الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
لا يحتاج الموقف الجزائري "المعروف" مما يجري في غزة، إلى أدلة أو حجج لتأكيد دعمها غير المشروط للقضية الفلسطينية، فالجزائر التي تقف دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني جددت في عديد المناسبات التنديد بالعدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، من خلال تفعيل آلتها الدبلوماسية والتواصل على أكثر من صعيد للوصول إلى حل من شأنه وقف الجرائم البربرية المرتكبة في حق المدنيين، ودعوتها المتواصلة لضرورة حماية الشعب الفلسطيني.
ولم تكتف الجزائر فقط بالتنديد وإدانة المجازر الصهيونية، فقد أعلنت بكل شجاعة وقناعة تأييدها لنضال الشعب الفلسطيني وهو ما أكده رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بالجلفة، حين رفض المزاعم الغربية الرامية إلى "تخوين" المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يعيشه قطاع غزة، من خلال تأكيد أن عدوان الاحتلال الصهيوني ضد سكان قطاع غزة في فلسطين، هو عبارة عن "جرائم حرب مكتملة الأركان"، وأن "الفلسطينيين ليسوا إرهابيين، لأنهم يدافعون عن وطنهم وحقوقهم".
وليس غريبا على الجزائر قيادة وشعبا، تبني مثل هذه المواقف، كيف ولا ونحن نحتفل بذكرى اندلاع أعظم الثورات التحريرية، التي قدم خلالها الجزائريون مثالا للصمود والشجاعة، فأضحت الثورة الجزائرية مرجعا للشعوب الثائرة، وهو ما عاد إليه رئيس الجمهورية في كلمته بالجلفة، حين ذكّر بمحاولات الاستعمار الفرنسي التقليل من بطولات مجاهدينا قائلا:"الجزائريون لقبوا هم ايضا بالإرهابيين حينما دافعوا عن أرضهم ضد الاستعمار الفرنسي".
وفضلا عن الرباط التاريخي المشترك والعلاقات المتجذرة منذ عقود بين الدولتين الجزائرية والفلسطينية، يشهد العالم اجمع بدعم الجزائر اللامشروط والثابت وإيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، والذي تعكسه مواقفها "غير المناسباتية"، ومساعيها الحثيثة لإعلاء كلمة فلسطين وإسماع صوتها دوليا، ولعل جهودها المبذولة خلال دورة الجامعة العربية التي احتضنتها نوفمبر الماضي، أصدق مثال على ذلك، حين نجحت في توحيد كلمة الدول العربية من اجل إعادة مكانة القضية الفلسطينية وتأكيد محورتها بالنسبة للعرب، فضلا عن رفضها وإدانتها المتواصلة لحملات التطبيع المخزية التي انساقت وراءها بعض الدول المتآمرة ضد القضية الفلسطينية.
كما أن إعلان الجزائر" المنبثق عن "مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، شكل بدوره أهم حدث بالساحة العربية لإعادة توحيد البيت العربي، وحظيت الجهود التي بذلتها الجزائر خلالها، بإشادة عربية ودولية واسعة، بعد نجاح بلادنا في إنهاء الانقسام مرة واحدة وللأبد، لإدراكها مدى أهمية توحيد الجبهة الداخلية للوقوف في وجه العدو، وهي التي توحد شعبها من مختلف ولايات الوطن لمواجهة الاستعمار الفرنسي واسترجاع استقلاله وكرامته، وهو ما شدد عليه رئيس الغرفة السفلى للبرلمان إبراهيم بوغالي، الذي دعا الفلسطينيين إلى التوحد في هذا الظرف المتأزم الذي يعيشه قطاع غزة وعدة مدن فلسطينية جراء تواصل العدوان الصهيوني، مشددا على أن توحد الفصائل الفلسطينية "لم يعد خيارا بل حتمية يفرضها الواقع".
وتبقى الجزائر، في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، ما خلق لها عداوات كثيرة في العالم، وعلى الرغم من البعد الجغرافي بقيت الجزائر وفلسطين قريبتين جدا بفضل علاقات متينة ودائمة إلى يومنا هذا، كما ان بلادنا من بين الدول القليلة التي لا تزال ملتزمة منذ سنوات بدفع مساهماتها للسلطة الفلسطينية، وهو ما أكدت الجامعة العربية في عديد المناسبات، حين لفتت إلى أن الجزائر تُعد من الدول القليلة الملتزمة بمساهمتها لدعم كفاح الشعب الفلسطيني، هذا الدعم الذي لا يقتصر على تصريحات وبيانات تنديد، وإنما مواقف حقيقة ثابتة يترجمها تواصل مسعى بلادنا لحصول فلسطين على العضوية في الأمم المتحدة، وهو ما اكدت مواصلة العمل على تحقيقه بعد فوزها بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن.
وعلى الصعيد الإعلامي، لطاما كانت الصحف والمؤسسات الإعلامية الجزائرية منبرا للقضية الفلسطينية، ولسان حال الفلسطينيين الذي يصدح بكلمة الحق، والتي كان آخرها التغطية المتميزة للصحافة الجزائرية لما يجري في قطاع غزة، وذلك بشهادة المسؤول الأول عن القطاع الذي نوه بمهنيتها، في ظل التحيز الفاضح والمفضوح للإعلام الغربي، كما لفت لعقاب إلى إمكانية أن تدعو الجزائر إلى عقد اجتماع استثنائي لوزراء الإعلام العرب لدراسة السبل التي تمكن العرب من التعامل مع اللامبالاة الاعلامية الغربية والانحياز الاعلامي الغربي وكيفية الرد عليه، مع دراسة كيفية اعادة القضية الفلسطينية الى الصفوف الاولى في اهتمامات الاعلامية لوسائل الإعلام العربية ، ما يعكس الاهتمام الخاص الذي توليه الجزائر ومؤسساتها للقضية الفلسطينية.
وإن كانت القضية الفلسطينية محور اهتمام السلطات العليا بالبلاد، فهي القلب النابض للشعب الجزائري، وما المسيرات المليونية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن، تنديدا بالعدوان الصهيوني بغزة، إلا رسالة واضحة لعالم، تؤكد توافق الموقف الرسمي والشعبي ورفضه المطلق للجرائم الشنعاء التي يقترفها الجيش الإرهابي الصهيوني في حق الأبرياء العزل في قطاع غزة، ولتجدد التأكيد على مساندة الجزائر شعبا وحكومة لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن أرضه وأحقيته في الاستقلال وإقامة دولته.