الحدث

نفاق الغرب

أبانت الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الأبرياء العزل بقطاع غزة، عن الوجه الآخر للغرب، الذي طالما كان يتغنى بحقوق الإنسان.

فعندما يفبرك الإعلام الغربي صورا وينسبها لـلمقاومة الفلسطينية، وهي في الأصل مشاهد لجرائم صهيونية ارتكبتها آلة الاحتلال في حق الأطفال والنساء والشيوخ بقطاع غزة، نتيجة القصف الوحشي الذي يشنه على الأبرياء، ندرك حجم النفاق لدى الغرب، الذي يدهس على كل المبادئ والقيم عندما يتعلق الأمر بمصالحه الإستراتيجية، فتتحول "حقوق الإنسان" لديه إلى ما يسميه "دفاعا عن النفس" فيما يحلّ "قانون الغاب" محل العدالة والقانون الدولي.

بالمقابل تمارس منصات التواصل الاجتماعي التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني، نفاقا من نوع أخر، فهي تقوم بحذف الحسابات التي تنشر الجرائم الصهيونية، وتحارب المحتوى الفلسطيني فيما تتغاضى عن ما ينشره الطرف الآخر، رغم ما يحمله من تزييف للحقائق والوقائع، في "انحياز رقمي" للاحتلال الصهيوني.

إن مسألة حقوق الإنسان لدى الغرب، هي مجرد ورقة يستخدمها للضغط على الأنظمة التي لا تسير في فلكه، لاسيما في المنطقة العربية التي يبدو أنها استكانت ورضخت لضغوطات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا على وجه الخصوص، وكأني بها قد اقتنعت بالدعاية الغربية التي تحاول أن تساوي بين الضحية والجلاد.

ومن أبرز صور النفاق الغربي التي يمكن أن نقف عندها في خضم العدوان الصهيوني المتواصل على غزة، ما حدث أول أمس، بمجلس الأمن الدولي، عندما تقدمت روسيا بمقترح لوقف التصعيد الصهيوني بقطاع غزة، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، تم رفض هذا المقترح بحجة أن المقترح لا يدين "حماس"، في وقت لم يصدر الغرب أي موقف يدين الجرائم الصهيونية على الرغم من بشاعتها، بل الأكثر من ذلك فهو يدعم الاحتلال عسكريا ودبلوماسيا وإعلاميا لتنفيذ مزيد من المجازر.

من المؤكد أن استمرار الاحتلال الصهيوني ما كان ليكون لولا الدعم "اللامشروط" و"اللامحدود"، الذي يجده من قبل الغرب الاستعماري، والذي في الأصل هو من أوجد هذا "الكيان" الدخيل والغاصب على أرض فلسطين، وعليه فليس غريبا ولا جديدا أن نقف على هذا الانحياز الفاضح للغرب لصالح الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة الجريحة.

من نفس القسم الحدث