الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
افتتح المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، أمس، الدورة البرلمانية الجديدة، حيث تمحورت كلمتا رئيسي غرفتي البرلمان، حول مبادرة الرئيس تبون لحل الأزمة بالنيجر، بالإشادة بمساعي الجزائر الحميدة للوصول إلى حل سلمي للأزمة، كما شكلت التحديات الداخلية أبرز المحاور التي وقف عليها كل من قوجيل وبوغالي، من خلال تأكيد ضرورة رص الصفوف لمواجهة مكائد أعداء الخارج.
قوجيل: " الجزائر بحاجة لجبهة داخلية قوية لمواجهة أعداء الخارج"
وفي كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية العادية 2023 / 2024، دعا رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أمس، إلى تمتين الجبهة الداخلية تجسيدا لمبادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بشكل يتيح رفع مختلف التحديات التي تواجهها الجزائر، مبرزا "الحاجة إلى تدعيم الجبهة الداخلية، تنفيذا لمبادرة رئيس الجمهورية"، حين أكد أن "الجزائر اليوم بحاجة إلى جبهة داخلية قوية لمواجهة أعداء الخارج الذين كانوا أمس مخفيين وخرجوا اليوم إلى العلن".
إلى ذلك، أثنى رئيس مجلس الأمة على "وفاء رئيس الجمهورية بالتزاماته ال54، والتي مد بناء عليها يده للجميع لبناء الجزائر الجديدة"، مشيرا إلى أن "أولى الالتزامات تجسدت في تعديل الدستور بشكل أتاح إعطاء المفهوم الحقيقي للممارسة الديمقراطية وحق التعبير إلى جانب التمسك بالطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية".
الجزائر لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية
وفي سياق آخر، تطرق قوجيل إلى مبادرة رئيس الجمهورية لحل الأزمة في النيجر، التي "ترتكز على رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول"، لافتا إلى أن الجولة التي قادت وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، إلى بعض الدول الإفريقية "توضح مكانة الجزائر الدولية"، وشدد في ذات السياق على أن الجزائر "لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية ولا تتدخل في شؤون غيرها من الدول"، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية "تزعج الكثيرين"، كما جدد رئيس مجلس الأمة "تمسك الجزائر بمبدأ عدم السماح بالتدخل في شؤونها الداخلية وهو نفس الأسلوب الذي انتهجته للخروج من أزمة التسعينات والتي فصل فيها الشعب وطوى صفحتها، من خلال الاستفتاء على المصالحة الوطنية".
"بلادنا اليوم بحاجة للجميع لبناء مستقبلها"
من جهة أخرى، أكد قوجيل دور الشباب في بناء الجزائر الجديدة والذي تجسد من خلال استحداث رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى للشباب، مشيرا إلى أن الجزائر اليوم "تحتاج إلى الجميع بمختلف انتماءاتهم السياسية لبناء مستقبلها"، كما أثنى في السياق ذاته، على جهود الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في "حماية الوطن والدفاع عن حدوده، وكذا ارتباطه بالوطن والشعب".
نشاط مكثف في إطار الدبلوماسية البرلمانية
وبخصوص هذه الدورة البرلمانية، أكد رئيس مجلس الأمة أنها "ستكون مليئة بالنشاطات سواء ما تعلق بالتنسيق مع الطاقم الحكومي أو الدبلوماسية البرلمانية لتعزيز صورة الجزائر في الخارج"، وأشار إلى أن المجلس سيعمل على التنسيق مع الغرفة السفلى للبرلمان ل"بعث مبادرات من شأنها تعزيز التعاون مع الحكومة عن طريق المناقشة لتحديد الأولويات والمواضيع التي تشكل الطريقة الأمثل للتعامل بين السلطتين، كما سيكون لديه نشاط مكثف في إطار الدبلوماسية البرلمانية سيما من خلال علاقاته مع البرلمان العربي، الإفريقي، الإسلامي وكذا البرلمان الأوروبي"، وأكد في هذا الصدد، أن "الدبلوماسية البرلمانية تحتاج إلى تنسيق أكبر لتعزيز دورها وتحقيق التكامل مع الدبلوماسية الرسمية بما يتماشى مع سياسة الجزائر في تعاملها مع الجميع انطلاقا من تمسكها بمبدأ عدم الانحياز بالرغم من الظروف والمتغيرات الدولية"، وبذات المناسبة، هنأ رئيس مجلس الأمة محمد لعقاب على تعيينه من طرف رئيس الجمهورية، وزيرا للاتصال، متمنيا له النجاح في مهامه الجديدة.
