الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
دعت الجزائر المجتمع الدولي إلى "هبة مستعجلة" لنجدة الشعب الفلسطيني، وأعربت على لسان وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، عن رفضها لما أسمته "التنكر" لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، التي قالت إنها "لن تضيع سدى".
جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح الدورة العشرين لاجتماع وزراء خارجية إفريقيا-دول شمال أوروبا، تضامن الجزائر التام مع الشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي إلى ما أسماه "هبة مستعجلة" لنجدة المستضعفين والمقهورين والمضطهدين ووضع حد لهذا العدوان والعمل على إحياء مسار السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وفي هذا الشأن، دعا عطاف لتفادي التنكر لما وصفه بـ"الحقائق الدامغة الماثلة أمام المجموعة الدولية"، والتي لخصها بالتأكيد أن " في فلسطين احتلالاً، وأن في فلسطين حقوقاً مشروعة لا يمكن أن تضيع أو تذهب سدى"، ليضيف و"الحقيقة الدامغة الثالثة، أن في فلسطين شعباً يطالب بحقوقه الوطنية المشروعة طبقاً لما أقرته الشرعية الدولية لصالحه بصفة واضحة وثابتة لا تقبل الـتأويل ولا تقبل التملص ولا تقبل الإنكار".
وبحديثه عن القضايا العادلة، أكد أحمد عطاف دعم الجزائر للشعب الصحراوي الشقيق الذي يتمسك بحقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير وإنهاء احتلال أراضيه وتصفية الاستعمار نهائياً، حين قال: "قارتنا التي يعاني ساحلها من رواسب الفقر واللاأمن واللااستقرار جراء التغييرات غير الدستورية والتي لا يقلل حجمها من إرادة بلادي في الاسهام في تجاوزها بالطرق التي تخدم مصلحة المنطقة خاصة، ومصلحة القارة عامة"، وأضاف: "إن اجتماعنا اليوم يترجم تطلعاتنا المشتركة نحو مد جسور التعاون والتضامن في مواجهة التحديات المتصاعدة والتهديدات المستفحلة التي يشهدها عالمنا في المرحلة الراهنة وسط حالة مقلقة من الانقسام الحاد والتوتر المتزايد والاستقطاب المتفاقم"، وتابع: "نحن اليوم أمام مشهد دولي واقليمي قاتم بأتم معنى الكلمة، مشهدٌ تتجلى ملامحه وعناوينه الكبرى في تراكم النزاعات المسلحة، وفي تعقد الأزمة المناخية العالمية، وفي تكاثر التهديدات الإرهابية العابرة للحدود والأوطان، وفي اتساع الهوة التنموية بين الدول الفقيرة والدول الغنية، وفي تفاقم الأوبئة والكوارث الطبيعية".
وبمناسبة انعقاد الدورة، قال عطاف إن المناسبة "أثبتت على مرِّ الأعوام نجاعتها وفعاليتها في خدمة علاقات التعاون بين بلداننا"، مضيفا "نحن بالفعل أحوج ما نكون إلى هذه الآلية التي تقوم على قيم الحوار وتبادل الآراء واحتكاك الأفكار، تلك القيم التي طالما رافع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من أجل إعلائها وترقيتها وتوظيفها كأدوات نموذجية تكرس التضامن والتعاون والترابط في مواجهة التحديات الراهنة، محليةً كانت، أو إقليمية، أو دولية".
وفي هذا الشأن، أشاد عطاف بما أسماه المواقف التاريخية المشرفة لدول شمال أوروبا التي قال إنها دافعت عن حق الشعوب الإفريقية المضطهدة في تقرير مصيرها والتي تضامنت مع الحركات التحررية في إفريقيا للتخلص من نير الاستعمار والتمييز العنصري والاحتلال الأجنبي لأراضي الغير.
ولمواجهة الوضع المتأزم الذي يعيشه العالم، أكد عطاف ضرورة التعاون الدولي والعمل ضمن الأطر والآليات متعددة الأطراف لبلورة حلول شاملة وتشاركية تسترشد أولاً وآخراً بمبدأ وحدة المصير، وحدة مصير الإنسانية أمام التحديات والتهديدات الماثلة أمامها، ليضيف "تبقى قناعتنا راسخة من أنه لا مناص من إصلاح المنظومة الدولية، لإنهاء تهميش الدول النامية، وعلى رأسها الدول الافريقية، في صنع القرار الدولي، بشكل يضمن تأسيس وقيام علاقات دولية متوازنة اقتصادياً وسياسياً، علاقات ترضى بها وتطمئن وترتاح لها البشرية جمعاء."
ولم يغفل عطاف في كلمته الحديث عن أوضاع القارة الإفريقية، التي قال إنها عانت كثيراً، ولا تزال، من ويلات النزاعات والاضطرابات الأمنية والسياسية والاقتصادية والبيئية، وهي اليوم تحاول بكل عزم وإصرار إسماع صوتها وشق طريقها نحو الاستقرار والتكامل والاندماج، بتركيز جهودها على ثنائية الأمن والتنمية، مؤكدا إنها تواصل جهودها ومساعيها للكشف عن معالم وجهها الحقيقي، البعيد كل البعد عن الصورة النمطية المراد تسويقها عنها وإلصاقها بها.
وفي هذا الشأن، ذكّر عطاف بتفعيل المشاريع الرائدة للأجندة 2063، وبالخصوص منطقة التجارة الحرة القارية، حين قال إن قارتنا "بدأت تكشف عن وجهها الحقيقي، وجه إفريقيا الآمال المتجددة، وجه إفريقيا الفرص الأكيدة، ووجه إفريقيا المستقبل الواعد، كما أنها تسعى كذلك لإقامة شراكات متوازنة، شراكات تصون مصالحها، وشراكات تحفظ أولوياتها، وشراكات تحترم خياراتها وأهدافها الإستراتيجية.
واسترسل عطاف الذي قال إننا " ننتظر الكثير من هذه العلاقة المتميزة ومن هذه الشراكة الواعدة بين الكتلتين الإفريقية والشمال أوروبية، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون من أجل تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن، لضمان استجابة مستدامة للتحديات الأمنية التي تواجهها دول القارة، ولكسب رهانات التنمية الاقتصادية، والطمأنينة الاجتماعية، وتحقيق الرؤية الطموحة التي تم تضمينها في الأجندة القارية، ليضيف "لا شك أن دورتنا ستسمح بتحديد أولويات التعاون بين دولنا الافريقية ودول شمال أوروبا، وبالخصوص فيما يتعلق بترقية أهداف السلم والأمن، وتعزيز القدرات لتشجيع التنمية الاقتصادية، وكذا تكثيف التنسيق السياسي في المحفل الأممي الذي نتشارك الانتماء إليه ونتبادل الالتزام بالعمل على إحياء دوره الرئيسي كمنارة تنير درب الإنسانية في هذه الظروف العصيبة."