الحدث

المخطط المفضوح..

مع استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، تزداد هستيريا الاحتلال وحلفائه الغربيين وللأسف بعض المحسوبين على منطقتنا العربية، في استخدام كل أنواع التضليل والتزوير لشيطنة المقاومة الفلسطينية ومن ثمة تبرير جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في حق المدنيين العزل.

أمريكا التي كانت تدعي أنها راعية السلام في المنطقة، هي اليوم طرف في الحرب على غزة عبر دعمها غير المسبوق للكيان الصهيوني في عدوانه على القطاع، وهذا بتأكيد من السّفاح نتنياهو عندما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما يعني أن هناك خطة "صهيو أمريكية" للقضاء على كل أشكال المقاومة الفلسطينية، بعد فشل مخطط التهجير ، حيث أن الملاحظ اليوم أن الدعاية الغربية تصب في مجملها نحو شيطنة المقاومة، وحشرها في زاوية الإرهاب.

إن محاولة فرض الغرب للرواية الصهيونية، على الرأي العام العالمي عبر قنواته الدبلوماسية وأذرعه الإعلامية التي سقطت في وحل الفبركة والتزييف، والتي ترتكز حول أحداث وهمية قامت بها المقاومة الفلسطينية خلال معركة طوفان الأقصى في السابع أكتوبر الماضي، تؤكد على أن الغرب يسعى بكل الأدوات لوأد أي نزعة تحررية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، متجاهلا أن من يمارس الإرهاب الحقيقي وبكل أشكاله المقيتة هو الاحتلال الصهيوني الهمجي في حق المدنيين العزل في غزة.

من الواضح أن الدعم الغربي للاحتلال الصهيوني في عدوانه على غزة، وتغاضيه عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها منذ أكثر من شهر في قطاع غزة، يهدف في جوهره إلى الحفاظ على هذا الكيان، الذي يعد قاعدة لتنفيذ مخططاته الإستراتيجية في المنطقة العربية، ولأن القضية الفلسطينية كانت دوما الإطار الجامع للأمة العربية، يبحث الغرب عن سبيل لكسر هذه الجدار، من خلال هذا "السرطان" الذي تم زرعه في فلسطين التي تعد قلب هذه الأمة.

واللافت أن بعض وسائل الإعلام العربية انساقت هي الأخرى وراء هذه السردية، عبر تحميل المقاومة الفلسطينية تداعيات التصعيد الصهيوني الخطير على غزة، بسبب خلفيات سياسية بحتة لدى بعض الأنظمة العربية المطبعة، وكأنها تخشى أن تنتصر المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب الفاصلة ضد الاحتلال الصهيوني، ما يضع مشروعها على المحك.

الأكيد أن الوضع الإنساني في غزة الصامدة أضحى كارثيا بسبب التصعيد الصهيوني الخطير، لكن لا يجب أن نغفل عن جزئية مهمة في هذه الحرب غير المتكافئة، وهو إحياء روح المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني لدى الشعب الفلسطيني، والتي عمل الغرب وبعض المطبعين على أفولها، مستلهما قيم المقاومة من روح ثورة نوفمبر المجيدة، التي نحيي ذكراها هذا العام مع معركة "طوفان الأقصى"، التي كسرت شوكة المحتل.

وهنا لابد من الإشارة إلى الموقف الصريح الذي عبر عنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال زياته إلى ولاية الجلفة قبل أيام، عندما رفض وصف الفلسطينيين بالإرهاب، فهذا الموقف نابع من عمق القيم الأصيلة للجزائر ومن روح نوفمبر الذي غير مجرى التاريخ حسب وصف شاعر الثورة مفدي زكريا، فالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل نيل الاستقلال أضحت قدوة لكل الشعوب المضطهدة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يكافح اليوم من أجل استعادة أرضه وكرامته من المحتل الصهيوني.

من نفس القسم الحدث