الحدث

"طوفان الأقصى" يجرف "قطار التطبيع"

جاء رد فعل المقاومة الفلسطينية، على الانتهاكات والاعتداءات والاستفزازات الصهيونية في حق الشعب الفلسطني، قويا هذه المرة، وذلك عبر عملية عسكرية غير مسبوقة أطلق عليها اسم "طوفان الاقصى"، هجوم جرف معه عجرفة وغطرسة العنصري المتطرف نتنياهو ، الذي لم يستفق بعد من هول المفاجأة المدوية التي زلزلت أركان الكيان.

هجوم "طوفان الاقصى" الذي شنته المقاومة لم يكن عملية عسكرية ضد الكيان المحتل فحسب، بل كان أيضا رسالة سياسية للعالم أجمع بأن ما أخذ بالقوة لايرد الا بالقوة، لأن الخضوع والخنوع لم يزد الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه الاّ غطرسة وعنادا في مواصلة ترهيب الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه والسطو على ممتلكاته وتدنيس مقدساتة، وهي الحقيقة التي حاول المجتمع الدولي تجاهلها.

وحسب ما ذهب إليه خبراء ومحللون، فقد حققت المقاومة، من خلال "طوفان الأقصى" هدفا استراتيجيا في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، عبر اختراق عمق الكيان الصهيوني والسيطرة على مواقع عسكرية للاحتلال، حيث يمكن أن نعد ما جرى حدثا تاريخيا مفصليا في تاريخ القضية الفلسطينية، وعليه فإن هذه العملية الملحمية ومن دون شك سيكون لها تداعيات وارتدادات كبيرة على السياق الاقليميي وعلى الصراع الفلسطيني الصهيوني.

ما يمكن ملاحظته من خلال عملية "طوفان الاقصى" وبغض النظر عن الجناح الذي تبناها، هو هشاشة المنظومة الأمنية الصهيوية، التي وقفت عاجزة أمام عملية عسكرية مدروسة، حيث باغتت المقاومة الفلسطينية الكيان الصهيوني بتكتيك غير مسبوق، إذ تفاجأ المستوطنون وجنود الاحتلال بتجوال مقاتلي "حماس" بينهم دون أن تنتبه اليهم الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية، وأمام هول المفاجأة لم يجد نتنياهو الا العزل من سكان غزة لـ "انتقام إجرامي"، في محاولة فاشلة لترميم صورة الكيان المكسورة.

لقد أفرزت الاحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة متغيرات واصطفافات دولية، وإن كان تحيز الغرب الى الجانب الصهيوني ليس غريبا ولا مفاجئا، الا أن بعض الدول العربية أبدت مواقف خجولة، مما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة، سيما الدول المطبعة التي تكون قد اصيبت هي أيضا بالارتباك بالنظر الى حجم المفاجأة وتداعياتها الكبيرة وتاثيراتها على الشارع العربي.

 لقد جاءت عملية "طوفان الاقصى" "غير المسبوقة" في غمرة هرولة عربية "غير مسبوقة" باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، قطار لم يتوقف رغم الانتهاكات الصهيونية في حق الفلسطينين والاستفزازات المتوالية لمشاعر المسلمين في تدنيس المسجد الاقصى، فيما يبدو أن هذا القطار سيتوقف دون شك ولو مؤقتا بسبب قوة "الطوفان".

من نفس القسم الحدث