الحدث

الدبلوماسية الجزائرية ترمي بثقلها لإسماع صوت غزة

عطاف يشارك في الدورة 21 لمنتدى الدوحة

تلقي الجزائر بثقلها الدبلوماسي خلال أشغال الدورة الـ 21 لمنتدى الدوحة، لتدلي بدلوها فيما يخص أبرز المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية التي تنتظر الحل، وفي مقدمتها العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، حيث تشارك الجزائر ممثلة في رئيس الدبلوماسية أحمد عطاف في مختلف جلسات النقاش للاستفادة من خبرتها وكفاءتها في مجال حل الأزمات، كما يولي المشاركون في هذا المنتدى أهمية خاصة لآراء الجزائر بحكم تجربتها الرائدة في هذا المجال ومواقفها الثابتة إزاء القضايا العادلة. 

تواصل الجزائر تحريك آلتها الدبلوماسية لنصرة القضية الفلسطينية وإسماع صوت الفلسطينيين للعالم، في ظل تواصل العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة لقرابة ثلاثة أشهر من الزمن، وهي المبادئ التي  لن تحيد عنها مهما تكالب العالم الغربي وتواصل الصمت العالمي، فبعد الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمقاضاة الكيان الصهيوني عن جرائمه الإنسانية لدى الجنائية الدولية، ها هي تشارك ممثلة في وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف في أشغال الدورة 21 لمنتدى الدوحة، الذي يخصص حيزا كبيرا من أشغاله للحديث عن الحرب الصهيونية بغزة.

ويولي الزعماء والقادة المشاركون في أشغال هذه الدورة، أهمية قصوى لآراء الجزائر، لإدراكهم لثقل الدبلوماسية الجزائرية وقدرتها على إيصال صوت الفلسطينيين للعالم وتعرية بشاعة الاحتلال الصهيوني أمام الرأي العام الدولي، كما ينتظر أن تدلي الجزائر بدلوها وتقدم عصارة خبرتها لإيجاد حلول سلمية وسياسية لأبرز الأزمات الإقليمية والدولية التي تعيشها دول المنطقة.

لقاءات مكثفة لعطاف مع نظرائه على هامش الدورة

وشارك أمس، أحمد عطاف، ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أعمال هذه الدورة إلى جانب رؤساء دول ومنظمات إقليمية، بهدف تبادل الأفكار ومواجهة تحديات الملفات التي تشغل العالم في الوقت الراهن، ووسط إلقاء العدوان الصهيوني على غزة بظلاله على حواراته،

وشهدت الجلسة الافتتاحية -حسب بيان للخارجية - مشاركة " أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث أبلغه الوزير أحمد عطاف تحيات أخيه الرئيس عبد المجيد تبون وتمنياته بالنجاح لأشغال منتدى الدوحة في بلورة أفكار بناءة، تسهم في تمكين المجموعة الدولية من تجديد التزامها بمبادئ وأسس العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة التحديات الراهنة التي تفرضها الانقسامات والتصدعات المتزايدة على مختلف الأصعدة".

وقد تركزت النقاشات في اليوم الأول من أشغال هذا المنتدى، حول القضية الفلسطينية وذلك في سياق تواصل العدوان الغاشم الذي يشنه الاحتلال الصهيوني على المدنيين العزل في قطاع غزة وما تمليه هذه المرحلة من ضرورة تكثيف الضغوط من أجل حمل مجلس الأمن الأممي وباقي الهيئات الدولية على الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها، من أجل وقف هذا العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وحماية الفلسطينيين وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وعلى هامش أشغال منتدى الدوحة، استقبل عطاف من قبل سمو الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر، حيث نقل إليه تحيات أخيه ونظيره الجزائري،  نذير العرباوي، يضيف المصدر. وقد شكل هذا اللقاء، فرصة "لاستعراض علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين وآفاق تعزيزها في سياق التحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة وبالخصوص اللجنة المشتركة العليا الجزائرية-القطرية واللجنة الثنائية للمشاورات السياسية".