بوغالي: " الجزائر اليوم سيدة قرارها وحرة في اختياراتها "
من جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة البرلمانية العادية 2023-2024 أمس، أن المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فيما يخص دولة النيجر، تصب في عقيدة الجزائر الثابتة المبنية على الحلول السلمية عن طريق الحوار وخلق ظروف التوافق الوطني الداخلي للبلدان بعيدا عن التدخلات والضغوط الخارجية، مضيفا "نحيي المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية فيما يخص دولة النيجر، كما نحيي كل المبادرات التي تسعى إلى استتباب الأمن والسلم في دول الجوار وفي كل العالم"، وأضاف بهذا الخصوص أن "الوعي السياسي قد بلغ درجة جعلته ينعكس إيجابا على دور الجزائر في المحافل الدولية وجعل منها دولة محورية لها تأثيرها إقليميا ودوليا في ظل استراتيجية التوازنات الكبرى في العالم" مشيرا الى أن ما رسخ دور الجزائر هو ثباتها على المواقف الأمر الذي جعل منها "شريكا موثوقا به في مختلف الهيئات والتنظيمات وحتى في العلاقات الثنائية"، واستطرد قائلا أن "الجزائر اليوم سيدة قرارها وحرة في اختياراتها ولا تبعية لها إلا في ما تقتضيه مصالحها العليا وهو أمر ليس متاحا لكثير من البلدان التي تفتقد لذلك نتيجة الولاءات والإملاءات أو نتيجة ثقل المديونية والأوضاع الداخلية".
"نثمن كل الإرادات الحسنة الرامية لتمتين الجبهة الداخلية"
وأشار في نفس الاطار الى أن الجزائر "متلاحمة بكل مكوناتها واستطاعت أن تحافظ على مواقعها ومواقفها في هذا العالم المضطرب"، مبرزا أن "بلادنا قادرة بما هيأته من أسباب للإقلاع أن تخطو خطوات عملاقة إضافية، خاصة بعدما أصبحت بيئتها جاذبة للاستثمار"، كما ثمن رئيس المجلس "كل الإرادات الحسنة الرامية إلى رص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية وتلاحم الشعب مع جيشه الباسل الذي يسهر على تأمين البلاد".
وبمناسبة الدخول الاجتماعي الجديد، دعا بوغالي إلى "مضاعفة الجهود والعزم على رفع التحدي والانخراط في المساعي الكبرى للدولة الجزائرية بهدف تجسيد البرامج الطموحة المسطرة"، وكشف في هذا السياق ان المجلس "ينتظره لحد الآن ما يربو عن الأربعين مشروع قانون، منها ما تبقى من الدورة السابقة وعددها ثمانية مشاريع قوانين"، وهي مشاريع "مؤهلة للزيادة"، وأكد في الاخير أن المجلس "على استعداد لمواصلة التنسيق والتعاون مع الغرفة العليا ومع الطاقم الحكومي، خدمة للأهداف المسطرة في برنامج رئيس الجمهورية".
ولقد افتتح البرلمان بغرفتيه، أمس، دورته العادية 2024/2023، في جلسة علنية ترأسها رئيسا المجلسين، بحضور الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن وأعضاء من الطاقم الحكومي، وذلك عملا بنص المادة 138 من الدستور وبمقتضى أحكام المادة 5 من القانون العضوي رقم 16-12، المؤرخ في 25 أوت سنة 2016، الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وعملهما وكذا العلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة.