الحدث

عقد "جزائري-ألماني" في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر

عرقاب يدعو الشركاء الألمان لدعم مشروع الخط الكهربائي "الجزائري- الأوروبي"

كشف أمس وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، بأن مجمع سوناطراك يعتزم إطلاق مشروع ضخم بغرض التخزين الطبيعي للكربون من خلال غرس 420 مليون شجرة على مدى الـ 10 سنوات باستثمار يقدر بنحو مليار دولار.

وعلى هامش الكلمة، التي ألقاها بمناسبة يوم الطاقة الخامس الجزائري الألماني، الذي نظم تحت شعار  "تكنولوجيات المستقبل التي تجمعنا: الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر"، قال عرقاب بأن مجمع سوناطراك سيخصص مليار دولار  للتخزين الطبيعي للكربون، مشيرا بأن التغيرات الجيوسياسية، التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة،  أثرت بشكل كبير على أسواق الطاقة، بالموازاة مع تراجع الاستثمارات البينية في مجال الصناعة البترولية الغازية، مشددا على أن الوضع سيؤثر على الطلب العالمي في المستقبل.

وشدد الوزير على أهمية الاستمرار في إنتاج الوقود الأحفوري لضمان الأمن والإنتقال الطاقوي، مضيفا بأن الأمر يتطلب تعاونا وثيقا وحوارا مستمرا بين كل الأطراف الفاعلة،داعيا الشركاء الألمان إلى "المشاركة ودعم مشروع تجسيد الخط الكهربائي الجزائري- الأوروبي".

وأوضح عرقاب، بأن الجزائر تستهدف للوصول إلى ما نسبته 30 بالمائة من الطاقات المتجددة في المزيج الطاقوي بحلول سنة 2035، وهذا من خلال برنامج طموح لتطوير الطاقات المتجددة بقدرة 15 الف ميغاواط، منها 2000 ميغاواط ينتظر أن تدخل حيز الاستغلال قريبا.

وفي ذات السياق، تعمل البلاد على  تعزيز بنيتها التحتية للنقل الكهربائي، عبر إنشاء شبكة الربط الكهربائي مع جيرانها، بالموازاة مع الحرص على تجسيد خارطة طريق لتصدير الطاقات المتجددة إليها، داعيا الشركاء الالمان للمشاركة في تجسيد المشروع، الذي سيسمح بتأمين الربط الكهربائي على المستوى القاري والدولي، كما سيمكن من تسريع عملية الانتقال الطاقوي والتقليل من البصمة الكربونية.

وبخصوص الانتقال الطاقوي، أكد وزير الطاقة أنه لايعني بالضرورة التخلي عن الغاز الطبيعي الذي يعتبر الوقود النظيف والجسر  لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا بأن الجزائر استثمرت في التنقيب عن النفط والغاز وانتاجهما وعملت على تطوير البنية التحتية لضمان أمن الطاقة والمساهمة في تلبية الطلب العالمي.

عبر عرقاب عن إلتزام البلاد بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة عن طريق وضع تدابير وإجراءات لرصد ومراقبة الانبعاثات، وهذا بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين، مضيفا بأن الجزائر تعمل على خفض انبعاثاتها بنسبة تتراوح بين 7 الى 22 بالمائة بحلول 2023.

إلى ذلك وقعت وزارة الطاقة و المناجم و الشركة الألمانية للتعاون الدولي على عقد لتنفيذ التعاون التقني في إطار المشروع المشترك "طاقتي" المتعلق بتطوير التعاون في مجال الطاقات المتجددة و الهيدروجين الأخضر.

ووقع على العقد المتعلق بهذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 12 مليون دولار المدير العام للطاقة لدى وزارة الطاقة و المناجم الطاهر جوامبي عن الجانب الجزائري و المديرة المقيمة للشركة الألمانية مارتينا فالاوس عن الجانب الألماني.

و في مداخلة له بهذه المناسبة, أكد المدير العام للطاقة أن هذا العقد يهدف إلى "تعميق التعاون الجزائري-الألماني في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر في الجزائر"، مضيفا أن هذا الاتفاق يكرس "التعاون الجزائري-الألماني المتميز و الإرادة المشتركة في المضي قدما لإقامة مشاريع مشتركة تعود بالفائدة على الطرفين".

ويرى جوامبي أن هذا العقد يتعلق بإنجاز مشروع "طاقتي", واصفا إياه بمشروع "مهم و مبتكر سيسمح بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين" موضحا أن المشروع الذي سيتم تنفيذه بدعم من ألمانيا "سيضمن مرافقة من أجل تحقيق أهدافنا المسطرة في هذا المجال".

من جهتها, أشارت سفيرة ألمانيا بالجزائر, إليزابيث فولبيرس إلى أن هذا العقد يشكل "مشروع شراكة ملموسة بين البلدين و يهدف إلى تطوير التعاون في مجال الطاقات المتجددة و اعتماد التكنولوجيات الأساسية في مجال الهيدروجين الأخضر".

واستطردت تقول إن الهدف من هذا المشروع يكمن في تعزيز القدرات الاستراتيجية و المؤسساتية والتقنية للجزائر من أجل تطوير الطاقات المتجددة على نطاق واسع إضافة إلى تعزيز قدرات تطوير الهيدروجين الأخضر.

من نفس القسم الحدث