الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
شهدت أمس العاصمة الموريتانية نواكشوط، تدشين "بنك الاتحاد الجزائري"، في خطوة تكتسي طابعا جيو-استراتيجيا بالنسبة للجزائر على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى "معرض دائم للمنتجات الجزائرية"، يحمل اسم "تصدير"، وهو ما سدفع التبادل التجاري بين البلدين وباقي الدول الإفريقية.. ووصف وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، العملية بـ "الانجاز التاريخي" وتُمثل انتقال الجزائر من "الخطابات إلى الأفعال"، فيما اعتبر وزير المالية، البنك بأنه "سيكون طرفا فاعلا في مسار ترقية التبادلات التجارية ومرافقة الاستثمارات المباشرة بموريتانيا".
وجاء تصريح زيتوني، عقب تدشينه للمعرض الدائم للمنتجات الجزائرية التابع للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (صافكس) يحمل اسم "تصدير"، بحضور وزير المالية، لعزيز فايد، إلى جانب وزير المالية الموريتاني، إسلمو ولد محمد امبادي، ووزير التجارة و الصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني، لمرابط ولد بناهي، و حافظ البنك المركزي الموريتاني، محمد الأمين ولد الذهبي، ورئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، بحضور سفير الجزائر بموريتانيا، محمد بن عتو.
زيتوني يصف الخطوة بـ "الانجاز التاريخي"
في هذا السياق، أكد وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، أن افتتاح "بنك الاتحاد الجزائري" ومعرض دائم للمنتجات الجزائرية بالعاصمة الموريتانية يعد "انجازا تاريخيا"، مؤكدا أن الجزائر انتقلت من "الخطابات إلى الأفعال" فيما يتعلق بانفتاحها على دول القارة الإفريقية.
وقال زيتوني، أن افتتاح هذا المعرض يعد "يوما تاريخيا للعلاقات الجزائرية الموريتانية العريقة والقوية، بحكم التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك بين البلدين"، مضيفا أن "أهداف البلدين مرسومة باستراتيجية مشتركة وتكاملية"، وأن العلاقات البينية "عرفت نقلة نوعية بقيادة رئيسي البلدين"، عبد المجيد تبون، محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتابع الوزير قائلا "أول انطلاقة سنباشرها من موريتانيا، والتي تتمثل في فتح أول بنك جزائري بالخارج وبالتحديد في نواكشوط، وهو ما سيسهل على المتعاملين الاقتصاديين تصدير منتوجاتهم وخدماتهم وإنشاء شراكات مع نظرائهم الموريتانيين ومع دول أخرى بدون وجود مشاكل في توطين رؤوس الأموال والتمويل والمرافقة المالية وتمويل العمليات التجارية والاستثمارية".
وأكد قائلا: "اليوم انتقلنا من الخطابات إلى الأفعال، حيث أن وجود بنك جزائري بنواكشوط يعد حقيقة اليوم"، وبالإضافة إلى ذلك، يضيف الوزير، "قمنا أيضا بإعطاء فضاء كبير للمتعاملين الجزائريين وشركائهم الموريتانيين من أجل الانطلاق في عمليات تجارية حقيقية"، وأوضح مسترسلا: "لقد أصبحنا متواجدين في السوق الموريتانية على مدار السنة"، معبرا عن أمله في أن "تتطور هذه العملية إلى شراكة حقيقية".
وأشار زيتوني، إلى أن موريتانيا تنتمي إلى منطقة غرب إفريقيا التي تشمل على سوق كبيرة بأكثر من 300 مليون نسمة، متمنيا أن تسهل الانطلاقة من موريتانيا الولوج إلى هذه السوق، مذكرا بأن إفريقيا ستحوز، في 2050، على ربع سكان العالم.
كما تقدم الوزير بالشكر لكل المتعاملين الاقتصاديين الذين وضعوا ثقتهم في مقاربة الدولة من أجل إقامة شراكة حقيقية، وعبر أيضا عن امتنانه للرئيس الموريتاني بشكل خاص ولكل السلطات الموريتانية التي لم تدخر أي جهد من أجل بلوغ هذه الأهداف المسطرة.
فايد .. سيكون للبنك دورا حيويا في التنمية بموريتانيا
من جهته، أكد وزير المالية, لعزيز فايد, أن "بنك الاتحاد الجزائري", الذي تم تدشينه، أمس، بنواكشوط يعد لبنة جديدة في صرح العلاقات الجزائرية الموريتانية, مبرزا أن هاته المؤسسة البنكية ستكون طرفا فاعلا في مسار ترقية التبادلات التجارية بين البلدين ومرافقة الاستثمارات المباشرة المستقبلية بموريتانيا.
وقال الوزير، خلال مراسم تدشين البنك، وهو أول بنك جزائري يفتتح بالخارج، أن هذه المؤسسة المالية الجديدة التي "تتمتع بمهارة بنكية مثبتة وبنية تحتية حديثة تجعلها تستجيب لتطلعات متعاملي بلدينا"، تعكس "الإرادة والاهتمام اللذين توليهما الجزائر، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للانفتاح أكثر على دول القارة الافريقية والمشاركة بصورة فعالة و نشطة في تنميتها وازدهارها"، وتابع بأن أن هذا المرفق البنكي سيكون له "دور حيوي في التنمية في موريتانيا و ترقية التجارية البينية ومرافقة الاستثمار".
أول بنك جزائري بالخارج
وأضاف فايد، أن بنك الاتحاد الجزائري، الذي يتزامن مع افتتاح البنك الجزائري بالعاصمة السنغالية داكار اليوم، تحت اسم "البنك الجزائري السنغالي"، قد تجسد على أرض الواقع "بفضل الالتزام والإرادة المشتركة التي تعهدت بها سلطات بلدينا وعكس الدور الأساسي الذي تؤديه الجمهورية الإسلامية الموريتانية على الصعيد الاقليمي، فضلا عن الإمكانات التي تزخر بها".
وتابع بأن البنك يعمل "ليكون طرفا ماليا فاعلا بمشاركته الحيوية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في موريتانيا من خلال تلبية مختلف الاحتياجات التي تعبر عنها الأسر والمؤسسات على حد سواء، عن طريق خدمات ومنتجات مالية متنوعة تتسم بنوعية مؤكدة و بالسرعة المطلوبة"، مع مرافقة المستثمرين "الذين يعملون على ترقية و تنمية التبادلات التجارية بين البلدين ومرافقة الاستثمارات المباشرة التي ستتجسد هنا في نواكشوط في مختلف الميادين".
وبهذا، سيكون للبنك المستحدث، يُضيف الوزير، دورا في "التكامل الاقتصادي ودفع الإمكانات الموجودة فيما يتعلق بالتعاون الثنائي في عدة مجالات خاصة في مجال تقاسم الخبرات والمهارات التي تسمح بخلق أوجه التآزر الايجابية والمتوازنة بين أمتينا".
وبعد أن أشار إلى أن تدشين بنك الاتحاد الجزائري يتزامن مع الذكرى ال50 لتأسيس العملة الوطنية الموريتانية، توجه الوزير بالشكر إلى السلطات الموريتانية، وعلى رأسها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، على جهودها في مرافقة الطرف الجزائري لإنشاء هذا البنك.
ويعد بنك الاتحاد الجزائري، الذي يقع بقلب العاصمة نواكشوط، ثمرة شراكة لأربعة بنوك عمومية جزائرية هي القرض الشعبي الجزائري (بنسبة 40 بالمئة من رأس المال), بنك الجزائر الخارجي (20 بالمئة), البنك الوطني الجزائري (20 بالمئة) وبنك الفلاحة والتنمية الريفية (20 بالمئة)، برأس مال قدره 50 مليون دولار.
ولد بناهي.. "خطوة عملية على أرض الواقع"
من جهته، أكد وزير التجارة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني، لمرابط ولد بناهي، أن العلاقات الجزائرية-الموريتانية عرفت "خطوة عملية على أرض الواقع'' بفضل افتتاح بنك جزائري بموريتانيا، مذكرا بأن هذه العلاقات "عرفت تطورا جديدا منذ سنة 2021 بعد زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر"، وتابع يقول "لقد تأكدت الإرادة السياسية لقائدي البلدين بتطوير العلاقة الثنائية والمضي بها قدما، حتى تصل إلى مستوى يرقى لطموحات الشعبين".
وأكد أن البنك الجزائري بموريتانيا سيعمل على تسهيل المبادلات التجارية الثنائية وتسريعها، مشيرا إلى أن الخط البحري التجاري بين الجزائر ونواكشوط ومشروع الطريق العابر للصحراء تندوف-زويرات وغيرها من المشاريع ستمكن من الوصول بالعلاقات الثانية إلى المستوى المطلوب.