الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تشارك الجزائر ممثلة في وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في أشغال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين بالعاصمة المصرية القاهرة.
توجه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس، إلى القاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية الشقيقة، للمشاركة في أشغال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين، ويأتي انعقاد هذا الاجتماع حسب ما أفاد به بيان للوزارة بطلب من دولة فلسطين، لبحث تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل العدوان الصهيوني على قطاع غزة وهو الطلب الذي دعمته الجزائر إلى جانب عدد من الدول العربية الشقيقة.
وكانت فلسطين، قد طالبت مؤخرا، بعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية في أقرب موعد ممكن، لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف العدوان الصهيوني، حيث تطالب فلسطين بمساءلة مرتكبي العدوان وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتحقيق السلام الأمن المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وقال السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن الاجتماع العاجل يأتي في ظل العدوان الصهيوني الغاشم والمستمر على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل آلاف المستوطنين والمسؤولين الصهاينة، وما تلا ذلك من تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة.
وأكد على أن عدوان الكيان الصهيوني على القطاع يستهدف قتل وإرهاب المدنيين وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية الفلسطينية، وكذلك تصاعد الاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسياسة الاغتيالات، بهدف الإمعان في قتل أبناء الشعب الفلسطيني، وكسر إرادتهم وتدمير مقدراتهم وممتلكاتهم.
فور وصوله إلى القاهرة، وقبيل انطلاق أشغال الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، مشاورات ثنائية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. كما تحادث مع نظيره السوري، فيصل المقداد، وكذا مع نظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، وفق ما افاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
وقد تمحورت هذه المحادثات –حسب نفس المصدر- حول الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة بلورة موقف عربي موحد للتحرك بهدف وضع حد للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة المحاصر وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين والاستجابة لاحتياجاتهم المستعجلة.
وفي ذات السياق، تم التأكيد على حتمية إطلاق عملية سلام جدية تعيد الأمل للشعب الفلسطيني وتضمن تكريس حقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
عطاف يجدد تضامن الجزائر اللامحدود مع الشعب الفلسطيني
وفي كلمته خلال مشاركته في أشغال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين، جدد عطاف التأكيد على تضامن الجزائر اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل مثلما أكد على ذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون .
وفي هذا الشأن قال عطاف "نجتمع اليوم، وأهلنا في فلسطين المظلومة، وفي قطاع غزة المغبونة، يواجهون عدواناً غاشماً من قبل الاحتلال الصهيوني الذي ظن، مخطئاً ومتوهماً، أن الشعب الفلسطيني شعبٌ مغلوبٌ على أمره، وأنه شعبٌ استسلم للأمر الواقع، وأنه شعبٌ قَبِل، مُرغماً ومُكرهاً، بالآفاق المسدودة. لقد أخطأ الاحتلالُ الحساب وأساء التقدير.. نجتمع اليوم، وقلوبنا تتفطر حُزناً وألماً وأسى أمام مشاهد الإجرام والتقتيل والتنكيل بالمدنيين الفلسطينيين، وأمام بعض المواقف الدولية المشينة التي تأبى إنصاف هذا الشعب الأبي بنسيانها أو تناسيها لُبَّ الصراع برمته وبإنكارها وتجاهلها لطبيعة الاحتلال الصهيوني".
وتابع قائلا "نجتمع اليوم، وشعوبنا العربية تنحو بأنظارها صوبَنا وتُشخِّص أبصارها على مداولاتنا، وهي التي تنتظر منّا موقفاً موحداً، موقفاً يعيد الاعتبار لثوابت الأمة العربية في دعم قضيتها المركزية، وموقفاً يفضح ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع أعدل قضية على وجه المعمورة، وموقفاً يواجه المغالطات والمساومات التي يُرادُ فرضها في التعامل مع الفعلِ ورد الفعل".
ومن هذا المنطلق يقول رئيس الدبلوماسية الجزائرية إنه في ظل هذا الوضع الرهيب والخطير، ومثلما أكد على ذلك رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فإن الجزائر تُجدد تضامنها اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل، وتُعرب عن إدانتها الشديدة للاعتداءات الاجرامية التي يتعرض لها، وتُكرر مطالبتها الملحة بالتدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من شراسة العدوان الصهيوني.
وتابع عطاف قائلا " لقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة، وكذا الاتحاد الأوروبي، أن الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي بلغت شدته حدود اللاإنسانية، يتنافى والقانون الدولي الإنساني! يُضاف إلى هذا الوضع المأساوي، وضعٌ آخر لا يقل خطورةً وقلقاً، وهو الوضع الذي يتجلى في أبشع صور جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الدائرة رحاها في غزة في هذه الأثناء، والمرجحة للتفاقم في قادم الأيام".
على المجتمع الدولي الاعتراف بجملة من الحقائق الصادمة
وفي هذا الصدد شدد وزير الخارجية على أن "أوضاعاً لا تطاق كهذه"، تفرض على الجامعة العربية المبادرة الفورية بتعبئة كل الهيئات الدولية المعنية، بما فيها الهيئات القضائية، من أجل ردع هذه السياسات والتصرفات والممارسات المقيتة، ووضع حدٍّ لها، مضيفا ان الجزائر تؤكد أن هذه الأوضاع تفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بجملة من الحقائق الصادمة التي لا مناص منها،تكمن في أن الشعب الفلسطيني قد ضاق ذِرْعاً بحالة اللامبالاة الدولية أمام ما يعانيه من اضطهاد وظلم وطغيان، وأن الشعب الفلسطيني قد نفذ صبره بعد إضاعة أكثر من خمس وسبعين سنة في انتظار تمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أما الحقيقة الثانية -يقول رئيس الدبلوماسية الجزائرية- يجسدها الغياب الرهيب للقضية الفلسطينية من أولويات أجندة العمل الدبلوماسي الدولي الذي تنكَّر لمسؤولياته وتنصل لواجباته، والذي لم يسجل أي مبادرة جدية وجادة للسلام على مدار العقدين الماضيين. فمما لاشك فيه، أن المجموعة الدولية غاب عنها صواب الاستنتاجات، حين خلصت، وبطريقة مغلوطة، إلى أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد أولوية قصوى، أو انشغالاً بارزاً، أو حاجةً ماسة.
اما الحقيقة الثالثة فتكمن في التراجع الحاد لآفاق وفرص تجسيد حل الدولتين على أرض الواقع في ظل تواصل الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية على أشلاء ساكنيها الفلسطينيين الأصليين، فيما تتمثل الحقيقة الرابعة في السياسات العنصرية المقيتة التي يواصل الاحتلال الصهيوني فرضها في مدينة القدس المحتلة وفي مساعيه الرامية لطمس هوية هذه المدينة المقدسة وتغيير الوضع القائم بها عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميات، وبعبارة واحدة المشروع الكبير لتهويد القدس.
وتكمن الحقيقة الخامسة في المحاولات الواهمة والعبثية للفصل بين مسألتي السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، بشكلٍ يجافي الوقائع التاريخية والمرجعيات الرئيسية لحل الصراع العربي-الاسرائيلي، بما في ذلك قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي تؤكد كلُّها أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يبقى مرهوناً بضمان حلٍّ عادلٍ ودائمٍ ومستدامٍ للقضية الفلسطينية، حلٌّ ينصف الشعب الفلسطيني وينهي الإجحاف الذي طال أمده بحق شعبٍ أصيلٍ ومتأصل في أرضه.
واستطرد عطاف قائلا إنه "وفي خضم هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ قضيتنا المركزية، نؤكد على المسؤولية الخاصة والاستثنائية التي تقع على المجموعة العربية المطالَبة اليوم بالعمل على جبهتين أساسيتين: تكثيف الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والسعي بصفة جماعية لإحياء عملية السلام على أسس المراجع الواضحة التي حددتها الشرعية الدولية.
وفي الختام، شدد وزير الخارجية على أنه "وأمام الأصوات المشككة دولياً وإقليمياً، يجب أن نجيب بصوت واحد وموحد: أن أشقاءنا الفلسطينيين هم أصحابُ حق أكيد، تبنت إحقاقه الأمم المتحدة وكرسته الشرعية الدولية، وأنهم أهلُ قضية مقدسة، لا يضاهي قداستها إلا حجم التضحيات التي لم يبخلوا بها، وأنهم حُماةُ مشروع وطني تاريخي، حان وقت تجسيده كاملاً غير مبتور".