وناقش الطرفان أيضا -حسب ذات البيان- تطورات الأوضاع في قطاع غزة المحاصر وما أفرزته النقاشات في منتدى الدوحة من أفكار "تؤكد حتمية التعامل مع هذه الأزمة في إطارها الأوسع، عبر التصدي للمخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وفرض حتمية التسريع في إقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء الصراع برمته". كما استقبل عطاف من قبل رئيس مجلس الوزراء لدولة فلسطين الشقيقة، محمد اشتية، "حيث أبلغه تحيات أخيه ونظيره الجزائري، السيد نذير العرباوي وتناول معه تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالخصوص في قطاع غزة"، يضيف المصدر.

اشتية يشيد بمواقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية

وخلال اللقاء، أشاد محمد اشتية بمواقف الجزائر الثابتة وبتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني وبالخصوص في ظل الظروف الراهنة "التي تؤكد من جديد على وجاهة المساعي التي بادر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية". وقد أكد الطرفان -حسب البيان- على "ضرورة استكمال هذا المسار، لرص الصف الفلسطيني أمام ما يتعرض له من ظلم وعدوان، و إجهاض المخططات العبثية التي تستهدف تشويه و وأد قضيته".

من جهة أخرى، أجرى عطاف محادثات ثنائية مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، تطرق خلالها الطرفان إلى تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة و آفاق تكثيف الجهود العربية وتعزيزها، "نصرة للقضية الفلسطينية، أمام تنكر المجتمع الدولي لمبادئه وإخفاق مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته". "كما تناول الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتكثيف التنسيق البيني، تحضيرا للاستحقاقات الثنائية المقبلة التي تشمل زيارات رسمية على أعلى مستوى"، يضيف البيان.

وقال رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته بالمنتدى، المنعقد تحت شعار "بناء مستقبل مشترك"، إن "أزمة غزة أظهرت حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير"، مؤكدا ضرورة "الاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع"، وأعرب عن أسفه من أن تكون "الذرائع التي تساق عن استهداف المدنيين في قطاع غزة مقبولة لدى البعض"، مشيرا إلى أنه يجب البدء بمراجعة النظام الدولي والإنساني "حيث لا امتيازات للقوة والتمييز".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يشارك في المنتدى، إن "سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تقوضتا لعدم القدرة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بغزة"، مشيرا إلى استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو" ضد قرار يدعو لوقف اطلاق النار في القطاع، وأكد غوتيريش أن "العالم يواجه احتمال انهيار النظام الإنساني في قطاع غزة" مع استمرار العدوان الصهيوني، مشددا على أنه لن يتخلى عن دعوته لوقف إطلاقالنار في غزة.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إنه يجب أن يتعرض الكيان الصهيوني لعقوبات ولا يمكن السماح له بالاستمرار في انتهاك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، داعيا إلى تحقيق عاجل بالجرائم الصهيونية، حذر المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، خلال مشاركته في جلسة من جلسات المنتدى، من أن الوكالة على وشك الانهيار في غزة وأيضا من انهيار كامل للوضع الإنساني في القطاع، وأكد لازاريني أن وقف إطلاق النار فورا ضروري لإنهاء الجحيم على الأرض فيغزة، وأن سوء الوضع الإنساني في غزة يتجاوز أي شيء رآه في حياته.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية، أمس، أن منتدى الدوحة اكتسب زخما عالميا منذ انطلاقه قبل نحو عقدين من الزمن، لافتة إلى أنه سيواصل في نسخته الحالية فتح باب الحوار وتعزيز النقاش البناء حول مجموعة واسعة من المواضيع والقضايا الملحة التي تنتظر الحل، بما فيها القضية الفلسطينية، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والديناميكيات الجيوسياسية، وغيرها من المواضيع، وذلك من خلال الجمع بين وجهات نظر متنوعة، وتعزيز التعاون، وقيادة التغيير الإيجابي عبر الدبلوماسية والحوار والتنوع.

من نفس القسم الحدث