أطياف الشعب الجزائري".

وفي هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن ما أحدثه الرئيس من نمط جديد في تسيير شؤون الدوله يندرج ضمن وضع قطيعة مع ممارسات الماضي من خلال نمط جديد يكون مختلفا عن الماضي في العملية الاتصالية "وهذا ما يبرز من خلال لقاءات رئيس الجمهورية مع الولاة أوفي تعيين الحكومة وجميع المناصب وكذا الزيارات التي يقوم بها وأيضا إشرافه على مختلف الفعاليات.." فهي في مجملها تندرج ضمن النمط الجديد في الممارسة السياسية في البلاد.

من نفس القسم الحدث