الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما مفاجئا وغير مألوف على الكيان الصهيوني في مستوطنات "غلاف غزة" وفي النقب بالجنوب، في عملية سميت "طوفان الأقصى"، في واحدة من أهم العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني منذ عقود طويلية.
وبدأ الهجوم من دون سابق إنذار بينما كان انتباه جيش الاحتلال موجها نحو الضفة الغربية، في وقت كانت فيه الاستعدادات على حدود غزة ومحيطها روتينية مؤخرا. وقد أطلقت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أمس، عملية عسكرية واسعة ضد الكيان الصهيوني، شملت إطلاق آلاف الصواريخ وتسلل واقتحام لمستوطنات وأسر صهاينة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المحتل الصهيوني.
وأعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد الكيان الصهيوني وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها، حيث قال في رسالة صوتية "إن الضربة الأولى من العملية تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة استهدفت كيان الاحتلال"، ومنذ صباح أمس، أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية مكثفة من قطاع غزة باتجاه الكيان الصهيوني، إضافة إلى تسلل بري وبحري وجوي، في حين دوت صفارات الإنذار في مناطق متعددة، بينها تل أبيب والقدس وأسدود وعسقلان.
وأفاد مراسل من القدس المحتلة بأنه بعد ساعات الفجر الأولى من الأمس، اقتحم مجموعة من المقاتلين التابعين لحركة حماس الأسلاك الشائكة، ووقعت اشتباكات أسفرت عن نحو 80 إصابة وصلت مستشفيات الاحتلال الصهيوني، فيما لم يتم الإعلان عن العدد النهائي للقتلى من الجانب الصهيوني.
ومع بدء معركة "طوفان الأقصى" شهدت الضفة الغربية مسيرات تأييد للعملية، فيما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المدمع، كما شنت المقاومة هجمات عدة بالضفة.
ومع الإعلان عن بدء معركة "طوفان الأقصى" بدأت مآذن المساجد في الضفة الغربية بالصدح بالتكبيرات نصرة للمقاومة وتأييدا لها، وخرجت العديد من مدن الضفة الغربية تضامنا مع المقاومة الفلسطينية دعما وتأييدا للمعركة.
هنية: ملحمة بطولية عنوانها الأقصى
وفي تصريح له قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن المقاومة الفلسطينية تخوض "ملحمة بطولية عنوانها الأقصى". وأوضح أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت ردا على "العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك، وبلغ ذروته خلال الأيام الماضية"، مشيرا إلى أن حركات المقاومة في فلسطين لن "تسكت عن هذا التدنيس" ولو "سكت العالم".
وأشار هنية -في بيان له- إلى أن الاحتلال صعّد "العدوان" على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وأنها تسعى لاقتلاعه من أرضه، كما حمّل الكيان الصهيوني المسؤولية عما يجري ضد فلسطينيي 48 وتزايد عمليات القتل والاغتيال هناك.
عبّاس يؤكد حق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال
هذا وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة "إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال" الصهيونية.
جاءت تصريحات عباس خلال ترؤسه اجتماعا قياديا طارئا ضم عددا من المسؤولين المدنيين والأمنيين الفلسطينيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية التي نقلت عن الرئيس الفلسطيني تأكيده "حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال"، موجها بضرورة "توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني"، كما وجه عباس بتوفير كافة ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات الفلسطينيين في وجه "الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال وعصابات المستوطنين"، ويترأس عباس اجتماعا للقيادة الفلسطينية "أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني -فتح-"، وقادة الأجهزة الأمنية.
استشهاد 200 فلسطيني في غارات صهيوني
من جانب آخر، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد عشرات الفلسطينيين وأصيب المئات بجروح متفاوتة، بشظايا وصواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.وأكد المصدر، نقلا عن مستشفيات القطاع باستشهاد 198 فلسطينيا و1610 جرحى، وبدمار في الممتلكات بقصف الصهيوني لمبانٍ ومنازل ومواقع في قطاع غزة.
ونقل عن مستشفيات القطاع بوصول 37 شهيدا ونحو 200 جريح إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، و45 شهيدا ونحو 180 جريحا إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، و40 شهيدا ونحو 200 جريح إلى المستشفى الأندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، و29 شهيدا ونحو 311 جريحا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، و12 شهيدا ونحو 80 جريحا إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوب القطاع، جراء مواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، وبشظايا قصف من طائرات الاحتلال الحربية.
تحذيرات من استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة
و أمام التصعيد الصهيوني الخطير ضد غزة والضفة الغربية بما فيما القدس المحتلة, حذر البرلمان العربي من تداعيات كل ذلك على الاوضاع في المنطقة ومن احتمال انفجارها جراءه.
و أعرب البرلمان العربي في بيان له عن استنكاره للجرائم التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال وتصعيدها الدموي ضد الشعب الفلسطيني, وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين المتطرفين, وعمليات القتل ضد المواطنين الفلسطينيين وحرق ممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال, محملا الكيان الصهيوني تبعات هذا التصعيد الخطير.
ودعا المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة الى "دعم جهود السلام, وخاصة الإدارة الأمريكية إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري", وحث الكيان الصهيوني على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له وخاصة من اعتداءات المستوطنين المتطرفين.
كما دعا إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني و إجبار القوة القائمة بالاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية, "من خلال الانخراط في عملية سلام ومفاوضات حقيقية تفضي ضمن سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال وفقا لمرجعيات السلام الدولية ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة".
من جانبه دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى "وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري"، مذكرا بأن "استمرار الاحتلال في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعدّ قنبلة موقوتة تُحْرِم المنطقة من أي فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور"، وفق ما جاء في بيان أصدره المتحدث باسمه.
وأضاف المتحدث أن، "الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي، في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية، والمضادة لحل الدولتين".
بدورها قالت روسيا على لسان نائب وزير الخارجية, ميخائيل بوغدانوف, أن "القانون الدولي معروف, ويجب أن يكون هناك حل عادل وشامل للصراع", مطالبا بإنهاء "كل هذا في أسرع وقت ممكن والجلوس إلى طاولة المفاوضات".
من جهتها, حملت وزارة الخارجية القطرية, في بيان, الكيان الصهيوني وحده مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني, و آخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال.
وشددت الوزارة على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل" لإلزام الكيان الصهيوني بوقف انتهاكاته "السافرة" للقانون الدولي وحمله على احترام قرارات الشرعية الدولية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني, والحيلولة دون "اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة".
وجددت وزارة الخارجية موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, و إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967, و أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
أما السعودية, فقد أعادت التذكير بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة, وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.
كما جددت العربية السعودية, في بيان صدر عن وزارة خارجيتها, دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتفعيل عملية سلمية "ذات مصداقية" تفضي إلى حل الدولتين, بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة.